القبض على زوجة الابن وشقيقتها المفارقة الأولى جاءت عندما تصور أهل المنزل أن القاتل هو سارق جاء بغرض سرقة المال من المنزل، وعندما قاومته المرحومة قام بقتلها، ولكن بعد التحريات برزت أولى المفارقات عندما أشارت أصابع الاتهام إلى أن الفاعل هو زوجة الابن وشقيقتها لتكون تلك أولى الصدمات إلى تلقتها أسرة مهدي الشريف وأبناؤه، ليتم إخضاعهما للتحريات وباكتمالها وجهت لهما النيابة تهماً تتعلق بالاشتراك الجنائي والقتل العمد. انسحاب محامي الدفاع ثاني المفارقات بدأت بمحكمة جنايات أم درمان وسط حيث انعقدت أولى جلسات محاكمة المتهمة وشقيقتها في حضور كثيف من قبل المواطنين وذوي المجني عليها وأولياء الدم، وانتهت الجلسة بانسحاب محامي الدفاع الأستاذ صديق كدودة من تمثيل الدفاع عن المتهمات في اللحظات الأخيرة من انتهاء الجلسة، وذرفت المتهمتان الدموع لحظة انسحابه. وعلل صديق ذلك بوجود نزاع أسري بين العائلتين، وذلك بعد أن رفضت له المحكمة طلبين بفصل الاتهام في مواجهة المتهمة الثانية وإطلاق سراحها بالضمانة العادية. وقال القاضي إن طلبه جاء سابقا لأوانه وأن القضية في مرحلتها الأولى، وهناك إثبات وأفعال مشتركة بين المتهمتين، إلا أنه تراجع عن قراره بعد ذلك. (يمكن تقتلني) ثالث المفارقات في محاكمة مهدي الشريف أن المجني عليها كانت تعيش في خوف مستمر من الجانية، حيث أكدت زوجة الابن الأخرى عند الإدلاء بأقوالها كشاهدة اتهام للمحكمة أن المجني عليها كانت تخاف وتتوجس من المتهمة وضربت مثلا للمحكمة بأن المتهمة مرة قامت بعمل شوربة لها وعندما علمت المجني عليها بذلك قامت بالتخلص منها وقالت للشاهدة: (ما ضامنها تكب حاجة تقتلني)، كما أكدت للمحكمة أن المجني عليها قبل الحادثة بأسبوع أفادت للشاهدة بأنها لا يمكن أن تنام في ظل وجودها مع المتهمة بالمنزل بمفردهما، وقالت الشاهدة للمحكمة: (بتخاف منها لأنو بينهم خلافات). في ذمته ولم يطلقها رابع المفارقات تمثلت حينما كشف زوج المتهمة ونجل المجني عليها في أقواله للمحكمة أن المتهمة في ذمته إلى الآن ولم يقم بتطلقيها، ذاكرا للمحكمة آخر خلاف بين والدته وزوجته، حينما طلبت زوجته منها مفاتيح الطابق الأرضي لكي تدرس به، وأصرت المتهمة على الطلب وأبلغت والده بطلبها حينها أمر المرحومة بأن تعطيها المفاتيح واستمر الوضع إلى حوالي (9/8) أشهر والمتهمة تدرس في الطابق الأرضي، مؤكدا للمحكمة أن والدته تعاني فقط من الضغط والسكري ولا تعاني من أي أمراض مزمنة. التشريح ينفي الخنق خامس المفارقات جاءت على لسان خبير الطب الشرعي جمال يوسف، حيث أكد لدى استجوابه كشاهد دفاع في القضية أن قتل المجني عليها بخنقها ب(المسند) ينافي تماماً واقع التشريح. مشيرا إلى أنه إذا كان الموت بسبب المسند لوجدت آثار جروح بالفم. مؤكدا أن سبب الوفاة بالاختناق يكون عادة نتيجة للغرق أو الخنق، لكن وجود كسر في العظم اللامي قاد للاختناق فهو أمر مثير للاستغراب. منوها إلى أن ذلك دفعه للذهاب إلى مكتب المباحث لمقابلة المتهمة الأولى، كاشفا عن أنه وجد آثار (عضة) في أصابع المتهمة الثلاثة وآثار فك المجني عليها، مما يدل على حدوث معركة بين المتهمة والمجني عليها، وأنه أثناء استخراج المتهمة يدها من فم المجني عليها أدى ذلك إلى حدوث كسر في العظم اللامي لها، مما أدى إلى نقص الأوكسجين ومن ثم إلى الوفاة. جمال أكد للمحكمة أن كسر العظم اللامي لا يؤدي إلى الوفاة مباشرة بل يمكن التحرك لمسافات وإمكانية للإسعاف، مؤكداً أن عظم المرحومة كان مكسوراً من الجانبين وذلك يحدث غالباً في حالة المواجهة (فيس تو فيس) كما أشار جمال إلى أن العظم اللامي للإنسان عظم غضروفي ويصبح عظما قويا بعد مرور عمر (60) عاما. طبيب الأسنان.. العضة هجومية سادس المفارقات في قضية أسرة مهدي الشريف، برزت عندما كشف طبيب أسنان عدلي خالد محمد لدى مثوله أمام المحكمة كشاهد دفاع في القضية، عن أن العضة التي تعرضت لها المتهمة هي عضة هجومية، لجهة قوتها بحكم أن آثارها كانت موجودة رغم مرور (10) أيام من الحادثة وأن الوضع الطبيعي لالتئام العضة هو مرور (72) ساعة. وأن آثار العضة دليل على بعد المسافة بينها وبين الشخص الذي قام بعضها، مضيفا أن الأسنان التي ظهرت في تلك العضة كانت القاطعين السفليين الأولين وجزء من قاطع الجانب الأيمن السفلي، مشيرا إلى أن العضة التي شاهدها في يد المتهمة ليس عضة الشخص لنفسه. شهادة الصادق المهدي سابع المفارقات جاءت في أعقاب استغناء محامي الدفاع الأستاذ صديق كدودة عن شهادة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي في القضية بعد إعلانه عدة مرات، وأفاد من خلال طلبه الذي قدمه شفاهة بمحكمة أم درمان وسط بأنه وجد صعوبة ومشقة في الوصول إليه والاتصال به، مضيفاً أنه بسبب كثرة ارتباطات الصادق المهدي وخوفاً من تأخر إجراءات سير الدعوى فإنه تقدم بطلب للمحكمة لاستبدال شهادته بشاهد آخر. بكاء المتهمة وابنها يؤجل الجلسة مفارقة إنسانية شهدتها القضية لدى انخراط عدد كبير من الحضور داخل المحكمة في البكاء بعد أن أصيبت المتهمة الأولى بحالة هستيرية وبكاء شديد عندما رأت ابنها يمثل أمام المحكمة للدفاع عندها حينها بدأت المحكمة بمناداته باسمه (أ) وأنها مرت فترة من الزمن ولم تشاهده حيث سمحت له المحكمة التي يترأسها القاضي إبراهيم إسماعيل بمعانقة والدته حينها نزل الطفل من المنصة صوب والدته الموجودة خلف القضبان وبوصوله إليها تمسكت به وبدأت البكاء الشديد وكذلك تدافعت دموع الطفل إلى وجهه وبدأ الطفل بالبكاء لشوقه لوالدته ولم تستطع الشرطة إبعاد ابنها من بين يديها، وبعدها تم سماع الطفل في جلسة مغلقة دون حضور والدته.