هذه المقولة منتشرة_بكثرة_ في الأدب الاجتماعي للجعليين ومنسوبة لهم رغم أنها موجودة عند غيرهم من قبائل السودان ، أصل المسألة متعلقة بمشورة النساء في بيئة الجعليين التي تشكل المرأة فيها عنصرا قويا ومؤثرا لدرجة أنها كانت يعترف بها ملكة مثل الملكة ( ستنا) التي ذكرها أ?ن مورهيد في كتابه (النيل الأزرق) والتي تحدث عن جمالها وسلطانها وذكر أنه قابلها في منطقة تبعد من شندي بضع كيلو مترات! المرأة الجعلية مرأة (تاتشرية) الأمر الذي جعل الرجل يرفع درجات الاجراءات الدفاعية والاحترازية ضدها الي الحد الأقصي، ويحاصرها بأدبيات كثيرة ليقصيها عن كثير من ميادين الحياة، وهذه (الوصفة) نقلت لكثير من أجزاء المجتمع السوداني فهي (وصفة ) مريحة جدا تريح الانسان من (النقة) وترفع عنه اللوم، وحينما انتقلت للشأن السياسي اكتسبت ميزات أكبر مثل ، كونها _ في جزء المشورة_ تبيض الوجه السياسي وتدخل عليه المساحيق التجميلية العصرية وتزيل (الهمش والنمش حب الشباب)!. كثيرا ما ينتابني احساس أننا نعمل لنخدع الناس ولكننا_ واقعا_ نخدع أنفسنا، أنظر لكل الأحزاب السياسية عندنا واسأل نفسك : هل توجد ديميراطية أو شورى؟، متى وصل زعماء هذه الأحزاب لمواقعهم قادة لأحزابهم ؟وكم من الرؤساء الأمريكان _مثلا_ أو رؤساء الوزراء البريطانيين تعاقبوا عليهم وهم جالسون في مواقعهم؟ ، دعك عن الأحزاب الوطنية المبنية علي أساس طائفي أوالاسلامية التي تحولت الي (طائفية) ... أ? تلاحظ ذلك حتى عند أهل اليسار الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية ؟ نحن في حاجة لثورة مفاهيمية صادقة تقتلع هذا الارث البالي وترمي به في مزبلة التاريخ وتأتي بممارسة سياسية حرة تقدر الانسان وما كرمه به ربه مثل حقه في ممارسة السياسة الشرعية و غيرها حرا ومسؤو? عن مساحات حريته، ولأن الممارسات الشورية الصادقة والديمقراطية الحقة ستذهب بكل الكراسي القديمة وستأتي بالجديد المفيد، ستظل المقاومة لها اسلوبا طبيعيا ومتوقعا، فلا أحد سيفرط في مكانه ولن يتوانى أحد في مقاومة التغيير تارة بالالتفاف حول الحقيقة وأخرى باستثارة الوجدان والعاطفة وكثيرا بالترغيب ، وربما بالعنف إذا اقتضى الأمر، فاذا لم يكن من (التغيير ) بد فمن العجز أن (تفوت)جبانا! التغيير الحقيقي يبتدئ من الأحزاب لتقنع الناس أنها قادرة على ادارة شئون الحياة والدولة فقد مل الشعب رحلة التسابق نحو القصر الجمهوري هذه ويئس من كثير من التجارب ! ياصديقي، : الشورى عندنا والديمقراطية أيضا، تعني (ما أريكم الا ما أري) ولذا نستخدم طرقا صورية لتمرير أجندة شخص أو (لوبي) منها :المؤتمرات والاجتماعات التي ? تعقد ا? لرفع تقرير وحجز مساحات دعاية اعلامية تكرس لمزيد من التسلط،ودعك عن (مثاليات) يقولونها في المجالس والمنابر ويتنكرون لها ممارسة وكم قد خدعونا بها! فكلنا يطلب صيدا وكلنا يمشي وئيدا غير عمرو بن عبيد وعمرو بن عبيد انتقل الي جوار ربه رحمه الله ، نحن شعب (شاوروهن وخالفوهن)ِ! ومساكين أهلنا الجعليين الذين تنسب لهم هذه الطريقة المخادعة بينما يمارسها كل الناس وبالذات السياسيين!