علي أيام مذكرة (الألف أخ) _ رحمها الله_ جلست مجموعة من الشباب مع أحد القيادات الشيوخ وناقشته حول مايجري في شئون البلاد والعباد، الرجل سار بالحديث في اتجاه النفي والتبرير والقراءة المتفائلة، وصل النقاش ذروته والرجل مازال عند حسن ظنه بالمسيرة وعند رأيه بأن احساسهم لا يتجاوز وسوسة الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، مما دفع أحد الشباب للقول: يا مولانا والله سمعنا بي سكرة السلطة ، لكن بعد كلامك دا اتأكدنا انو انتو طاشمين عديل كدي! تذكرت هذا الموقف وأنا أقف عند (شكلة ) السيد الوزير علي محمود و السيدة الوزيرة أميرة الفاضل وما تناقلته وسائل الاعلام من تبادل حاد للآراء ومشادات كلامية والتي أخطرها الاتهامات المتبادلة مابين صرف المال في غيره مواضعه من قبل الوزيرة، إلي ظلم الفئات المستضعفة من قبل الوزير، وهذه الاتهامات _ بغض النظر عن صحتها _ مظهر غير لائق لحكومة محترمة! الأخ الوزير مسئول عن مال الشعب فاذا علم أن الوزيرة تبدده فلماذا صمت كل هذه الفترة ؟ ولماذا لم يحاسبها ووزارتها و(عمدها) وفي رواية _لا أدري مدي صحتها _ و(نسوانها البزغردن ليها)، والشعب السوداني قد أمنه على ماله وأولاه ثقته وجعله على خزائن أرضه واعتبره حفيظا عليما؟ إخوتي: الاختلافات في وجهات النظر شئ طبيعي ودليل عافية في الممارسة السياسية ولكن الانفعالات وعلو الأصوات والمهاترات أساليب لا تشبه الكبار خاصة اذا كانوا من حزب واحد فضلا عن كونهم (طاقم) الحزب لقيادة الدولة! وللأمانة ، يمكن أن نجد لكل منهم حقا في وجهة نظره، فطلما أن مجلس الوزراء أجاز ذلك والأخت الوزيرة عضو فيه فالوزير محق ، وطالما أن من حقها النقاش بالبرلمان _أيضا_ فهي محقة ، وهنا يتضح خلل النظام السياسي ومؤسساته وممارساته المتقاطعة ، وهذا ليس ذنب الوزيرين الكريمين القمرين النيرين، بل ذنب نظمنا وضوابطنا وأعرافنا السياسية، طبعا هذا لايبرر الخطأ المشهود في (الشكلة ) المشهودة! ياصديقي: أها الشكل دا، ما طشمة سلطة عديل كدي؟