ستافورد..خيار الدبلوماسية الشعبية تقرير: محمد عبد العزيز من التعليقات الطريفة أن الشركات المصنعة للأحذية الرياضية لا سيما الأمريكية منها خسرت الكثير بسبب عدم اعتماد سوزان رايس كوزيرة للخارجية، وذلك بسبب عشق الأخيرة للسفر وحبها للسير لمسافات طويلة الأمر الذى يجعل النصيحة التى توجه للعاملين معها أو مرافقيها بارتداء مثل تلك النوعية من الأحذية لتساعدهم فى تحركهم خلف الدبلوماسية النشيطة، ولكن ربما يكون عزاء تلك الشركات ما قد تطلبه سفارة واشنطنبالخرطوم للعاملين بها لملاحقة نشاط القائم بالأعمال جوزيف ستانفورد. حراك دبلوماسي بين مسيد ود بدر بأم ضواً بان ومدرسة دار العلم بمنطقة الصالحة غرب أم درمان توزعت زيارات القائم بالأعمال الأمريكي خلال الأيام الماضية، لذلك لم يعد غريبا أن تسمع بزيارة له لطريقة صوفية او تفقد لمعرض كتاب او حتى الذهاب لإستاد لمتابعة مباراة لكرة القدم قبل أن يقوم بتقديم هدايا رمزية لمستضيفيه او يقبلها منهم. بذلك الحراك الدبلوماسي الشعبي او ما يعرف بدبلوماسية المسار الثاني أعاد أستانفورد للأذهان صورة الدبلوماسي الامريكي الحائز على قسط من هوى الخرطوم البرتو فرناديز، والمتربع على صدارة نجومية دبلوماسي الخرطوم فى ذلك الوقت، ليمضي زمنا يتراجع فيه وهج دبلوماسي واشنطن لصالح آخرين كان أبرزهم البريطاني نيكولاس كاي. ويقول الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد ابوشامة إن ما يفعله ستافورد أمر معتاد بالنسبة للدبلوماسي الناجح الذى يرغب فى الدخول للمجتمع، ويشير ابوشامة الى أن ما يتحكم فى نجاح هذا المسار طبيعة السفير ومنهجه ونشاطه، ويعتبر ابوشامة أن القطاعات التى يتواصل معها القائم بالأعمال الامريكي تعتبر قطاعات حية، ويقول على سبيل المثال فإن الطرق الصوفية والفرق الرياضية مهمة ولها جماهيرية ومن الذكاء التعرف بها والتواصل معها، ويضيف أيضا أن مثل هذه النشاطات ترفع من أسهم الدبلوماسي وتحسن صورة بلاده. وفى السياق يقول الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح إن دبلوماسية المسار الثاني جزء طبيعي من عمل الدبوماسي فثمة مساران رسمي وشعبي، ويشير صالح فى حديثه ل(السوداني) الى أن الدبلوماسيين يتلقون تدريبات للعمل فى المسارين. ويشير صالح الى أن ثمة تشابه بين فرناديز وستافورد يتصل بفعاليتهم فى مجال المسار الثاني يساعدهم فى ذلك إجادتهم للغة العربية. ستافور تعثر وخيار يرى مراقبون أن أي دبلوماسي أمريكي يصل إلى الخرطوم، يبذل قصارى جهده من أجل تحسين العلاقات الجامدة بين البلدين، غير أن تعقيدات العلاقات الأمريكية السودانية أكبر من جهود الدبلوماسيين والأمريكيين كافة، ذلك لأنها تصطدم بعناصر وعوامل أخرى تسهم في تحسينها أو تعقيدها. وفى سياق ذلك أتى ستافورد إلى الخرطوم فى يونيو الماضي بمزاج مفتوح لمحاولة تحسين العلاقات بين البلدين، ويقول ستافورد فى حديث سابق ل(السوداني) إنه لن يحدث تطبيع بين البلدين لكنه أشار إلى جملة من التحديات تقف عائقاً أمام مسألة التطبيع، لافتا الى أن السودان دولة مهمة بالنسبة لهم، وأنهم كحكومة وشعب يريدون أن يجدوا طريقة لتطبيع العلاقات بين البلدين. ويبدو أنه فى ظل تعثر دبلوماسية المسار الأول او ما يعرف بالقنوات الرسمية دفع ستفاورد لتدعيم المسار الثاني لتغيير صورة الولاياتالمتحدة فى الشارع العام. ويرجح ابوشامة فى حديثه ل(السوداني) ذلك الأمر ويقول إن ستافورد شعر بتعثر دبلوماسية القنوات الرسمية لذلك سعى لتعزيز صورة بلده عبر الدبلوماسية الشعبية. ويرى الباحث الاستراتيجي فى مجال العلاقات الدولية هيثم عبد الرحمن أن دبلوماسية المسار الثاني تشكل أهمية كبرى فى مجال التخطيط الاستراتيجي للعلاقات الدولية ويقول فى مقال صحفي: "لابد من الخروج من دائرة الخطأ المزمن الذي وقعت فيه الحكومات المتعاقبة على السودان وهو التعامل رسمياً مع الولاياتالمتحدة دفعة واحدة بل يجب التمهيد للتعامل الثنائي الرسمي بين الدولتين عبر الدبلوماسية العامة عبر عدة مسارات تشمل التواصل وتفعيل مجلس رجال الأعمال الأمريكي السوداني، وتفعيل التواصل الثقافي والفني بين البلدين لأن ذلك يمس شعبي البلدين والعلاقات بين الشعوب أوثق من العلاقات بين الحكومات، علاوة على تبادل المنح والبعثات الدراسية بين البلدين". غير أن الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح يقول إن تقدم الدبلوماسية فى مسار على حساب الآخر يكون ذلك وفقا للظروف السياسية والعلاقات الدبلوماسية لذلك فإن نشاط ستافورد يمكن النظر له فى هذا السياق، ويضيف صالح أن واشنطن تحتاج لتحسين صورتها عبر التفاعل الشعبي أكثر من أي دولة أخرى. ويتأكد ذلك من خلال متابعة ما حرص ستافورد على إيصاله خلال زياراته المختلفة او حتى من خلال مقاله الصحفي كان مفاده احترام امريكا للدين الإسلامي، وفى ذلك محاولة لتصحيح صورة أمريكا فى العالم الإسلامي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وانتهاءً بحادثة الفيلم المسيء والتى كادت أن تؤدي لحرق السفارة الامريكيةبالخرطوم. أما ستفاورد الذي يبدو هادئا ومرتبا ويمتلك خبرة كبيرة فى مجال التعامل مع ملفات الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بعد أن شغل في السابق عدة مواقع أبرزها منسق مكافحة الفساد في بغداد، نائب رئيس البعثة فى تونس، الجزائر، ونواكشوط. كما شغل منصب مدير في وزارة الخارجية للشؤون المغاربية، وكان المحلل السياسي لشبه الجزيرة العربية في مكتب وزارة الخارجية للاستخبارات والبحوث. ستافورد الذى التحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1978 ويحمل درجة البكالوريوس والماجستير من جامعة تينيسي (نوكسفيل) يتحدث العربية (تعلمها فى تونس) هذا فضلا عن تحدثه بالفرنسية، والإيطالية.