وكالة السودان للأنباء ظلت منذ إنشائها في العام 1970م المصدر الرسمي الأول للأخبار في البلاد، ومن أبرز ما أوكل إليها من مهام جمع الأخبار من داخل السودان وخارجه ونشرها على أجهزة الإعلام بالإضافة إلى تغطيتها للأخبار العالمية والعمل على نشرها في السودان. وتعاقب على إدارة الوكالة عدد كبير من المدراء، ورصدت (السوداني) ابرزهم، مقدمتهم عبد الكريم المهدي، مصطفى أمين، حمدي بدر الدين، الطيب حاج عطية، التجاني الطيب، محمد خوجلي صالحين، الطيب مصطفي، علي يوسف، نعمات بلال، معاوية حسن، النجيب آدم، ربيع عبد العاطي، محمد حاتم سليمان، عوض جادين.. وبحسب الكثير من منسوبي الوكالة الرسمية أسهم في تطوير عمل (سونا) كل بحسب اجتهاده ووفق تصوره للعملية الاعلامية، ليأتي دور عبدالله جاد الله ليدلي بدلوه بحكم خبرته المتراكمة في فترة عمله بالوكالة قبل أن تسند إليه مهمة العمل بإدارة الإعلام بالقصر الجمهوري. ماذا قال المدير الجديد؟ مدير عام الوكالة الجديد عبدالله جادالله يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن الإدارة ستعمل على التوسع في المجال الرقمي بما يتوافق مع التطور الذي يشهده الإعلام والعمل على التنسيق والتعاون بين (سونا) والمؤسسات الإعلامية الأخرى من أجل النهوض بالرسالة الإعلامية وتحقيق التوسع في نشر الأخبار، بما يخدم أغراض الوكالة. حديث جاد الله لا يبدو مفصولاً عن سياق التطور الذي اكتنف الوكالة منذ فترة ليست بالقصيرة، وبعد ظهور ما يسمى بالإعلام الرقمي وتقنيات البث المباشر وتسارع وتيرة الأحداث من جهة وتنامى دور وسائط التواصل الاجتماعي هذا من جهة، ومن جهة أخرى أصبح لزاماً على القائمين على أمر وسائل الإعلام التقليدي أن يلعبوا دورا يمكنهم من مسايرة الواقع والتكيف معه، مما يشكل تحدياً مهما لهذه الوسائل. وطبقاً لتقارير إعلامية فإنه تماشياً مع ذلك فقد أدخلت الوكالة تنقية (المينوس) في العام 2010م لتوسيع دائرة تبادل الأخبار داخل وخارج السودان. المركز والولايات: ظلت فروع وكالة السودان للأنباء بالولايات في حالة شد وجذب بين كونها مركزية الإدارة ولائية الإشراف، إلا أن التوسع الذي شهدته الهيئات الإذاعية الولائية من خلال زيادة الكوادر العاملة مع الاستحداث في الأجهزة جعلها مستقلة في جمعها للأخبار دون الرجوع للوكالة كما كان متعارفاً عليه. ويرى مدير عام(سونا) الجديد أن ذلك يرجع للتقلب في السياسات الولائية وأجهزتها التنفيذية التي تشرف على قطاع الإعلام؛ مما أثر على دور الوكالة في الولايات. كاشفاً عن أنه لمعالجة ذلك فإن الإدارة ستركز على الاهتمام بفروع الولايات من خلال تعيين كوادر جديدة بالإضافة إلى التدريب والتأهيل المستمرين، مع العلم بأن الوكالة لم تعين موظفين جدد منذ العام 1994م، ويأتي ذلك في إطار الاهتمام بأخبار الولايات، والعمل على الاستقلالية في جمع ونشر الأخبار مع تحقيق التكامل مع الهيئات الإذاعية الولائية. التضارب في الأدوار ظلت العلاقة بين وكالة السودان للأنباء وفروعها في الولايات وهيئات الإذاعة والتليفزيون الولائية تكاملية في الفترات السابقة، إذ كانت مصدر الأخبار الأول لهذه الهيئات، وقد برزت مؤخراً جملة من التغيرات على بعض الهيئات الإذاعية فمنها قد انتقل إلى البث عبر الأقمار الصناعية وما تبعه من زيادة في أعداد الكوادر العاملة و استحداث الأجهزة بما يلزم ذلك، كل هذه العوامل كان لها الأثر الأكبر في علاقة الهيئات بوكالة السودان للأنباء. بينما يرى عدد من المختصين بأنه مهما يكن من أمر فإن لوكالة السودان للأنباء والوكالات عموماً دوراً مهماً في القطاع الإعلامي، ويرى المدير العام الأسبق للهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون البروفيسور صلاح الدين الفاضل في حديثه ل(السوداني) بأن للوكالة دوراً مهماً في جمع الأخبار و نشرها لما تتميز به من الطابع المتفرد كونها المصدر الرسمي للأخبار، إضافة إلى نشراتها المتخصصة فمنها ما يختص برئاسة الجمهورية ومنها ما يختص بالدبلوماسيين بالإضافة إلى نشرات الصحف والنشرة العامة، ولا يمكن إهمال دور الوكالة في معالجة القضايا و طرحها عبر وسائل الإعلام المختلفة بالنظر إلى التوسع في مجال الإعلام بالولايات وظهور الفضائيات الولائية لأن مما تختص به الوكالة هو تنظيمها للمؤتمرات الصحفية الدورية حول القضايا الراهنة، إضافة إلى التعميمات الصحفية. عطفاً على ما سبق فإن على الإدارة الجديدة للوكالة تبني خطة واضحة المعالم من شأنها تحقيق عنصر الجدة والمباشرة في الأخبار المنشورة عبر الموقع الإلكتروني الذي يصفه البعض بأنه يعاني من البطء في الوصول إلى المعلومات المقدمة عبره، مع ضرورة دعمه بتقنية الفيديو.