وقال مدير عام الهيئة نهيزي الرفاعي، إن الولاية ما تزال تعتمد مصادر المياه من المحطات النيلية بنسبة 46% والآبار الجوفية ب56%، حيث بلغت إحصائية الآبار 1787 بئراً حتى أمس، وأن بداية العام الجاري شهدت إغلاق بئرين بسبب التلوث، مشيراً إلى أن الهيئة ما زالت تواصل عملها في أمر معالجة الفواتير والتصنيفات المنزلية، مبررا ذلك بأن المياه خدمة مدفوعة القيمة ورغم التضخم إلا أن تعرفتها لم تطرأ عليها أي زيادات، وذلك بسبب السياسات العامة للدولة التي رفضت زيادة التعرفة، وفي جانب المؤسسات الحكومية المتهربة تم إدخالها جميعها والتزمت بالسداد، إلا أن هناك بعض المؤسسات التجارية يجري العمل على مراجعتها حاليا، مقراً بأن هناك كثيرا من الأخطاء في التصنيف، والهيئة الآن تمضي في تعديل وتحديث البيانات، ثم إكمال الأطلس المائي للولاية لتوضيح المياه الجوفية. الشباب والاصطدام ويرى نهيزي أن بيئة العمل بالهيئة كانت "طاردة " من ناحية المال والمكان، ولا بد من تهيئتها وضرورة الاهتمام بالتدريب والبحوث العلمية، وأضاف: الإصلاح الإداري جاء واضحا ولا بد من حدوث الانتقال من جيل إلى جيل حيث تم إعطاء كل مديري الإدارات العامة للشباب بنسبة 80%، ومعالجة مشكلات الترقيات والتكدس الوظيفي، ولم يتم تجاهل الخبرات والتجارب وأنهم اعتبروا بمثابة مستشارين لهم خبرة فنية وإدارية، ويجب على الشباب الاصطدام بالواقع لصناعة المعرفة وتحمل المسؤولية، وأن الهيكل الإداري الجديد للهيئة اكتمل بنسبة 75%، إضافة إلى إكمال حوسبة العمل المالي والإداري بالهيئة، وسيشهد منتصف العام الجاري طلب خدمة المياه عبر الموبايل. ود العقلي والريف الشمالي ومن ثم انتقل نهيزي، إلى استعدادات الصيف وقطوعات العطش، مؤكدا أن الهيئة تصنف حالة العطش بانقطاع المياه لأكثر من 24 ساعة، أما بخلاف ذلك تكون القطوعات لأسباب فنية وأعطال، معلنا أن المشاريع الجديدة المنجزة شملت محطات الحلفايا والجريف غرب والصالحة، متوقعا أن يكون هناك استقرار للإمداد المائي بهذه المناطق، منوها إلى أن مشكلة الريف الشمالي لم يتم حلها جذرياً، حيث لم تستطع الهيئة إنشاء المأخذ، وأرجع ذلك لأن بالأرض مشروعا استثماريا مملوكا لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي، والتفاوض ما زال مستمراً بغية الوصول لاتفاق، ولكن في حالة عدم الاتفاق سيتم رفع الأمر لحكومة الولاية لاستخدام سلطاتها للنزع لصالح الحق العام، بيد أنه أوضح أن الهيئة اتخذت بعض المعالجات لتوفير المياه بحفر ثلاث آبار، في انتظار حسم الأمر، وفيما يختص بمحطة ود العقلي أقر بفشل الهيئة في إيجاد التمويل اتحادي أو ولائي لقيام المشروع، رغم إكمال الخطوات الفنية والدراسة للمشروع ويفترض أن يتم إنجازها ضمن مشروع زيرو عطش. وفي الأثناء لفت إلى أن منطقة شرق النيل تعتمد على الآبار بنسبة 100%، موضحا أنها ذات مخاطر عالية في التشغيل وارتفاع التكلفة، وأن تكلفة استبدال الطلمبات في العام الماضي بلغت 33 مليون جنيه منها نحو 45% بشرق النيل. مصلحة المواطن وفي المقابل شدد نهيزي على أن الهيئة لن تجامل في المياه وجودتها لأنها تتعلق ب"أرواح ناس"، وأفاد بأن حجم الإنتاج الكلي للمياه بالولاية يبلغ 1,8 مليون متر مكعب يوميا، والأسبوع المقبل سيشهد توقيع عقد محطة بحري بسعة 300 ألف متر مكعب، بينما حجم الفجوة 900 ألف متر مكعب، إلى ذلك كشف عن ارتفاع تحصيل الهيئة الشهري من 34 إلى 52 مليون جنيه، والمراجعات ما زالت مستمرة لتحقيق العدالة ودفع الفاتورة بحسب الاستهلاك الفعلي ثم قبول التظلم من أي فرد، مشيرا إلى أن الهيئة تشددت في المخالفات وقامت بتغريم أحد الأفراد مبلغ 250 ألف جنيه قيمة كسر الخط والصيانة، إضافة إلى وجود دعم اجتماعي ومن قبل منظمات المجتمع الدني للمياه حيث هناك فاعل خير قام بحفر بئر بقيمة مليوني جنيه بمحلية أمبدة، ومضى يقول إن مناطق بري وامتداد ناصر، خضعت لعمليات إحلال وإبدال في الشبكات القديمة وجلست إدارة الهيئة مع اللجان الشعبية لإكمال أعمال المقاول بسبب تأثيرات الاحتجاجات، لأن المسألة لا تتعلق بالسياسة وإنما مصلحة المواطن السوداني، وزاد قائلا إن عمليات النظافة والصيانة وإحلال الطلمبات اكتملت بنسبة 100%، متوقعا أن يكتمل العمل خلال ال10 أيام المقبلة. فجوة العاصمة من جهته قال مدير المشروعات بهيئة ولاية الخرطوم مالك عمر العبيد، إن حجم الشبكة وخطوط النقل يبلغ (20) ألف كيلومتر، والإنتاجية من المياه (9) ملايين برميل يوميا بينما يبلغ معدل نقص (4.5) ملايين برميل، وشكا من التعدي على الشبكة مما أحدث تلوثا وإغلاقا للآبار، مشيرا إلى خطورة استخدامات المصاص، وأشجار الدمس رغم المحاذير، ودعا المواطنين إلى توفير أوعية تخزينية للمياه لمقابلة النقص في الإمداد. المحليات والعطش وحصر تقرير الهيئة حول مناطق العطش بمحليات الولاية في منطقة ود العقلي وأجزاء واسعة من أحياء النزهة ومربعات الأزهري والفردوس، ثم السوق المحلي والجريف والمنشية وقرى الريف الجنوبي ومنطقة هجيليجية، في كل من محليات جبل أولياء والخرطوموأم درمانوشرق النيل كرري وأمبدة. وأشار التقرير إلى عدم توفر التمويل اللازم لتنفيذ محطة ود العقلي المدمجة، بينما تم إدراج خطة حفر الآبار والخطوط الناقلة لحي النزهة ضمن خطه 2019م مبينا أن مناطق العطش في محليات شرق النيل وكرري وأمبدة تتم معالجتها من خلال حفر الآبار وتنفيذ محطات مياه إلى جانب تشبيكة من خط ناقل وصيانة وتأهيل الآبار، مؤكدا المساعي لمعالجة مشكلة مياه أمبدة شمال من خلال تشغيل ثلاث آبار احتياطية ومعالجة انسداد الخطوط بإزالة أشجار الدمس مع معالجة بئر الفطيمات الكبير وتركيب وحده كاملة. ونوه التقرير إلى أن خطة الصيف للعام 2019، تستهدف العمل من خلال حفر وتأهيل الآبار وتحسين الشبكات، ثم إنشاء آبار جوفية جديدة، مع تأهيل المحطات النيلية مع توفير المضخات الاحتياطية. محطة المقرن وقال مسؤول الصيانة بمحطة المقرن محمد حسن، إن الصيانة تمت على ثلاث مراحل بتجديد كل المضخات وتأهيل (18) مرشحا بالإضافة إلى طلمبات الضغط العالي، وأكد جاهزيتها للعمل في فصل الصيف، وكشف عن استجلاب طلمبتين، متوقعا وصولها في غضون الأيام القليلة المقبلة، وقال إن المحطة الجديدة بالمقرن تعمل بخطين منفصلين لتغذية مدينة أم درمان (أبوسعد، وجنوب أم درمان) بطاقة إنتاجية تبلغ (45) ألف متر مكعب.