شعارات جديدة ابتكرها الثوار داخل ميدان معركتهم بالقرب من القيادة العامة للقوات المسلحة، (زي ما سقطت تسقط تاني) في إشارة منهم برفض بيان وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا عوض ابنعوف ورفضهم التام له لأن يصبح رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي الذي يستمر لعامين كما أعلن. الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الشارع لم يرفض بل إن الرافض للبيان هو تجمع المهنيين السودانيين، موضحاً أن احتقان الشارع السوداني زال بزوال الرئيس السابق عمر البشير من الحكم، مشيراً إلى أن أكثر من 50% من القوى المعارضة يعلمون أن هناك واقعاً جديداً ويريدون أن يعطوا المجلس العسكري فرصته لإثبات نفسه، مستدركاً أن ال 50% الأخرى يمثلون تجمع المهنيين وهم الذين يرفضون البيان. وأضاف: التحدي الآن أمام تجمع المهنيين والقوى السياسية المعارضة في كيفية جمع عدد كبير من الحشود، لأن ما كان يجذب الحشود هو إسقاط البشير وقد حدث، موضحاً أن عدداً كبيراً من المواطنين ليس لديهم أجندات سياسية. وشدد عبدالماجد على أن الشارع السياسي أمامه يومان فقط لاختبار قوة تجمع المهنيين في الشارع وقدرته وكذلك لاختبار المجلس العسكري الجديد على المناورة ووضع الحلول وتقديمها مباشرة، مشيراً إلى أن التقدير السياسي واضح بأن القوى السياسية وتجمع المهنيين كان يخطط لانقلاب ولكن اللجنة الأمنية سبقتهم. استمرار الضغط بس: المحلل السياسي الحاج حمد يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الشارع غير محبط لأنه لم يكن متوقعاً أن تأتي الضربة مرة واحدة، موضحاً أن التحدي الحالي أمام قيادات الشارع باستمرار الضغط وأن كل عشرة أيام سيسقط جزء. وأضاف: العقلاء استطاعوا التخلص من الرئيس وعند حل الحكومة، يجب أن يذهب وزير الدفاع مع وزارته، ويذهب النائب الأول مع المؤسسة الرئاسية، مشيراً إلى أنه من الضرورة وحدة الدولة الأمنية والحرص على الوضع الراهن لأنه من الصعب التغيير مرة واحدة لاصطفاف النظام، مشدداً على أن دور اللجنة الأمنية أن تتقدم خطوة لاقتلاع النائب الأول لأنه وزير دفاع ووجه غير مقبول. وأضاف: الجموع التي خرجت أمس أكبر من الجموع التي كانت معتصمة أمام القيادة، مشيراً إلى أن المطلوب من اللجنة الأمنية التي جاءت بالمجلس العسكري الاستمرار في حراسة الوطن وتكوين المجلس الانتقالي دون أن يكون هو عضواً فيه، وأن يكون التمثيل المحدود الذي أعلنه ابنعوف يحتفظ في كيانه بوحدة الأجهزة الأمنية واستمرار اللجنة الأمنية كحارس وليس كفاعل. الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسامة عبدالماجد يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أنه لن تحدث أي إشكالات لأن الجيش كان ضامناً للتجمعات وحارساً للعملية السلمية ويستحق أن ترد له التحية، معتبراً طلبات تجمع المهنيين برفض بيان ابنعوف غير مبررة لأن بداية الحراك رفع شعار (تسقط بس) وتحقق شعارهم باقتلاع نظام مكث (30)عاماً، مؤكداً أن المطلوب خطوة للأمام لتعزيز ثقة الجيش. وأضاف: لا يعقل أن تجمع المهنيين الذي كان بالأمس يحيي الجيش بالورد وتقبيل رؤوس القوات المسلحة يقوم اليوم بحملة مضادة لمواجهة المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن ما حدث تغيير في حقبة حكم وأحوال بلاد لأنه كانت هناك محاولات عديدة لإبعاد البشير واقتلاعه، وطالب بالنظر إلى التغيير في الواقع السياسي والخطوات بشكل أعمق والعمل على التوافق والترتيب لمرحلة جديدة. وأوضح أسامة أن المجلس العسكري مهمة حفظ الأمن والقيام بمهام رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني بالإضافة إلى إصدار مراسيم دستورية، داعياً المجلس العسكري لتشكيل حكومة توافقية تضم كل الأطراف خاصة الأطراف التي قادت التغيير. وأضاف: لا ضير من أن يكون هناك ممثلون لتجمع المهنيين لقيادة مرحلة جديدة، مطالباً تجمع المهنيين بالمضي نحو الأمام في اتجاه المجلس العسكري وأن تتواءم برامجه مع المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين البشير وابنعوف لأن إبعاد البشير يزيل المشكلات مع المجتمع الدولي ولا ضير من أن يتعامل المجتمع الدولي مع ابنعوف.