الاحتفاء بالجيش وعدد كبير من قياداته التي ظلت إلى جانب الثوار بدأ من خلال التقاط الصور معهم و التباهي بهم على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مرفقة معهم تعليقات ثورية تتحدث عن نضال الجيش السوداني وشجاعته، ليمتد الاحتفاء إلى أكثر من ذلك بترديد الأغنيات والشعارات التي تمجدهم حيث علا صوت (الكنداكات) بترديد أغنية (جياشة) تلك الأغنية القديمة التي تتغزل في الجيش و بطولاته التأريخية وعدد من الشعارات التي أبدن من خلالها رغبتهن في الزواج من (جياشي) مثل (سقطت وحنعرس، حنعرس جياشة) و بالمقابل وجدت تلك الشعارات قبولاً و رضاءً كبيراً من الجياشة وهم تارة يبتسمون وتارة تارة يرفعون أيديهم ملوحين بعلامة النصر. (3) كانت الدلوكة حاضرة منذ بداية الاعتصام حيث ظل عدد من النساء و الفتيات يضربن عليها مرددين أغنيات السيرة والحماسة لتشجيع الثوار وإلهاب حماسهم، في الوقت الذي سيطرت فيها الزغاريد على المشهد فرحاً وسعادة بالنصر ودعوة للتشجيع، كما حرص عدد كبير من ربات البيوت على إحضار وجبات ومشروبات مختلفة لإطعام الثوار في مشهد يؤكد أن المجتمع السوداني ما زال بخير بكرمه و جوده، ولم يفت الأمر مجموعة أخرى من النساء اللائي حرصن على جلب السجادات و (المصالي) لأداء الصلوات حتى لا يجدن مشقة في ذلك وأخريات قمن بجلب (المسبحة) الإلكترونية. (4) كعادتها حرصت الفنانة حنان بلوبلو كغيرها من الفنانين بالتواجد مع الثوار ودعمهم بوجبة العشاء ترافقها أسرتها الصغيرة بقضاء ساعات طويلة في ميدان الاعتصام وسط احتفاء الجميع، و لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتواجد فيها الفنانة حنان بلوبلو مع الثوار فهي كانت تشكل حضوراً كبيراً بالتواجد في المظاهرات والهتاف مع المحتجين إيماناً وقناعة منها بتلك الثورة. (5) لبى نداء الوطن عدد كبير من السودانيين المقيميين بدول المهجر و ذلك بجمع الأموال و توظيفها لشراء الدواء و كل ما يعين الحراك الثوري، مؤكدين بأنهم قلباً و قالباً مع الثورة في الوقت الذي لم يتمالك فيه البعض أنفسهم حيث ذرفوا الدموع عبر عدد من الفيديوهات التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحين بأنهم تمنوا أن يكونوا هذه الأيام داخل أرض الوطن حتى يشهدوا ذلك الميلاد الجديد من عمر البلاد. (6) ما زالت خيام العيادات والإسعافات منصوبة لتقديم الخدمات العلاجية والإسعافية العاجلة للمعتصمين، إلى جانب وجود خيمة خاصة بالدعم النفسي وتوفير كميات كبيرة من المظلات و(الشمسيات) ليجلس تحتها كبار السن للوقاية من سخونة الأجواء ومن يعانون من بعض الأمراض، ولتوفير المياه كانت هناك كميات كبيرة جداً من قوارير المياه الصحية متوفرة حيث يأتي بها أعداد من فاعلي الخير من الشركات والأفراد إلى جانب تواجد (فناطيس) المياه و (دفارات) الثلج التي تقوم بتوزيعه في (براميل) مياه الشرب. (7) علي غير المتوقع حصدت قوات الدعم السريع شعبية كبيرة وسط الغالبية العظمى من الثوار لمواقفها الواضحة والصريحة الأخيرة وذلك بدعمها للثوار وحمايتهم بقيادة الفريق حميدتي والوقوف معهم وتقديم رسائل إيجابية عن الحراك الثوري، فيما شكل طلاب الجامعات حضوراً كبيراً ومشرفاً في ميدان الاعتصام بالرغم من إغلاق الغالبية العظمى للجامعات، مؤكدين دعمهم للثورة وحمايتها إلى جانب حضور أعداد من طلاب الخلاوي والطلاب الوافدين من دول إفريقية مختلفة و تواجد مكثف لكبار السن والمعاقين حركياً في مشهد إنساني مؤثر. (8) حرصاً على نظافة المكان تقوم مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين بجمع النفايات في أكياس كبيرة بروح متعاونة وهمة ونشاط، إشارة منهم لمدى وعيهم لما يقومون به دون أن تفوتهم شاردة أو واردة، في الوقت الذي حرصت فيه مجموعة أخرى من الشباب تم تعيينها وتقسيمها على كل مداخل الاعتصام بنظام للمحافظة على سلامة الغادين والغاشين لميدان الاعتصام وذلك من خلال حملة التفتيش وهم يرددون عبارة (التفتيش بالذوق) والابتسامة لا تفارق محياهم ويخضع الجميع لأوامرهم برضاء وقبول تام.