مجلس الوزراء قبل ايام كان يفاجئ الناس وهو يستمع الى تقرير لجنة تتحدث عن ضرورة منع الجبايات غير الرسمية .... أظن اننا سمعنا مثل هذا الكلام منذ فترة طويلة ولم اكن اظن ان مجلس الوزراء مازال يشنف آذانه بمثل هذا الحديث ... ذات اللجنة تحدثت وفي ذات الاجتماع ذكرت ان الرسوم والجبايات التي تفرضها الولايات ترفع كلفة الانتاج وتدفع المنتجين للخروج من الاسواق .. هذه بديهيه لاتحتاج الى (رأس متسم بالصلع حتى يفهمها )!! المحك ليس الحديث وليس التنظير .. المحك هو الفعل ولكن ... مسؤول ولائى فى مدينة الدبة بالولاية الشمالية امتدح ان عمليات تنقيب الذهب تسير بصورة جيدة ولكنه استدرك ليشير ان حالات تسرب الطلاب والتلاميذ من مقاعد الدرس للالتحاق بأماكن التنقيب يمثل الوجه السالب ... وزير الزراعة من قبل كاد يضطر لاستجلاب عمالة أجنبيه لاكمال العمليات الزراعية ...حقل بترولى جديد يتم تدشينه قبل ايام والحكومة تنبسط وتمسح فمها بلسانها فى انتظار عودة تلك الايام ..أيام كانت الخرطوم تتعشى وتفطر وتحلى بالبترول ثم انتبهت فجأة لتجد أن حمار النوم السياسي أخذ كل شئ ومضى ..... البروف غندور رئيس اتحاد نقابات عمال السودان .. عمال السودان محظوظون فقط فى هذا الجانب .. رئيسهم بروف واصل .. غندور ألمح ان وزير المالية يدفعهم لمواجهة الحكومة .... الجميع ظل مسترخيا فى مقعده ولم يأبه لتهديد البروف لأنه من البديهيات الا تواجه الحكومة نفسها وعلى العمال ان يشكروا البروف على هذه المناورة المدروسة ولكن ياسادتى من قال ان اكتشاف الذهب تحت اقدام السودان وفى كل شبر فيه يعنى التعافي الاقتصادي ؟ومن قال ان دخول آبار نفطية جديدة الى حيز الانتاج يعنى اننا صرنا بخير ؟ ومن قال للبروف الارستقراطي غندور ان رفع الحد الادنى من الاجور الى الضعف يعني تحسن الحال والوضع المعيشي للمواطن ؟ سيظل النظام السياسى هو أكبر مستهلك لاي مدخرات او فيوضات انتاج قادمة ، وسيظل الهيكل الادارى للدولة فى كل مستوياته المختلفة مركزي وولائي هو البطن الكبيرة التي تتجشأ كل مايلوح من باطن الارض او من فوقها ... هذه البطن التى التهمت قبل ذلك عشرات المليارات من عائدات البترول ولم تقل كفى ... طبيعة النظام السياسي التى تقيم هياكل وهمية للحكم ولتجنيد الموظفين المنتفعين بشكل مباشر او بشكل غير مباشر من انماط الحكم هذه هم عبارة عن جيوش جرارة من العاطلين غير المنتجين ولكنهم جاهزون دوما لتعليق يافطات القمش واستقبال كل حدث بالتصفيق فى الطريق العام ثم تخرج منشتات الاعلام الحكومي تتحدث عن تأييد الشعب ومباركته .. ثم يعود هؤلاء العطالى الى بيوتهم دون ان يضعوا قلما فى ورقة ..سادتى أحسبوا كم عدد المحليات والمجالس فى السودان واحسبوا عدد الموظفين المتعطلين فيها وأحسبوا بالضبط مقدار مايصرفه هؤلاء كل شهر وبلا مقابل .... الاقتصاد لن يتعافى ما لم يتعاف نظام الحكم السياسي ومن ورائه الهيكل الاداري للحكم ...