ما هي توقعاتكم عقب إعلان التشكيل الحكومي؟ ما سنعلن عنه مجلس السيادة فقط وليس مجلس وزراء أو الجهاز التشريعي.. والخطوة مهمة في تقديرنا لأن هناك فراغاً دستورياً في ظل عدم وجود حكومة مشكلة حالياً ويوجد المجلس العسكري فقط. وإزاء ذلك الفراغ رفعنا مذكرتنا ولم يأتِ رد حتى الان من المجلس العسكري. وعلى ماذا ترتكزون في هذه الخطوة؟ الخطوة كما قلت مهمة، ونحن في هذا السياق مدعومون من الشارع السوداني، وظللنا نتعرض لضغوط كثيفة عبر تساؤلات الشارع العام بعد طول فترة الاعتصام. تستندون على شرعية الشارع العام فلما خاطبتم المجلس العسكري، ألا يكسبه ذلك شرعية؟ عندما خاطبنا المجلس لم يكن ذلك بسبب مطالبته بتحقيق المطالب بل لأننا سئلنا عما إذا كنا نثق في المجلس العسكري. بالتالي لأن الثقة تحتاج إلى مطلوبات حسن نية، سعينا عبر هذه الخطوة لاستكشاف حسن نيته ومدى إمكانية الثقة فيه عبر مطالب آنية.. بالتالي لم يكن الهدف تمليكه شرعية بل لتكون هناك سهولة في التعامل وحتى يمكننا التفاوض معه مستقبلاً. هل تتوقعون موافقة المجلس العسكري على تسليم السلطة؟ المجلس العسكري غالباً سيوافق على تسليم السلطة.. فوراً؟ المجلس حالياً يلعب على عامل الزمن، ويأمل في ملل الثوار وانفضاضهم من الاعتصام وإضعاف كرت الضغط الوحيد الذي نملكه المتمثل في حراكنا السلمي في الشارع واعتصام الثوار حول القيادة العامة لأننا لا نملك أسلحة. لذا يعولون على الزمن، عموماً أتوقع في نهاية الأمر أن يرضخوا لمطالب الشارع. الدولة العميقة بدأت تطل من جديد عبر عناصر في المجلس أو المؤسسات وعبر المساجد وخطابات التيارات المتطرفة، ما هي استراتيجية التجمع للتصدي لهذه التحديات والمهددات؟ يظل رهاننا على الشعب السوداني الذي لم يخذلنا حتى الآن بصموده الذي نحييه، وسيظل كذلك حتى تصل الثورة نهاياتها وتتحقق نتائج الاعتصام. بالتالي فإن الدولة العميقة أو محاولات تسويق الإسلام السياسي لن تجدي نفعاً، لأن الثورة المجيدة، ثورة مفاهيم ووعي.فالشعب السوداني شعب واعٍ، والملاحظ أن معظم جيل الثورة الحالي ولدوا في عهد الإنقاذ بالتالي فإن تسويق الإسلام السياسي غير وارد أصلاً، لا من التكفيريين ولا السلفيين ولا الحركة الإسلامية ومن الإخوان المسلمين، ولن تقوم له قائمة كوضع في الدولة السودانية. قبيل الإعلان عن المؤتمر الصحفي لتجمع المهنيين رشح أن ثمة حالات شد وجذب وخلافات بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير؟ بالأصل لم نعمل إلا مع قوى إعلان الحرية والتغيير، المعارضة موحدة تماماً، بصورة غير مسبوقة صحيح تقدم تنازلات وهذا أمر يحمد للسياسيين، وبالتأكيد هناك خلافات وإذا كانوا متفقين بشكل تام كانوا سيكونون حزباً واحداً.. فالخلاف صحي ولا يشق وحدة الصف، ومتوحدون تماماً. وما سيتم إعلانه سيكون كإعلان حرية وتغيير. وليس كتجمع مهنيين. وما يتم تكريسه؟ إلى الآن قوى إعلان الحرية والتغيير موحدة كسياسيين وتجمع مهنيين، وأنا لا أنكر الخلافات ولكنه وضع طبيعي ودليل عافية. هناك ما يشير إلى أن الخلافات تتركز حول الترتيبات الأمنية وما يخص الحركات ضمن قوى إعلان الحرية والتغيير؟ الحركات معنا في قوى إعلان الحرية والتغيير من داخل نداء السودان باعتباره كتلة واحدة داخل الإعلان، ومن يأتي منهم كمفاوض يلتزم به الآخرون سواء كانوا أحزاباً أو حركات، ولا يوجد إشكال في هذا الأمر. الملاحظ منذ انطلاق الحراك يتوفر دوماً شعار مركزي تمثل في (تسقط بس) (الشارع بس) حالياً يغيب شعار (مدنية بس) ألا تري أن ذلك يشير إلى مرونة في المطلب؟ لا يوجد مرونة ، فالمطلب موجود أصلاً. موجود كمطلب وليس كشعار يتم الالتفاف حوله؟ الشارع المعتصم بالقيادة ليس فيه توحيد للشعارات لأنه عفوي في إنتاجها، ويبتكر شعاراته لحظياً. لكن مطلب المجلس السيادي المدني والحكومة المدنية ظللنا ننادي به وحاضر في كل المفاوضات ولا يمكن إهماله. على مستوى شعار (أمينة تطلق بس) هل باغتكم الحراك أم أنتم مستعدون عبر مشاريع معدة مسبقاً؟ هذا الأمر معد ومكتمل، وموجود لدينا كإعلان حرية وتغيير، ولدينا ثلاث لجان فنية، لجنة الدستور الانتقالي، ولجنة السياسات البديلة المعنية بالصحة والتعليم وإطارها متوفر، ولجنة تطوير إعلان الحرية والتغيير. هذه اللجان عاكفة على مدار الشهور الأربعة، وحالياً هي في نهاياتها. أو انتهت والدرافتات انتهت بل وتسربت. وحالياً المجلس إذا قام بالتسليم نحن جاهزون لأن الأوراق معدة.. بالتالي لا يوجد تخوف عقب استلام السلطة. قرارات المجلس العسكري من صميم الحكومة المدنية .. كيف سيتم احتواء ذلك؟ هناك تخبط حالياً من المجلس العسكري، فمطلب الناس محدد تسليم وتسلم مع المجلس العسكري لأنه لا يملك أي رعية.. فالشارع لم يخرج عشان يشيلها من عسكري ويديها عسكري. مما تخافين؟ الخوف بعد التعب أن يحدث عليها التفاف أو لا تحقق أهدافه. التفاف ممن وكيف؟ صاحب الحق في الثورة الثوار والشعب السوداني، والخوف من الطامعين في السلطة أو الإنقاذيين مرة أخرى ، أو الإسلام السياسي بأي شكل من الأشكال، وتقديم أنفسهم باسم جديد كعادتهم ، أو أن يأتوا بعناصرهم ليكونوا ضمن الحكومة الانتقالية، هذا هو خوفي على الثورة. الشارع ؟ الرهان عليه وحقق وتجاوز التوقعات، فالرهان كان وما يزال عليه هو فقط وليس على غيره. استطاع التجمع مخاطبة الجيل الحالي كسؤال صعب، فماذا عنا؟ تجمع فيه كل الأجيال وأعمار ، صحيح هناك من لم يظهر بعد أو هياكل التجمع ومن فيها لأننا متحفظون على الأسماء لأن الخطر مايزال قائماً، وجهاز الأمن ما يزال موجوداً بعناصره. الشخصيات (المحروقة) أخرجناها ومن لم يحرق محتفظين بهم بأسمائهم. مؤسسات النقابات في الدولة، والتجمع تحالف نقابات شرعية ما هي رؤيتكم لمستقبل النقابات؟ الجميع يحمله الحماس بشكل واضح، لكن استعادة النقابات لا يتم بهذه الطرق، وهذا يمثل رؤية لجنة المعلمين على سبيل المثال وليس رؤية التجمع لأنه لم يصدر شيئاً محدداً بهذا الخصوص بسبب الأحداث المتسارعة، كلجنة معلمين تم نقاش الأمر، واستلام النقابة لا يتم بذلك لأنه يمنح الفرصة لهروب المسيطرين الموالين للإنقاذ والإسلاميين من المحاسبة والعقاب، فإذا عبث في الأختام والأوراق لا يمكن محاسبة هؤلاء الشخصيات، لأنك جئت وكرست باعتبارك سرقت. بالتالي النقابات لا تحل كرأي شخصي، لجهة أن الحل يمكن تطبيقه في النقابات الشرعية فيما بعد حال تم سن مثل هذا القانون. عموماً يمكن انتزاع النقابات بالانتخابات، الموجود حالياً من النقابيين الموالين للنظام بوزرهم سنتسلم بلجنة تشكل من القانونيين والمراجعين تسلم الحكومة المدنية والمجلس السيادي ومن ثم تستلم من المدنية نتسلم نقاباتنا وعبر تكوين لجان تسييرية ترتب لانتخابات، فإذا جاءت بالإسلاميين من حقهم. هناك تقاطعات مخيفة؟ في السابق كان هناك تخبط، كان هناك تلاعب على المحاور وانتقال من محور لآخر، حالياً نتوقع أن الحكومة المدنية تراعي مصالح الجيران دولياً وإقليمياً بحيث لا تتضرر مصالح الشعب السوداني، وهذا يحكم تعاملنا مع المحاور. لحظات اليأس؟ مررت بلحظات كثيرة كهذه. كمفاوض؟ مررت بالكثيرين ولكن أكتر ألم ووجع وحسرة كانت لدى سقوط شهيد، لأننا مسؤولين عن إخراجهم ودعوتهم، وقتها أشعر بعبء ومسؤولية كبيرة وفي (رقبتنا) هذه الدماء في ظل قناعاتهم. جداول التجمع في إطار بناء السودان؟ لما لا طالما الأفكار يتم تبنيها من خلال التجمع، عندما طرحت حنبنيهو وجدت معارضة، ولكن عندما بدأ التنفيذ وجدوا أن العائد أكبر بكثير، بالتالي الأفكار يتم تبنيها وخصوصاً تلك التي تأتي في الصفحة. من التعليقات وغيرها من المساهمات ويتم فيها فرز وتدخل السكرتارية والمجلس.