المحلل السياسي د.حسن الساعوري ينظر لإفادة السفير كوتسيس بأنها تغيير للموقف الأمريكي، بعد ما أعلن عن تعاونهم مع المجلس العسكري وطلبهم إرسال وفد للتفاوض حول رفع اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ويشير الساعوري في حديثه ل(السوداني) إلى أن تغيير الموقف يتمثل في أنه يريدون التاكد من أن الحكومة المدنية الانتقالية المقبلة لن تشمل أي عناصر من المؤتمر الوطني أو الإسلاميين وعودتهم إلى السلطة. ويرى أن الولاياتالمتحدة لا ترفض الدعم السعودي الإماراتي المادي المقدم للسودان ولكنها ترفضه كدعم مقدم من البلدين من دون أي شروط. وبشأن اهتمامهم بالانتخابات يؤكد الساعوري أن الولاياتالمتحدة تعلن اصطفافها مع قوى إعلان الحرية والتغيير وذلك يتمثل في مطلبهم قيام الانتخابات عبر عملية انتقالية سريعة للاستفادة من الزخم الموجود في الشارع السوداني مع قوى إعلان الحرية والتغيير ما يجعل الفرصة كبيرة جداً أمامهما للفوز بالانتخابات على نحو ينتج حكومة جديدة منتخبة من غير الإسلاميين. وينظر الساعوري لقول المسؤول الأمريكي بأنه يمثل شروطا واضحة عبر خارطة طريق تقدموا بها. طي صفحة الإنقاذ وإبعاد الشخوص يقول كوتسيس إنه بلاد دعت الطرفين (المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير) لعدم عودة أشخاص أو سياسات من الماضي تهدد مستقبل البلاد وتحدث صراحة عن أشخاص كانوا في قيادة البشير، قال إنهم يبحثون الآن عن استمرار سياسات وتعليمات من نظام البشير، وأضاف أنهم يريدون حكومة تؤكد قطع كل الصلة مع السياسات القديمة وتستبعد الأشخاص الذين ارتبطوا بهذه السياسات، وقال إنه يقصد بها مبدئياً رعاية الإرهاب والأشخاص الذين رعوه خاصة في فترة الترابي ومن كانوا حوله ولا بد من التأكد من أن لا ترى بلاده شخصاً من الذين تورطوا في قيادة عمليات الإبادة الجماعية في دارفور وهو موضوع ستتم مناقشته مع الحكومة الجديدة. سلطة مدنية يؤكد السفير كوتسيس موقف بلاده المعلن منذ ما بعد السادس من شهر أبريل الجاري، الداعي لنقل السلطة سريعاً لحكومة مدنية انتقالية يقبلها الجميع، ويؤكد أن ما يهم أمريكا أن تكون حكومة انتقالية منفصلة بوضوح عن سياسات الماضي وتقود عملية تنجب حكومة منتخبة بنزاهة وأن الانتقالية يجب أن تكون مدنية لأن طبيعة الولاياتالمتحدة عدم التعامل مع حكومات عسكرية، مبديا استعداده للتعامل مع تشكيل مختلط بين المدنيين والعسكريين وأن التعامل المباشر حال حدوث ذلك سيكون مع مجلس الوزراء حتى إن استمرت وزارتا الدفاع والداخلية عسكريتين.. وأعرب عن أمنياته للالتقاء برئيس الوزراء الجديد لمناقشة موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سريعاً لاعتقاده أن قائمة الدول الراعية للإرهاب أكبر مهدد لانطلاق السودان اقتصاديا مستقبلاً. براءة حميدتي تحدث القائم بالأعمال الأمريكي ستيفن كوتسيس عن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع التابعة للقوات المسلحة الفريق محمد حمدان حميدتي، وقال إنه لم يؤدِّ دورا في حرب دارفور يضعه تحت طائلة العقوبات الدولية وقال: "صحيح قد يكون مسؤولاً في الإطار العام للعدالة الانتقالية"، إلا أنه أكد أن حميدتي لا يمدد سياسات النظام السابق في دارفور. إقامة الانتخابات اهتمام القائم بالأعمال الأمريكي بضرورة أن تقود السلطة المدنية الانتقالية لانتخابات حرة، جعل كثيرا من المراقبين يعتقدون أن تصور الولاياتالمتحدة وتحديد توجهاتها الجديدة حيال السودان رهين بقيام انتخابات حرة ونزيهة، ويؤكد السفير ستيفن أن أمريكا تريد انتخابات حرة نزيهة ذات مصداقية بأعجل ما تيسر وأن الجدول الزمني لتحقيق ذلك قابل للنقاش وأن الانتخابات بها قضايا أخرى مثل الأعداد الكبيرة للنازحين في السودان وهل سيصوتون في قراهم التي نزحوا منها أم بالمعسكرات، والأحزاب التي تستطيع المشاركة في الانتخابات. مخاوف من المجهول وقال إنه التقى بقوى إعلان الحرية والتغيير والمجتمع المدني، وإن رسالتهم للجميع ثابتة وهي أن الشعب السوداني في الشارع يريد رفاهية اقتصادية، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون للسودان اقتصاد منسجم مع الاقتصاد الدولي، وقد يستغرق ذلك عدة سنوات، ولكن فقط حكومة شرعية كاملة يمكنها تحقيق ذلك كاملاً، وأعرب عن قلقه من حديث البعض عن أربع سنوات انتقالية على أكتاف هياكل مؤقتة من غير نتيجة حقيقية، وقال إنه يخشى أن ما يُراد تحقيقه أكبر من الأربع سنوات وخارج تفويض الفترة الانتقالية وفي فترة الأربع سنوات قد يتعرض السودان لمخاطر لا تستطيع حكومة انتقالية التعامل معها مثل مفاوضات سد النهضة متسائلاً عن ما إذا كانت الحكومة الانتقالية قادرة أن تكون طرفا متكافئاً في مقابل حكومات أخرى ثابتة ومستقرة مثل حكومتي إثيوبيا ومصر. توازن القوى الحديث عن التدخلات الإقليمية بخاصة من دولة الإمارات العربية والمملكة السعودية، يبدو أنه لم يكن بعيداً عن ذهن السفير كوتسيس، خاصة في ظل الرفض المتنامي لأي تأثير سلبي لهاتين الدولتين على مسار الثورة في السودان والتي أفرزتها مزاعم عدة، وقد أعرب السفير كوتسيس بوضوح عن موقف بلاده من الدعم الإماراتي السعودي المشترك الذي اعلن عنه مؤخراً، وقال إن بلاده تظل أكبر مانح للسودان وإذا أراد أحد أن يساعد السودان فهذا حسن، ولكن دون التأثير على موازين القوى فيه وأن بلاده توافق على دعم الدولتين للسودان في هذا الوقت الحرج؛ مؤكداً أن دولا أخرى عديدة تود مساعدة السودان.