باديء ذي بدء لا بد من الإشادة بوزارة السدود والكهرباء بإنفتاحها على الإعلام منذ زمان وحدة تنفيذ سد مروي وحتى الآن. ولا بد من الإشادة بتحمل الوزير أسامة عبد الله للنقد ومضيه قدما في الإنجاز دون توقف وحرصه على إدارة جدال موضوعي من حين لآخر سواءا أكان هو من يمثل الوزارة أم بقية أركان العمل فيها. كم مرة سافرنا إلى مروي أو جنوب السودان أو جاءتنا الدعوة لزيارة ستيت أو الروصيرص أو .. ولم يحالفنا التوفيق ... وفي كل الحالات للوزارة منهج ثابت يقوم على إحترام الإعلام وتمكينه من الوقوف على ما يحدث خطوة بخطوة. وهو منهج لا يتبع طريقة (الناسات) و ()الشلليات إنما يستنهض همم الجميع ويوجه الدعوة للجميع. أيضا هنالك أنجاز ضخم أو حسنة كبرى ينسى حتى الوزير أسامة عبد الله إثباتها لمجهودات الوحدة والوزارة ... وهي في تقديري شامة على وجه السودان وإقتصاده الناهض ولم تعد حكرا على الوزارة أو وزيرها وهي النجاح في بناء الثقة مع مصادر التمويل وتقديم السودان في صورة الدولة المحترمة التي تنال قروضا ومنحا ضخمة وتسخرها في المشاريع المتفق عليها بالمواصفات المتفق عليها وتوفي بإلتزاماتها مئة بالمئة ولا تتنصل عن إلتزاماتها بأسباب حقيقية أو غير حقيقية. في هذا السياق من الإعتزاز والفخر بتجربة الوزارة ووحدة تنفيذ السدود قدمت أسئلتي المتواضعة الصريحة في اللقاء التفاكري الذي أجراه الوزيران أسامة عبد الله وأحمد بلال وكانت أسئلتي: 1- هل صحيح أن وزارة السدود هي التي تسببت في عطش مشروع الجزيرة وذلك لترجيحها لمنسوب المياه في بحيرة السد والذي يؤمن التوليد الكهربائي؟! 2- هل صحيح أن هنالك (توربينة) في سد مروي بها عيب فني مما يجعل إدارة السد تطالب بمنسوب محدد للمياه إذا لم يتوفر لها فإنها لا تعمل. 3- حدثتنا وحدة سد مروي قديما عن عدم الجدوى فنيا وإقتصاديا لإمداد دارفور بالكهرباء من مروي مباشرة وتحدثنا الآن عن ربط كهرباء السودان بإثيوبيا كما يوجد حديث في الإعلام عن تصدير الكهرباء من إثيوبيا إلى مصر عبر السودان. ألا يوجد تناقض؟! 4- ما هي صحة أن وزارة السدود والكهرباء تمارس التجنيب خارج ولاية وزارة المالية على المال العام الامر الذي يضعف فعالية الحلول الإقتصادية لتثبيت سعر الصرف لأن السيطرة على حركة الكتلة النقدية في يد جهة واحدة عامل حاسم في هذه الحلول؟! تقبل السيد الوزير هذه الأسئلة بصدر رحب وثبات في الإجابات مما جعلني أكثر طمأنينية إلى أن الوضع ليس بالحجم الذي يروج له الإعلام (تنبيه: لا يوجد إعلام صديق أو معادي أو مغرض ... كل الإعلام يطرح الشكوك والتساؤلات ولن يتوقف عن هذا) .... المهم أن الإجابات التي قدمها سعادة الوزير أسامة كانت علمية ومدروسة ومعضدة بوقائع وشهادات ... بالتأكيد بدأ الإعلام في نقل الإجابات من يوم أمس ولا داعي للتكرار ولكنني فقط أريد أن أمر بسرعة علي قصة التوربينة التي ربما تكون (وهمية) أو أن هنالك خللا في الفترة التجريبية (وهو أمر طبيعي) قامت بعض الدوائر بإختلاق زيادات وتلفيقات عليه. وأريد أن أدلل بهذه (التوربينة) على أن أجزاءا كبيرة من النقد المصوب نحو السدود ربما تكون مختلقة وملفقة