الزائر لمدينة بورتسودان للمرة الاولى قد يساوره احساس انه ليس فى السودان فالمدينة اصبحت مختلفة تماما عما كانت عليه بفضل مجهودات واليها الهمام محمد طاهر ايلا الذى تجده فى أي مكان لم يجعل لنفسه برجا عاجيا يقيم فيه بعيدا عن الناس فأينما تحل تجده يعمل بهمة ونشاط فالتغيير الذى أحدثه ايلا فى المدينة فى كل معالمها بالإضافة الى جعلها جاذبة للزوار وللسياحة الداخلية والخارجية يحق لتجربته أن تعمم على كل ولايات السودان فلكل ولاية رونقها وتميزها لكن الفرق يكمن فى همة كل والي إن كان جادا فى النهوض بولايته ولكل من أراد ذلك عليه التوجه شطر بورتسودان لمعرفة عصا موسى السحرية التى استعملها ايلا فى المدينة وخلال زيارتي لمست التحضر الذى وصل له انسان المنطقة الذى كان يوصف فى الايام الغابرة بأنه كسول وخامل ويتعاطى (الجبنة) فقط على الطرقات وجدته إنساناً مختلفاً تماما فهم فى كافة أماكن العمل يعملون بهمة ونشاط بل التحضر يكمن فى أنك مهما تجولت فى الطرقات لا تجد نفايات ملقاة على الطريق على عكس ما يحدث حتى فى العاصمة التى توصف بالتحضر فالوعي الذى أحدثته الولاية بإنجازاتها انعكس على سلوك الناس فى مدينتهم الجميلة الى ذلك فإنسان المدينة إنسان ذواق للفن يحب الترفيه والأنس فجلسات الأنس تجدها على شطئان (الكرانيش) الموزعة فى المدينة فكل كورنيش مثل الكورنيش الرئيسي والسيلاند والركن الهادىء وغيرها تعد تحفة فنية رائعة يرتاده سكان المدينة وضيوفهم كما أنه شكل موردا اقتصاديا للكثيرين من خلال المأكولات والمشروبات والمشغوليات اليدوية من منتجات البحر الذى تعرض فيه. لا انسى استقبال صاحب محل (مايوركا) محمد مايوركا فى شاطىء السيلاند الذى يضاهي اجمل المحلات فى دبي او القاهرة والذى يعد قبلة للزوار والسياح لنا واستقباله الجميل لكل ضيوفه فى الكورنيش والذى يعد من الشباب القلائل الذين دخلوا مجال الاستثمار فى السياحة بفضل التسهيلات التى قدمها الوالي لهم حتى اكتملت هذه التحف الفنية الرائعة حتى اصبحت لآلىء مضيعة على شاطىء الخليج . مهرجان السياحة الذى درجت الولاية على اقامته سنويا تعد هذه الدورة السادسة من الدورات المتميزة من خلال المعارض التجارية والسياحية والثقافية من خلال الامسيات التراثية والثقافية لاقاليم السودان المختلفة التى تقيم امسياتها المفتوحة لجمهور الولاية وزوارهم. لا انسى أن أشكر كل الأهل الذين احتضنونا فى بورستودان او كما يحلوا لأهلها بتسميتها (بالبورت) اهلي حمدي واسرته وخالد واسرته وكل الاهل بالاضافة الى الاصدقاء عبد الرحمن والطاهر وجدو وانس واكرم ومحمد واشرف وحسام ومصعب حمدى وصديقى العزيز جدا محمد الشيخ . أعجبتنى جدا خلال احتفالات رأس السنة زيارات الوالي لكل احتفال فى مكانه عبر سيارة مكشوفة وهو يلوح بيده للمواطنين المصطفين على طول طريق الشاطىء والذى بادلهم التحية بالمثل. أخيرا بورتسودان درة السودان فى انتظار مياه النيل التى طال انتظارها وأتت بشرياتها بعد حديث ايلا عن موافقة بنك السودان على منح خطاب الضمان للشركة المنفذة فالبورت بمظهرها الحضاري يجب ان تختفي منها (مياه التناكر) التى تعتمد عليها حتى الأحياء الراقية لكن فى الوقت ذاته لا ننسى اصحاب هؤلاء التناكر واصحاب الكارو الصغير فهم سقوا المدينة سنين عددا ولابد من إيجاد وسيلة رزق شريفة لهم. لابد من البحث من الآن عن وسيلة كسب شريفة فهم كما عرفت بالمئات وقد يكونوا بالآلاف لابد من النظر اليهم منذ الآن. أخيرا ودعت بورتسودان وكلي أمل فى العودة لها مجددا فهي تستحق ان يزورها كل سوداني ليعرف كيف صارت بورتسودان مدينة أخرى تستحق أن تزار. بكري خليفة هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته