** قبل أسابيع، أي قبل أن يصدر وزير المالية قراراً بإعفائها من الرسوم الجمركية، كانت أسعار ال(سفزوكس، بلافيكس، دايوفان، سمباركورت)، على سبيل المثال، على النحو الآتي بالترتيب (72 جنيه، 365 جنيه، 296 جنيه، 205 جنيه)..تلك أدوية منقذة للحياة، وبدائلها هي ترك استخدامها، أي الصبر على تدهور صحتك ثم ترقب الموت، وتلك أسعارها قبل الإعفاء الجمركي المراد به تخفيض أسعارها أو استقرار تلك الأسعار كما هي .. يلا، تأمل أسعار تلك الأدوية بعد الإعفاء الجمركي، بالترتيب أيضا : (89 جنيه، 469 جنيه، 344 جنيه، 342 جنيه)، أي قفزت أسعارها - بعد إعفائها من الرسوم الجمركية مباشرة - بنسبة تتراوح ما بين (40 / 60%)..وهذا لا يحدث إلا في السودان، حيث موطن أغرب اقتصاد في تاريخ البشرية، وكذلك بؤر مراكز القوى التجارية الفاسدة، والتي تتحالف مع مراكز صناعة القرار ضد المواطن ..!! ** والمعركة مع هؤلاء حدها إن لم تكن الإقالة والمحاكمة، فلتكن تنويراً لسلطات الدولة العليا - والرأي العام - بأخلاق الذين يتاجرون بصحة الناس لحد الثراء الفاحش تحت ستار زائف مفاده (الدولار زاد)..لا، هذا التبرير محض ستار مراد به تغطية جشع مراكز القوى التجارية الفاسدة والمتحالفة مع مجلس الصيدلة والسموم ضد المواطن منذ تاريخ (20/12/ 2012)، وإلى يومنا هذا.. فالإعفاء الجمركي (10%) هو الدعم الرسمي المراد به مجابهة زيادة سعر الدولار، وهذا يكفي ليس استقراراً لتلك الأسعار، بل تخفيضاً..ولكن نهج مجلس الصيدلة، وكأنه مرفق نمساوي لا يأبه لآلام وأوجاع شعبنا، يرفع سعر الدولار للوكلاء والمصانع - عند تسويق أدويتهم - إلى (9جنيهات ونيف)، متخطياً بسعره هذا سعر البنك المركزي، وكذلك أسعار السوق الأسود (6.5 جنيه).. وبهذا النهج المريب، حول مجلس الصيدلة وكلاء شركات ومصانع الأدوية إلى تجار عملة أيضاً، وصار قدر شعبنا أن يصطلي بنار هذا النهج تحت سمع وبصر أجهزة الدولة ( المراقبية والمحاسبية) ..!! ** والحمد لله، أخيراً عرفت إحدى الجهات المناط بها مهمة حماية المواطن - من مخاطر هذا النهج - مايحدث.. فلنقرأ الأسطر التالية : ( الاخ الطاهر ساتي..تحية واحتراماً.. فجعت بزاويتك (دولار العكد)..ولقد هالني ما وجدت فيها من معلومات عن أسباب ارتفاع أسعار الأدوية ..وكنا نظن - حتى تاريخ هذه الزاوية - ان سبب الارتفاع المفاجئ في الاسعار يعود الى تغيير سعر صرف الدولار لأننا نستورد 80% تقريباً من أدويتنا من الخارج.. وما كنت أعتقد أن هناك أياد خفية تعبث حتى في السلع التي تنقذ حياة الانسان من اجل مصالح دنيوية ضيقة، ضاربة بعرض الحائط المثل والأخلاق المهنية والإنسانية..!! ** وللأسف اصبح مجلس الصيدلة مطية لمافيا الأدوية تعبث فيه ما تشاء..والمافيا بطبيعة الأشياء لا تريده ان يكون قوياً يحتكم الى القوانين واللوائح والنظم، بل تريده أن يكون مطيعاً لها يحتكم الى أمرها ومصالحها الضيقة ..آفة السودان - أخي الطاهر - ان بعض من يتولون امر الشأن العام لا يهمهم شأن الوطن والمواطن ولا يحسون بآلامه وأوجاعه..لذلك لا بد من اصلاح هذا الأمر المعوج ولا بد ان تعود الأمور الى نصابها وان نرجع الى المواطن المغلوب على أمره عافيته المغتصبة ورفاهيته المتلاعب بها وأمن دوائه واستقراره..ولا حول ولا قوة الا بالله..د/ ياسر ميرغني، الأمين العام لجمعية حماية المستهلك).. شكراً للأمين العام لجمعية حماية المستهلك، ولكن (هل هذا التحوقل يكفي ؟)..لا، فالمسؤولية تقتضي أن ترفع حماية المستهلك سقف رد فعلها من (التحوقل) إلى وسائل أخرى تحرك أجهزة الدولة والرأي العام إلى حيث تفكيك (بؤر التحالف)، و(محاسبة المتحالفين).. نيابة الثراء الحرام ليست بعيدة عن موقع جمعيتكم، ولا رئاسة الجمهورية..!!