حدثتك _ عزيزي القارئ_ عن الكشكشة وقلت : إنها تعني التلويح بالمنصب ليسيل لعاب الراغبين ويكسب السياسي زمنا يرتب فيه حاله ، فهي وسيلة لتخفيف الضغوط واغراء الطامحين والطامعين ، وقلنا إنها من أهم أساليب الكنكشة، والأخيرة معروفة لديكم غير أنكم ربما ? تعلمون أن أول من قال بهذا المصطلح (التربال) الانتلجنسيا أحمد المصطفى ابراهيم الكاتب الصحفي المعروف والذي يطربنا دوما عبر عموده (استفهامات) بالزميلة (الانتباهة) على أقوى الروايات التي وصلتنا ، فاذا كان هذا ما جاء عن المصطلحين _ الكنكشة والكشكشة_ فما هي الطرطشة؟ الطرطشة حالة من عدم التوازن تصيب الناس وقتما يصابون بشيء فوق طاقتهم النفسية ويسمى المصاب بها (مطرطش)! لاحظوا الحالة التي تصيب بعضنا حينما (يكشكش) له بمنصب سياسي وانظروا كيف تكون تصرفاته، البعض يتجه صوب دكاكين الجلاليب والشالات ويشتري (تشوين) سنتين أو يزيد ويطلب كميات من الأحذية الجلدية لا سيما النمرية منها ويكثر من ارتياد صالونات الحلاقة، والبعض يكثر من حضور أفراح وأتراح كبار المسؤولين (ودي مهمة جدا) ، والبعض يتزعم وفدا للصلح أو المجاملة أو أي شيء ليأتي حيث يعرض خطبه و(حراماته) و(طلاقاته) في المحافل ليصير( شيخ عرب) أهله الذي اذا غضب غضب له ألف سيف لا يسألونه فيما غضب، البعض (يدبج) التقارير ويأتي بها الي حيث ذهب المعز وصولجانه، كثيرون منا يتصرفون بلا وعي ويتعاملون بلا رزانة ولقد رأينا الرجل يكاد يقبل حذاء من يظن أنه النافع الضار الذي بيده الملك ليؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ، أعاذنا الله وإياكم من الوهم و(الكبكبة)! اذا لا حظت ذلك _أخي_ فهذه هي (الطرطشة)! وحكمة الله أن (المكنكشين) يعرفون (المطرطشين) ، يلبون لهم رغبالتهم ولا يحترمونهم! أذكر أن أحد الاخوان المخلصين ذهب لمسؤول وطلب منه شيئا وكان ذلك المسؤول يحترمه ويقدره جدا فقال له :يا فلان عايز تبقى زي فلان وفلان؟ إنت رجل مبادئ ديل ناس مصالح! قلت: هذه الطريقة في التعامل قديمة_ طريقة استخدام المطرطشين_ فعلها نابليون مع أحد عملائه الذين كانوا يمدونه بمعلومات عن بلادهم ، فحينما جاء ذلك العميل وحيا نابليون وأراد أن يقبل يده ، منعه نابليون وألقى له مالا وقال له :إن يدا ظلت تخدم بلادها لن يقبلها رجل ظل يخون بلاده ، أمثالك يجزون هكذا ، مشيرا للمال! يا أخوانا (المكنكشين) الجماعة (المطرطشين) ديل كتروا ليهم من المناصب والظروف لكن اتقوا الله فيهم واصلحوهم وانصحوهم والله حالن يحنن مما يسمعوا بتغيير يطرطشو!