المخابرات وتهريب المخدرات لا يصدق أي مواطن في أي دولة في العالم أن حكومته تقوم بدور نشيط في تهريب المخدرات. لكن صدق أو لا تصدق أن حكومة دولة كبرى تضطلع في جريمة تهريب المخدرات. فقد اتضح أن وكالة المخابرات الأمريكية تلعب دوراً خطيراً في تهريب المخدرات في دول أمريكا الوسطى. وقد أبرز تلك الحقيقة كتاب (سياسة الكوكايين .. المخدرات والجيوش ووكالة المخابرات المركزية في أمريكا الوسطى). مؤلِّفا الكتاب هما (بيتر ديل سكوت) المحاضر بجامعة كليفورنيا بيركلي و(جوناثان مارشال) المحرر الإقتصادي في صحيفة (سان فرانسيسكو كرونيكل). يقع الكتاب في (062) صفحة. صادر عن دار نشر (كاليفورنيا). يبرز المؤلِّفان أن التزام الحكومة الأمريكية العلني بمحاربة المخدرات غير صحيح وغير صادق. حيث أبرزت التحقيقات التي أجراها الكونجرس (مجلس الشيوخ) صلة CIA (وكالة المخابرات المركزية) بتهريب المخدرات، مما كشف خفايا وأسرار وفضائح الحكومة الأمريكية في دول أمريكا الوسطى. حيث تتلقى CIA تعليماتها من الحكومة الأمريكية للقيام بدور ناشط في تهريب المخدرات. الكتاب هو الأول من نوعه من حيث تبيين المدى الذي ذهبت إلى العمليات السرية للمخابرات الأمريكية في أمريكا الوسطى. حيث خلقت علاقات مع العناصر الإجرامية، والتي اعتماداً على علاقتها بالحكومة الأمريكية ساهمت في أنشطة تهريب المخدرات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مستندة إلى حماية تلك العلاقات. إستخدم المؤلِّفان لإبراز دور المخابرات الأمريكية في تهريب المخدرات، الوثائق الرسمية. ذلك إلى جانب التحقيقات مع المسئولين الحكوميين والصحفيين والمرتزقة والمهرِّبين. وقد أبان الكتاب أن السياسة الأمريكية المعلنة ضد المخبرات تغطي على حقيقة دورها الخفيّ المتواطئ المشارك في تهريبها. وأوضح المؤلفان أن وزارة العدل ومجلس الأمن القومي و CIA ، قد تجاهلت صفارات الإنذار التي أطلقها البعض ضد خطر تهريب المخدرات، حيث بدأوا بتعرية دور بعض العناصر المشاركة في التهريب. ولم يجد أولئك البعض إهمالاً من وزارة العدل فحسب، بل تعرَّضوا لحملة لإشانة سمعتهم. يخلص الكتاب إلى أن الحرب على المخدرات التي يعلنها البيت الأبيض خدعة وزيف، وأن تورُّط أمريكا في الشؤون الداخلية للأقطار الأخرى، كان عاملاً مهماً في تهريب المخدرات. وقد توصل المؤلِّفان إلى أن أزمة المخدرات الأمريكية، هي ناتج للسياسة الخارجية الأمريكية في أمريكا الوسطى واللاتينية. وذلك ما يستدعي اعادة النظر في تلك السياسة. كان ذلك خلال حكم الجمهوريين، هل تعي إدارة الرئيس أوباما الدرس في سياستها في أفغانستان، وغيرها؟. القصة الثانية (تموت تخلِّي) وعروسة جزمة عن عالم الأحذية نحكي. في كتب السلف (الطالح) نجد كتاب (خلع النعلين). وهو كتاب من تأليف (الضلالي) عبد الحق بن سبعين، حيث يرمز بالنعلين إلى (النفس) و(الزوجة). إبن سبعين يصف شريكة حياته بأنها نعل، أي جزمة. وبالتحديد (فردة جزمة). أين السَّكَن والمودة والرحمة؟. وعن مصر، أشار المستشرق (جاك بيرك) في دراسته عن القرية المصرية في مطلع القرن العشرين وكان قد اختار قرية (سرس الليان) لدراسته، أشار (بيرك) إلى أن في عام 0091م، كان (05%) من الرجال لا يلبسون أحذية. ذلك عن عالم الأحذية في مصر. أما عن عالم الأحذية في السودان فهناك قصص عديدة يمكن أن تُحكَى، منها أسماء الأحذية. حيث حملت الأحذية السودانية أسماء عديدة في رحلتها خلال المليون كيلومتر مربع (قبل الإنفصال مليون ميل مربع). حيث نجد هناك (المركوب)، ومنه مركوب الجلد ومركوب أَصَلة ومركوب نمر (فاشري). هنا الشبط (صندل)، في اللغة التقرينية (شبط) تعني حذاء. أيضاً من أحذية السودان (الكَبَك) وجمعها (كُبَاكَة). والجزمة ومنها جزمة كمُوش، وجزمة رومانية «قدُّوم كلب»، وجزمة كشِف، وجزمة برباط وجزمة جلد سمك، وجزمة (باتا) وهى من القماش. (باتا) اسم الشركة البريطانية المصنِّعة وهى لا تزال تسجِل حضوراً واضحاً في سوق الأحذية في كينيا، وجزمة بلاستيك. ومن أسماء الأحذية السودانية (الحَدُوقة) والشِّقَيُّانة (من الشقاء)، و(تموت تخلِّي) الذي يُصنع من إطارات السيارات. ومن أسماء الأحذية الشِّبشِب والكدَّارة من (كُدُر) أي قدم، و(البوت)، والسفنجة، و(العروسة) وهى جزمة بلاستيك نسائية، وجزمة (زيزي). الذين (يقدلون) بتلك الأحذية لا تهمُّهم أحذية (أديداس) و(كلارك) و (niKi) و(دكتور شول)، وغيرها. في أسواق السودان كانت الأسماء تطلق على الأحذية، كما تطلق اليوم الأسماء على (الثياب النسائية) الجديدة. لكن اليوم تراجع إطلاق الأسماء على الأحذية، فأصبح الواحد يشتري حذاء وخلاص!. القصة الثالثة الكبكابة في العناية المكثفة كبَّ الموية تعني أراقها ودفقها. موية تكبكِب، وكُبَّاية إناء لشرب الشاي أو الماء وهي من الزجاج أو البلاستيك أو الطَّلِس أو الألمونيوم. موية تكبكِب وموية تشرشِر (من شوشرة). كُبْ الشاي يا ولد، غنَّى إبراهيم الكاشف (جداول الموية كابَّة). فلان يبكي دموعه يكبكبن مثل المطر. إنت والله حتجيب لينا كُبَّة أي مصيبة. كُبَّة حامية تقال للدعاء على الشخص. الكبكبة الإرتباك والتخبط في التصرف خاصة أمام الكبار والمسئولين. فلان تكبكب كبكبة شديدة. الكَبَاب نوع من الأكل. فلان كبكابة أي يتكبكب قدام البنات. يقولون الموية بت منو. الموية بت (كبكب) الماسورة بت منو. الماسورة بت (نقِّط). الكاميرا بت منو. الكاميرا بت (صَوِّر). تلميذ كبَّاب أي يذاكر دروسه قراءة وحفظاً بصورة مبالغة. في سودان ما قبل الشريعة هناك الأغنية الشعبية (يا حنينة كُبِّي لينا من شراب الزفتِ ده)، أي من شراب أم الكبائر. وهي من الأغاني الشهيرة في عهد (علمانية العاصمة) أو (جاهلية الخرطوم). وعندما طُرِحت في نيفاشا قضية (علمانية العاصمة) أي علمانية الخرطوم قال الشيخ الأنصاري (أبّو)، في قبول ضمني بعلمانية العاصمة، نحن عاصمتنا أم درمان!. ذلك في قفزة ب (الباراشوت) من أعلى المبادئ إلى ظهر الأرض. قال خليل فرح الإصفرار ده كتير!. الإصفرار هنا تعني (الإنبراش) السياسي. في اللغة الفصحى (كبكب الشيء وكَبَّ يكُبُّ تعني قَلَبَهُ. كبَّ الرجل إناءه. كببت القصعة «الصحن» قلبتها على وجهها. الكُبَّة الجماعة من الناس وجماعة الخيل. الكُبَّة الإبل العظيمة. تكُبَّب الرمل تجعَّد لرطوبته. الكباب الثرى الندي. كبكب الشيء قلب بعضه على بعض. قال ابن منظور يقال للجارية السمينة كبكابة). الكبكابة في موريتانيا عملة صعبة. حيث تُحظى الفتاة السمينة بإعجاب كبير. من برامج التلفزيون مع المغتربين يلاحظ أن بعض الجاليات السودانية في دول المهجر العربي تعاني من ظاهرة (البنت السمينة) أو (الكبكابة). يُقال ل (الكبكابة) أبو الدُّبَل)، وهي تلك التي ساقها الوزن الزائد بعيد خلاص!. الكبكابة في الطب الحديث عليها بتخفيف الوزن والرياضة، وإلا أصابتها أمراض القلب، وأصبحت في العناية المكثفة.