أريج الصباح - عبد الرحيم المبارك علي كانت لفتة تلك الوقفة التى وقفها الشعب السوداني في يوم 13/12 بميدان الفروسية بالخرطوم، حين قرأت الوجوه تبينت معالم بعض وجوه الشهداء في تلك الأيام الباهرات من فجر ثورة الإنقاذ الوطني، من ذلك التراث رأيت الصورة الزاهية لعريس المجاهدين الذي عاش في أبعاده المعنوية الكثير من اولئك العشاق للشهادة عندما تدلهم الخطوب وتتكالب المؤامرات، هكذا فعل أكابر شهداء الوطن في الزمن الغابر الشهيد محمد صالح عمر- عبيد ختم- علي عبد الفتاح- حاج نور- أيقظوا في الشعب فضيلة الجهاد والإصطبار فأنبرى يسند قواته المسلحة ويتقدم معها في كل ساحات المواجهة ويقل معها كيد الأعداء ومكرهم في أية بقعة من تراب هذا الوطن، ومن الواضح أن ما حدث في ملحمة الميل أربعين من بطولات فريدة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء، فقد انتصرت قواتنا المسلحة والقوات الاخرى بسند من الدفاع الشعبي على المؤامرة التى كان يقودها الغرب عبر الحركة الشعبية ضد السودان وتحطيم قواته في إطار حلقات التآمر على الأمة الإسلامية التي تريد بناء دولة ذات رسالة سامية.. لكن ما عادت "22" عاماً كلها عطاء. كيف يا زمان أحسب عمر الدفاع الشعبي؟ أحسبه بأيام النطفة الأولى في رحم الحركة الإسلامية الولود؟ أم أحسبه بسنينه الأولى في ثورة الإنقاذ الوطني؟ على الرغم من أفق نيفاشا الذي أراد أن يسد مسيرة الدفاع الشعبي إلا أنه مازال شاباً فتياً ولم يشخ، عبر تلك الفترة، من المؤكد أن التجارب التى صاحبت السنوات التى حكم فيها المجاهدون كانت لها آثار بعيدة المدى في تشكيل الدفاع الشعبي ورؤيته للأشياء أحدثت جاهزية وجدانية هيأت الأفراد والأسر والمجتمع للاستنفار في كل الحالات وأطلعت المجتمع السوداني على أدب جديد أسمه عرس الشهيد، وساهم الجميع في قوافل زاد المجاهد، وكيس الجريح وإنفق الناس مع ضيق ذات اليد دون من أو أذي ولسان حالهم يقول خذوا من أموالنا ما شئتم وأتركوا ما شئتم فان الذين احرزوا النصر بتفوق باهر ما تقهقر جيشهم يوماً.. ولكن تداخلت أشياء وتقاطعت دوائر، وتشكلت مساحات، حتى أصبح يتساءل الكثيرون أين الدفاع الشعبي؟ وأين المنتمين إليه؟ وماهي المتغيرات التى نزلت به؟ ما الذي تغير؟ الدولة، أم المرحلة، أم المجاهد؟ ما ارجوه أن تسهم هذه الاسئلة في إعادة تفصيل هذه المؤسسة الجهادية، ولعل تجارب الكثيرين ممن كانوا على قيادتها في ذلك الزمن الغابر الثر وأرشد في قيادة مستقبل الدفاع الشعبي حتى لا تظل الفكرة حبيسة الجدران وربما طي النسيان، وعن "شارع التحدي" سنحكي بإذن الله تعالي. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته