على خلفية الاتفاق المشترك لبيع النفط جوبا وتل ابيب الخروج للعلن ..! تقرير: هالة حمزة تباينت آراء المحللين الاقتصاديين الذين تحدثوا ل(السوداني) في تعليقهم لما أوردته وكالات الأنباء أمس عن الاتفاق المشترك بين دولة الجنوب واسرائيل على بيع الأولى لنفطها لاسرائيل وأثره على السودان حيث أكد بعضهم عدم تأثر السودان بالاتفاق لجهة استقلالية دولة الجنوب، بينما يرى آخرون ان خطر الاتفاق أنه فاتحة لعلاقات اقتصادية وسياسية كبيرة بين الدولتين مما يزيد من احتمالات امتداد هذه العلاقات لتشمل السودان كذلك حال التزام دولة الجنوب بانفاذ اتفاق التعاون الموقع بينهما. ومن جهته قلل المحلل النفطي ووزير الدولة السابق بوزارة النفط مهندس اسحاق بشير جماع من أثر الاتفاق المشترك بين حكومة جنوب السودان واسرائيل لجهة أن جنوب السودان اصبح دولة مستقلة بذاتها وتسويقها لنفطها شأن يخصها . وقال الوزير ل( السوداني) ان الاتفاق لا يؤدي لأي اشكاليات فنية على السودان لأن الجنوب دولة قائمة بذاتها وربما تكون قد ضمنت اسرائيل في قائمتها المختصرة في العطاءات التي تتم لبيع خام النفط بالأسعار السائدة عالميا ، مشيرا الى أن النفط يباع عالميا في عطاءات ولكل دولة منتجة الحق في ان يكون لديها قائمة مختصرة تعرض عليها ما تريد بيعه استنادا للسمعة العالمية للشركات المضمنة في القائمة . وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين بروفيسور عصام بوب ان الاتفاق مع اسرائيل كان متوقعا حدوثه منذ يوم الانفصال ولكن تم التمهيد له للخلافات الجارية بين الشمال والجنوب بسبب عدم وجود ميقات للاتفاق ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتفاق مع اسرائيل حتى وان حدث اتفاق مع الشمال نظرا لمصالح اسرائيل في دولة جنوب السودان ورغبتها في الحفاظ على استثماراتها وقال المحلل الاقتصادي ، استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم د. محمد الجاك ان استقلالية دولة الجنوب تخول لها انشاء علاقات اقتصادية مع اي دولة أخرى ومنذ عهد بعيد كانت هنالك علاقات بين الجنوب كاقليم ودولة اسرائيل ثم تطورت بعد الانفصال لتكون علاقة بين دولتين تحكمهما مصالح اقتصادية ، مستطردا: قد ترى دولة الجنوب أن تصديرها لبترولها لاسرائيل يحقق لها مصالح سياسية واقتصادية خاصة بعد توقف ضخ البترول من الشمال واستمرار معاناتها من نقص التمويل للخدمات وأنشطتها المختلفة والتي تضطرها للبحث عن أي مصادر تمويل أو مساعدات، مشيرا الى أن هذا الاتفاق لن يقتصر فقط على البترول وانما لمساعدات أخرى من اسرائيل لهذا البلد النامي وبالتالي فان ذلك يقوي من احتمالات تطور العلاقات اقتصادية لتحقيق التكامل بصوره المختلفة . وقال الجاك ان هذا الاتفاق قد يؤخذ كمبرر لعدم تنفيذ اتفاقيات التعاون الأخيرة والتي ان تمت اجازتها والتوقيع عليها رسميا فان ذلك يعني ربط السودان باسرائيل لاشتمال تلك الاتفاقيات على حقوق المواطنة والعمل مما يعني أن أثرها من شأنه الغاء الخطوات نحو تنفيذ اتفاق التعاون مما يؤدي كذلك بدوره لمدلولات اقتصادية سالبة . يذكر أن وزير البترول والتعدين بجنوب السودان ستيفن ديو داو أكد عقب عودته من تل أبيب أن بلاده اتفقت مع شركات إسرائيلية تعمل في مجال النفط والتعدين والتي أبدت استعدادها للاستثمار في هذا المجال ، دون تحديد طبيعة العرض الإسرائيلي ومقترحاتها بشأن الاستثمار . وأوضح ديو داو أنه التقى خلال زيارته بالعديد من المسئولين الإسرائيليين الذين أبدوا رغبتهم بالاستثمار في صناعة النفط والتعدين ، وأشار إلى أن المفاوضات مازالت جارية مع الجانب الإسرائيلي بغية التوصل لاتفاق . وأكد أن وزارته ستتعاون مع وزارة البني القومية في إسرائيل بحكم اتفاق خاص للاستثمار مع جنوب السودان في هذا المجال . من جانب آخر قال ديو إن جنوب السودان لن يكون جاهزا للبدء في ضخ النفط عبر الموانئ السودانية إلا في مارس القادم .