** (دورسازولايد)، قطرة دوائية يستخدمها مرضى المياه السوداء قبل وبعد العملية الجراحية لكي لا يصابوا بالعمى.. علماً أن الإصابة بداء المياه السوداء هي السبب الثاني من أسباب العمى، أي بعد المياه البيضاء مباشرة.. والمريض بالمياه السوداء ملزم باستخدام تلك القطرة الدوائية (مدى الحياة).. والمريض بهذا الداء بحاجة الى زجاجتين أو ثلاث شهريا من تلك القطرة الدوائية.. سعرها قبل شهر تقريباً كان (25 جنيهاً)، ثم قفز السعر بعد اعتماد مجلس الصيدلة والشركات ل(دولار العكد) إلى (85 جنيهاً).. ولم يبارح (دولار العكد) سعره المريب (9 جنيهات)..!! ** فالقضية - منذ منتصف الأسبوع الفائت أمام رئيس نيابة الثراء الحرام، وكذلك شرعت بعض الشركات في تخفيض أسعار أدويتها منذ الثلاثاء الفائت، ومع ذلك نواصل (زي الما حصل شيء).. نعم، فالغاية ليست هي تخفيض أسعار بعض الأدوية بغرض تخدير الرأي العام أو قتل القضية في صفحات الصحف.. بل نطالب تلك الجهة النيابية وبقية الجهات العدلية بأن تمضي بالقضية إلى منتهاها، أو هذه هي الغاية، وملتزمون بالرصد والمتابعة والتنبيه - بين الحين والآخر - بمثل تلك المقدمة.. وإلى حين آخر، ندع أسعار الأدوية ونحكي قصة أخرى من قصص تحالف مجلس الصيدلة مع بعض الشركات ضد المواطن، ونأمل أن ترصد نيابة أمن الدولة وقائع هذه القصة، هذا ما لم يكن المعني بأمن الدولة هو فقط حماية السلطة الحاكمة، وليس المواطن أيضاً.. يلا، نحكي بالوثائق..!! ** مستحضر تجميل (Tancho Hair Dye)، صبغة شعر، جاءت بها إحدى الشركات من أندونيسيا لتوزيعها وتسويقها في أسواق بلادنا.. ممتاز، فالسواد الأعظم من شيوخ بلادنا يتوق إلى زمن الشباب، ولذلك يستخدمون تلك الصبغة بحيث يصبح لون شعرهم كما لون شعر الطفل والصبي والشاب سواداً، وكذلك نساء بلادي يعشقن رسم الحناء بحيث تبدوا الأيدي والأقدام رائعة كما إحدى لوحات راشد دياب، وعليه مرحبا ب (صبغة تانشو).. ولكن، لمعاملنا رأي علمي يفيد بأن نسبة تركيز المادة الكيميائية المستخلص منها هذا المستحضر يجب ألا تتجاوز (3%)، ومخاطر الإصابة بداء السرطان والفشل الكلوي من مخاطر تجاوز نسبة تركيز تلك المادة الكيميائية لتلك النسبة المتفق عليها عالمياً (3%)..!! ** وعليه، اتكأ المختبر الوطني للرقابة والبحوث الدوائية على ذاك الالتزام العلمي والأخلاقي العالمي، وأخضع هذا المستحضر للفحص المعملي، وكشف ما يلي نصاً (العينة غير مطابقة للمواصفة، إذ نسبة تركيز المادة الملونة في الديباجة (2.94%)، ولكن نسبة تركيزها في الصيغة التركيبية (25%)، وعليه: مخالفة للمواصفة).. أي مارست الشركة نوعا من الغش والخداع، وذلك بوضع نسبة تركيز مطابقة للمواصفة على الديباجة (2.94%)، ولكنها مخالفة على الواقع (25%)، وهي نسبة تهدد مستخدمها بالسرطان والفشل الكلوي.. رفض المختبر نسبة تركيز تلك المادة الكيميائية، وأمر مجلس الصيدلة بإبادة المستحضر أو إعادة تصديره، وكتب تقريراً بهذا، أصله بطرف المجلس وصورته بطرفنا..!! ** لم يلتزم مجلس الصيدلة بأمر علم وعلماء المختبر، بل شكل أمينه العام لجنة بتاريخ (1/ نوفمبر)، لتمرير هذا المستحضر.. فاجتمعت اللجنة يوم تشكيلها، أي (1/ نوفمبر)، وخاطبت المختبر في اليوم ذاته (1/ نوفمبر)، بإعادة الفحص، فرد المختبر بصحة نتائج ومصداقية اختباره ذاك، وكان الرد بتاريخ (2/ نوفمبر).. ورغم هذا التأكيد، أطلق الأمين العام لمجلس الصيدلة سراح المستحضر يوم (الخميس 3/ نوفمبر)، ورفع الحجز عن المستحضر، لا لإبادته أو لإعادة تصديره حسب توصية المختبر، بل ليباع في أسواق بلادنا، وهذا ما حدث (فعلاً).. وعلمت وزارة الصحة بالفاجعة، وشكلت لجنة تحقيق برئاسة عميد كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم البروف أبوبكر عثمان، فحققت اللجنة وأكدت صحة الفاجعة ومخاطرها على صحة الناس، ولخصت الوقائع وشخوصها، ثم رفعت تقريرها لوزارة الصحة المركزية.. وكما العهد بهم دائما في مثل هذه المواجع، تم حفظ تقرير الإدانة في دولاب (فقه السترة).. ولا يزال التقرير - بكل ما فيه من خداع الشركة ومادتها ذات المخاطر الصحية وتحالف المجلس - في (الحفظ والصون).. أليس كذلك أيها الوكيل..؟؟.. ثم السؤال لمجلس الصيدلة، إن لم يكن هذا نموذجاً آخر من نماذج التحالف المريب مع مراكز القوى التجارية الفاسدة والنافذة، فما معنى (التحالف المريب)..؟؟