برغم التحذيرات الطبية من مخاطر استخدام مستحضرات التجميل المعروضة خارج الصيدليات، الا ان الاقبال عليها مازال متزايدا، فالبوتيكات والمحال التجارية مازالت تمارس تجارتها. وكما جاء بصحف الامس فقد ضبطت السلطات المختصة «9» آلاف عبوة صيدلانية مخالفة، بكل من سوق سعد قشرة وسوق ليبيا وسوق امدرمان. وقال مسوؤل دائرة حماية المستهلك بالمباحث الجنائية اللواء بدر الدين الأمين إن حجز الكريمات المعروضة تم ليس على اساس فسادها، وانما لعرضها خارج الاماكن المخصصة لها المتمثلة فى الصيدليات. وفى اتصال هاتفى ل «الصحافة» بمدير ادارة الصيدلية د. ياسر ميرغنى عبر عن دهشته لتصريحات اللواء بدر الدين التي وصف فيها المستحضرات المضبوطة بأنها غير فاسدة، وان الحجز عليها تم على اساس عرضها خارج الاماكن المخصصة، وقال نحن نعتبرها فاسدة لأن هناك اسسا وضوابط مقيدة لاستيراد وتوزيع هذه المستحضرات، من أبرزها الحصول على رخصة عمل، ثم توفر شروط فنية اخرى للصيدلية او المخزن من تهوية «تكييف» واضاءة وحفظ جيد، وبعض المستلزمات الاخرى تتم فيها مراعاة سلامة وجودة المنتج الصيدلاني ومطابقته للمواصفات والمعايير، للحد من الأضرار التى قد تحدث، مشيرا الى ان استخدام هذه الادوية يحتاج معرفة ودراية تبدأ من المعرفة التامة لدواعي الاستعمال، والارشادات الواجب اتباعها. واوضح ان هذه الشروط وغيرها وردت فى قانون الصيدلة والسموم لعام 2001م، متسائلا عن توفر مثل هذه الشروط فى الدكاكين وغيرها من المحال الاخرى التى تتوفر فيها هذه المستحضرات، مذكرا بضرورة معرفة الضوابط الخاصة باستيراد هذه المستحضرات التجميلية السامة، ومتابعة اماكن تدوالها، ومراقبة طرق وكيفية استخدامها واستهلاكها. وعن مخاطر استخدام هذه المستحضرات على المدى الطويل، قال ميرغنى لا بد أن يدرك الجميع أن هذه الأدوية والمستحضرات الصيدلانية ما هي إلا مواد كميائية صنعت بطرق محددة لاغراض محددة، مؤكدا على أن التجارب أثبتت أن معظم مستحضرات التجميل العالمية تحتوى على مواد سامة لا بديل لها تدخل فى صناعة هذه المستحضرات، متابعا قوله، أما بالنسبة لنا باعتبارنا دولاً مستوردة لهذه المستحضرات فإن نقلها واستيرادها يأخذ فترة من الوقت، وهذه الفترة يحدث فيها الكثير من المتغيرات خاصة في ما يتعلق بالمناخ. وهذا التغير يؤدى الى تغير مادة او مادتين من مكونات المستحضر، فتتحول إلى مواد ضارة وسموم تهاجم البشرة، وقد تصيبها بالسرطان، هذا فضلا عن الآثار المدمرة الاخرى التي قد تلحق بالبشرة. لذلك من الضروري أن يتأكد كل مستخدم من تاريخ انتهاء وصلاحية المستحضر... والاضمن والاصلح استخدام المستحضرات الطبية التى تشرف عليها وزارة الصحة المعروضة داخل الصيدليات، محذرا من استخدام اى مستحضر تجميلى دون اذن الطبيب، داعيا الى الابتعاد عن مستحضرات «قدر ظروفك». وبحسب مركز المعلومات الدوائية بادارة الصيدلة فإن الكريمات المعروضة فى المحال التجارية والبوتيكات تحتوى على نسب تركيز عالية من المواد الكيميائية الضارة بالبشرة، التى ثبتت خطورة استخدامها، كما انها تفقد البشرة نضارتها وحيويتها. ومن ناحيتها اعتبرت خبيرة التجميل ندى الطيب أن المكونات الأساسية لمئات الكريمات المضادة للشيخوخة ومستحضرات التجميل، قد تزيد في الواقع هرم البشرة وتؤدى الى بروز التجاعيد فيها، لأن الأحماض المستخدمة في هذه المستحضرات تزيد من حساسية البشرة بعد تعرضها لأشعة الشمس التي تؤدي بدورها إلى التلف والشيخوخة والتجاعيد. وحول الكيفية التى من خلالها يتم التعرف على تلف المستحضر، قالت هنالك بعض المستحضرات تظهر عليها اشارات التلف كاحمر الشفاه عندما تفوح منه رائحة غير مستساغة، واحمر الخدود حينما يتغير لونه، مبينة ان هناك بعض المنتجات التجميلية غير قابلة للتلف كاقلام «الشفاه والعيون والحواجب». وفى ختام حديثها دعت ندى للعودة إلى الطبيعة واستخدام المستحضرات لدواعٍ طبية وباستشارة الطبيب، لتدارك الآثار التى يمكن أن تنتج عن الممارسات الخاطئة. هذا وقد نظمت وزارة الصحة الاتحادية فى سبيل سعيها لمحاربة الاستعمال غير الرشيد للادوية والمستحضرات الصيدلانية فى الاماكن غير المرخص لها بذلك، ومن اشخاص غير المرخص لهم بممارسة مهنة الصيدلة، نظمت ورشة لمناقشة الظواهر السالبة، جاء فى أبرز توصياتها ان شراء المنتجات الصيدلانية من غير مصادرها مثل الدكاكين والبوتيكات وغيرها، يعرض حياة المستخدم للخطر الفادح، وان التعامل مع هذه المستحضرات فى الاسواق بغرض البيع والشراء يعتبر تجارة غير مشروعة تضر بالمجتمع، كذلك فإن استخدام الفتيات لبعض المنتجات الدوائية بغرض زيادة الوزن مثل البايروكتين، يؤثر على الاداء الوظيفي للجسم، ويحدث خللا فى وظائف أعضاء مهمة مثل الكلى، مما يؤدى فى النهاية الى الإصابة بالفشل الكلوي، هذا اضافة للاكتئاب وارتفاع السكر والجالكوما.