محمد عبد العزيز مدخل: هناك فارق صغير بين شد الكرفتة حد الخنق أو إرخائها حتى التهدل، وحده هذا الفراغ يصنع الإناقة. (1) من نصب هذه المشانق الصغيرة رمزا للأناقة؟!، لا تفسروا أو تدعوا كثيراً أسألوا عنها روبرت لانغدون عالم الرموز بجامعة هارفرد وبطل روايات دان براون، فهو مثلي لا يؤمن بها، بل وما يزال يردد أنه وعلى الرغم من ادعاءات الحالمين أن أصل ربطة العنق يرجع إلى الفاسكاليا الحريرية التي كان يضعها الخطباء الرومان لتدفئة أوتارهم الصوتية، فإن أصل كلمة كرافات مشتق من عصبة قاسية من المرتزقة الكروات الذين كانوا يعقدون مناديل حول أعناقهم قبل خوض المعارك. وحتى يومنا هذا، لا يزال ذلك الزي الحربي القديم يزين أعناق محاربي المكاتب العصريين الذين يأملون تخويف أعدائهم في معارك مجالس الإدارة اليومية..!. (2) صحيح أن (الكرفتة) تصنع أناقتك إلا أنها تخنقك، انظروا جيداً لهولاء المتأنقين عندما يغضبون أو يتعبون تجد أن أول ما يفعلوه هو محاولة التحرر من هذه (الكرفتة) عن طريق تخفيف خناقها على رقبتهم قليلا، وربما يصلوا لمرحلة (اللا احتمال) وحينها لا يترددون في خلعها فورا دون أن يلتفتوا لأناقتهم التي كانوا ينشدونها قبل حين. (3) من يشتري أناقتي؟!.. من يبتاع حزمة من (الكرفتات)، لا تدعوا أنها متشابهة، ثمة فرق، ألم تلاحظوا ذلك، انتبهوا جيداً، فربطات العنق تختلف من حيث اللون والحجم والتصميم، ووفقاً لذلك فهناك (الكرفتة) الجميلة الناعمة التي تسر عين من يراها ويتمنى أن يحصل على مثلها، وأخرى صارخة الألوان فاقعة النقوش تلفت النظر، ولكنها سريعاً ما يمل المرء منها، وهناك (كرفتات) منفرة من النظرة الأولى ولكن صاحبها يرى أنها الأجمل ومن لا يحتملها فعليه أن يشرب من البحر. (4) قال لي صديقي وهو يحاورني سمعت أن (الكرفتة) تجسيد للمسيح عليه السلام وهو مصلوب، فالجزء الذي في منتصف (الكرفته) هو الرأس، واليدان هما ماحول الرقبة ، أما الجسم فهو الجزء المنسدل منها، ثم ما لبث صديقي أن لبس قناع الجدة وهو يقول لي:" ماذا لو اضطر المرء إلى السفر إلى بلاد الكفار، لعنهم الله، وكانت طبيعة عمله تتطلب التقيد بالزي الرسمي، فهل هنا يجوز أن يلبسها فإن كانت الإجابة بنعم، فهل يحق له اختيار لون معين، أم يقتصر على السواد، سوّد الله وجه الأعداء، وهل يحتاج إلى كفّارة بعد لبسها؟ كذلك هل هناك طريقة مفضلة في عقدها، أم يجوز في هذه الحالة الاقتداء في ربطها بالنصارى، لعن الله من يناصرهم، أو اليهود، قبّح الله من يهادنهم، على اعتبار أنهم هم من ابتدعوا هذا النوع من اللباس. (5) قلت له إن اسمها أيضاً مأخوذ من (الكفر)، وهل بعد الكفر ذنب؟!