الخرطوم: وجدان طلحة كثير من المشاكل الصحية الخاصة بالفرد تقع تحت بند المسكوت عنه في مجتمعنا السوداني , ودونما ذنب يجد بعض الرجال انفسهم وقد فُرضت عليهم عقوبات اجتماعية ولحقت بهم عبارات الجارحة اينما ذهبوا وذلك بسبب عدم مقدرتهم على الإنجاب، كما أن النساء كذلك يواجهن الكثير من التلميحات والاشارات غير الجيدة حال تعرضهن لنفس المشكلة، ولعل هذا ما دفع بكثير منهن لمقاطعة المناسبات الاجتماعية حذار كلمة قد تنسف ما تبقى من صمود احداهن..! نزوح مواطنين: من واقع ذلك الحال ظهرت الكثير من مراكز اعادة الخصوبة بالسودان في الآونة الأخيرة، مصحوبة بإعلانات ضخمة وترويجية واسعة لها، ولعل أغلب مراكز الخصوبة المتركزة في العاصمة قد ساهمت بشكل كبير في نزوح مواطنين من الولايات إلى العاصمة نفسها طلباً للعلاج وللانجاب، بالرغم من علامات عدم الرضاء التي تكتنف وجوههم في رحلة البحث عن مولود. تكنلوجيا جديدة: وبالرغم من تطور مراكز الخصوبة بالبلاد فقد بلغت نسبة تعثر الإنجاب وسط المتزوجين 15%. ووصف رئيس الجمعية السودانية للاخصاب والأجنة د.يعقوب محمد هذه النسبة بالكبيرة، وأكد في مؤتمر الإخصاب والأجنة بالتعاون مع الجمعية الإقليمية للشرق الأوسط للخصوبة بفندق كورنثيا بالخرطوم توفير علاج الخصوبة بجميع المراكز وان السودان دخل في هذه الخارطة العالمية التي تقدم هذه الخدمات بتكنولوجيا متقدمة، داعيا القائمين على الأمر إلى تسهيل استجلاب الأدوات والمعدات التي تعين على إنجاح اطفال الأنابيب. دعاية وكدا بالمقابل اصبح البعض يستثمر في امل الناس، والخبرات الاجنبية يرى الكثيرون أن وجودها لا يتعارض مع الخبرات او المراكز الموجودة اصلاً , ولكن عابوا عليها انها في بعض الاحيان تُكثر من الدعاية لنفسها وهذا ما اعتبره الكثيرون لا يتماشى مع معايير المهنة، وان الطبيب لا يسوق لنفسه بطريقة اشبه بالاعلان للمواد الاستهلاكية .. وذهبوا إلى أن ايقافها هو مسؤولية المجلس الطبي. مبالغ طائلة: عدد من الذين التقت بهم (السوداني) اكدوا أن المجتمع يعتبر الزواج الثاني هو الحل لهذا الموضوع , خاصة وأن الذهاب إلى هذه المراكز يحتاج دفع مبالغ طائلة، ولا يمكن نسيان الضغط النفسي الذي يصيب احد الازواج او كلاهما ويزداد التوتر والقلق كلما تقدم بهم العمر. ظروف خاصة: كثيرة هي التحديات التي تواجه مراكز الخصوبة لخصها رئيس الجمعية السودانية للإخصاب والأجنة في عدم توفير النقد الأجنبي وهناك بعض التعقيدات الجمركية التي تؤدي إلى تأخير الحصول على الأدوات والمعدات وتؤدي إلى تلفها في بعض الأحيان وتواجههم ايضا مشاكل التخزين المناسب, وطالب د. يعقوب إدارة الصيدلة والصندوق القومي للتأمين وشركات التأمين تسهيل الإجراءات لتسجيل الأدوية الخاصة بالخصوبة وإدخالها عبر النظام الصحي المتبع. شهادة عالمية: سكرتير الجمعية السودانية للإخصاب والاجنة د . حلمي نور قال ل(السوداني) : توجد (9) مراكز للخصوبة في السودان موجودة في العاصمة وفي الفترة القادمة سيتم افتتاح مركز في مدني. واضاف أن المركز مكلف _ في اشارة منه إلى عدم وجودها في الولايات، واوضح د. حلمي أن كل ما يخص علاج العقم متوفر في السودان فكل انواع التحاليل موجودة والاطباء مؤهلون وهذا بشهادة الاطباء الذين يأتون إلى السودان ويشاركون في المؤتمرات. سفر وهجرة: وعن سفر المرضى الذين يقصدون العلاج بالخارج قال د. حلمي:( إن العلاج بالداخل متوفر والهجرة لها اسباب عديدة اولها عدم ثقة المرضى في العلاج بالداخل , واحساسهم بأن الخارج هو افضل , بالاضافة إلى أن هناك شريحة من المرضى لا ترغب في العلاج في السودان ويعتبر أن العقم وصمة , وقال إن نسبة نجاح اطفال الانابيب تصل إلى 30 % , وارجع عدم نجاحها إلى عُمر المريض فكلما تقدم في العمر قل نجاح العملية , بالاضافة إلى مدى استجابة المريض للعلاج , واردف قائلاً : يمكن القول إن الاسباب متشابكة ومتداخلة.
