أطفال الأنابيب: أمل آخير للسودانيين الباحثين عن الإنجاب ملاحقة المجتمع للأزواج الذين لم يمنّ الله عليهما باولاد بعد ، تجعل منهم باحثين علي الدوام عن اي امل يعيد اليهما سماع كلمتي (ماما وبابا) باي وسيلة وباي ثمن من ألالاف الجنيهات المنفقة ، ومهما كلفهم ذلك من زمن لمعاودة مراكز الاعلاج والمستشفيات العاملة في مجال الاخصاب والتناسل في السودان وبالأخص في العاصمة الخرطوم . المهم في نهاية المطاف ان يجعل الله القسمة والنصيب من (الجنين) الذي يملئ حياة الزوجين بالأنس والبشر. فالسيدة (غادة) التي تجاوزت الثلاثين من عمرها مازال حبل الأمل لديها هي وزوجها ( الذي يعمل في وظيفة حكومية) لم ينقطع بعد وان امتدت علاقتهما الزوجية معا الي 7 سنوات متتالية يمنياني انفسهما باطفال يملاؤن عليهما ما يعانينه من فراغ لفقد الأطفال. وتقول غادة التي حاولة مع مراكز الاخصاب لاكثر من جلسة علاج (الأمل في ربنا كبير ما دام العلاج اسباب يمكن القسمة تكون بواسطة اطفال الانابيب ) غادة بلسان مقالها التي أخرجت العبارات اعلاها يشاركها الكثير من الازواج بلسان الحال يتحينون الفرصة المناسبة للتوجه الي مراكز الاخصاب خروجا من مأزق العقم عبر اطفال الانابيب . حقن مجهري ! وتبين د/ هناء عبد الجبار إ ختصاصي الخصوبة والعقم ان كل مريض سواء ان كان ( زوج او زوجة ) كان يعاني من عقم ناتج عن انسداد تام لقناة فالوب أصبح الآن قادرا على الإنجاب عن طريق العلاج بعمليات أطفال الانابيب، حيث يوضع الحيوان المنوى للزوج الى جانب البويضة المأخوذة من الزوجة ويتم التلقيح الطبيعى ثم اعادة البويضة الملقحة الى رحم الأم مرة أخرى و يبقى عدد لا بأس به من حالات العقم التى يفشل معها العلاج بأطفال الأنابيب نتيجة لفشل الإخصاب . وتضيف هناء " الحقن المجهرى أثبت أنه أحسن علاج لحالات عقم الرجال وقد تم استخدامه بكثرة فى حالات قلة أو ضعف الحيوانات المنوية حيث لا يستطيع الحيوان المنوى اختراق البويضة و يتم عمل هذا عن طريق تخليص البويضة من الخلايا التى تحاصرها ثم اختيار أفضل حيوان منوى لحقنه داخل البويضة " . ويحذر الاطباء من مغبة المسارعة الي اجراء علمية الحقن المجهري دونما معرفة الأسباب التي تعوق الحمل بواسطة الطبيب المختص ، ومعرفة إذا ما كان بالإمكان العلاج بطرق أبسط مع ضرورة اجراء فحوصات تشمل فحص الدم وفحص الرحم وفحص الحيوانات المنوية وقناتي فالوب ، وبعدها يمكن لمختص علي ضوء التحاليل السابقة التبرير باجراء عملية التخصيب عبر الانابيب . مخاوف ومخاطر ! وتخوفت د/ هناء من زيادة احتمالات حدوث عيوب خلقية نظرا لضعف حركة الحيوان المنوى و شكله الغير طبيعى عند استخدامه فى الحقن المجهرى فى معظم الحالات ، وزدات أيضا من وجود مخاوف اخري من نقل جينات العقم أو جينات أمراض أخرى إلي الأطفال ، ولقد وجد أن الرجال المصابون بالعقم لديهم نسبة أعلى من العيوب فى الكروموزومات مما قد يؤدى إلي انتقال هذه الأمراض إلي الأطفال ، وستطرد في القول أن " التقارير العالمية المأخوذة عن المعلومات الناتجة عن الإخصاب المجهرى يتم تجميعها واستخدامها فى تقييم احتمالات زيادة العيوب الخلقية أو أى مضاعفات أخري نتيجة لهذا النوع من العلاج منذ أول ولادة لطفل عن طريق الحقن المجهرى تم عمل اتفاق عالمى يشمل معظم المراكز التى تقوم بعذه العملية على مستوى العالم، الاتفاق ينص على عمل تحليل كروموزومات لكل هؤلاء الأطفال، مع كشف كامل لتشخيص نسبة حدوث العيوب الخلقية، ومتابعة خلال السنوات الأولى من عمر هؤلاء الأطفال من ناحية الصحة البدنية والعقلية والتطور الذهني ، كما أن الأبحاث فى هذا المجال مع مقارنة هؤلاء الأطفال بالأطفال المولودين عن الاخصاب الطبيعى أو عن طريق أطفال الأنابيب وقد توصلت الأبحاث الى أن هؤلاء الأطفال لا توجد لديهم نسبة زيادة فى العيوب الخلقية تكون النسبة قريبة الى الطبيعية فى الأطفال المولودين بأطفال الأنابيب بنسبة 5% فقط ، وقد تم تعليل هذا الى ضعف الحيوانات المنوية لدى الزوج فى الكثير من هذه الحالات مما يزيد من احتمالات التلقيح بحيوان منوى يحمل عيوب كروموزومية ففى الحقن المجهرى يتم اختراق الحواجز الطبيعية ويفقد الاختيار الطبيعى لأحسن حيوان منوى و يتم استخدام حيوان ضعيف لإخصاب البويضة به .
نسبة نجاح ! أغلب الأزواج يلجأون إلى أطفال الأنابيب كأمل أخير، وقد أجريت في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 35 ألف تجربة لأطفال الأنابيب في العالم وكانت نسبة النجاح ( 60 - 65% ) بعد المحاولة الثالثة وترتفع هذه النسبة إلى ( 70 - 80% ) بعد تكرار أربع محاولات وتعتمد نسبة النجاح على عدد البويضات الملقحة والمنقسمة إلى أجنة ، وتؤكد ادارة مركز السودان للاخصاب ان نسبة نجاح عملية الحقن المجهري هي 25 % . ويعلب سن المراة عاملا مهما في انجاح العملية اذ انه كلما زاد عمر المرأة تكون نسبة نجاح عملية طفل الأنابيب أقل ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن البويضات الأكبر عمرا تكون أقل قابلية للتلقيح. كما أن من الأسباب الأخرى لعدم نجاحها تشوه الأجنة وعدم تلاصقها بجدار الرحم لضعف بطانته وحتى لو تم ذلك ينتهي الحمل بالإجهاض. اهتمام زائد ! وبحسب الباحثة النفسية إخلاص مامون أن اطفال الانابيب شاءنهم شان الاطفال الطبيعين ينمون نموا عاديا غير ان الرعاية والاهتمام الزائدين فى المحيط الأسرى لكون طفل الانبوب جاء بعد معاني ومشقة لوالديه يضعه دائما تحت المجهر والرقابة والتتبع لسكناته وحركاته وهذا قد يؤثر عليه سلبا وجعله يعيش تحت ضغط نفسي واجتماعي رهيب . وتدعو الباحثة الي عدم التشاغل المتزايد بطفل الأنابيب من قبل افراد اسرة بل ينبقي ان لا يعطي اهتمام ومتابعة ذائدة عن