** قبل ثلاثة أسابيع، غادرت إلى القاهرة مخلفاً ثلاثة بلاغات ذات صلة بالتجاوزات المالية بالتليفزيون القومي، وهي التجاوزات التي سردت وقائعها ووثائقها في سلسلة حلقات، ثم بلاغات أخرى - لا أذكر عددها - ذات صلة بتجاوزات جهات أخرى من شاكلة وزارة الصحة ومجلس الصيدلة وغيرهما..عدت إلى الخرطوم بعد أسبوع، فوجدت بلاغات كل الجهات الشاكية تحتفظ بحجمها، ولكن ارتفع حجم بلاغات التليفزيون (من ثلاثة إلى خمسة)..وآخر بلاغ، حسب إخطاري - ضحى البارحة من قبل النيابة بالتحري - الشاكي فيه أحد العاملين بالمكتب التنفيذي لمدير التليفزيون..وهذا يعني أن كل الذين حول مدير التليفزيون - من ناس المكتب التنفيذي لحد ست الشاي القاعدة قدام التليفزيون - قد يصطفوا أمام نيابة الصحافة في مقبل الأيام ليؤدوا فروض الولاء والطاعة للسيد المدير بفتح بلاغ ضد (الصحيفة)..!! ** وما يحدث يذكرني بإحدي زيارات ملك المنطقة إلى قريتنا في أزمنة الإدارة الأهلية، حسب توثيق أجدادنا وسردهم..لقد زارهم الملك - شخصياً - على صهوة جواده، وكان محيطاً ببطانته المطيعة ..فاستقبلوه عند مدخل القرية بحشد من أعيان القرية وشيوخها، ثم اقتضى مسار التجوال أن يعبر الملك- والوفد المرافق له - أحد جداول المشروع الزراعي..تعثر حصان الملك عند قفز الجدول و وقع - بالملك - في الوحل..وقبل أن يتأهب الحشد لانتشال الملك من وحل الجدول، تفاجأ بالبطانة التي كانت حوله تقع - طوعاً واختياراً - في ذات الوحل..لاحقاً، اكتشفت القرية أن بطانة الملوك ليست مأمورة بتنفيذ أوامر الملوك فحسب، بل مأمورة أيضاً بتنفيذ أوامر الأقدار التي تصيب الملك أيضاً، أي كما الوقوع في وحل الجداول طوعاً حين يقع الملك مكرها..ولحسن حظ البطانة، الملوك لاتحيض أو تحبل، وإلا لحاضت البطانة أيضاً وحبلت ..!! ** المهم.. نرجع للتليفزيون القومي ونعرض طامة أخرى، وفليكن رد فعل مدير التليفزيون - وبطانته - على العرض بلاغاً سادساً أو سابعاً أو البلاغ رقم (385 ألفاً)..تفاجأ المشاهد بتوقف البث ظهر الثلاثاء الفائت ، وبالتزامن مع لحظة النقل المباشر لخطاب رئيس الجمهورية بالبرلمان، ثم تواصل توقف البث طوال ساعات نهار ذاك اليوم..وبالمناسبة، لم تتوقف القناة القومية وحدها عن البث، بل ثلاث قنوات أخرى تابعة لها أيضاً، وهي (النيلين، أنغام و سنابل)..سمعت بقناة النيلين وشاهدتها - زي مرتين تلاتة - بعد نشر التجاوزات التي صاحبت تأسيسها، أي بعد أن صار ملف تأسيس قناة النيلين بلاغاً من تلك البلاغات (الخمسة)..ولكن لم أشاهد، وكذلك لم أسمع بتليفزيون أنغام و لا بتليفزيون سنابل إلا بعد توقف بثها، كما حال بث أمهما (القناة القومية)..وهذا ليس مهماً، إذ ربما تكون برامجها (سرية جداً)، أو تعد وتقدم - خصيصاً - للإدارة وبطانتها.. المهم، كل تلك القنوات توقفت عن البث ظهر ومساء الثلاثاء الفائت، لأن إدارة التليفزيون عاجزة عن تسديد ديون قيمتها (385 مليون جنيه)، لإحدى شركات الاتصالات .. !! ** نعم، ليس هناك أي سبب آخر لانقطاع فضائية الدولة وتوابعها التي من شاكلة أنغام وسنابل - ومش عارف أيه- عن البث عبر القمرين عربسات ونايل سات، غير تراكم مديونية شركة الاتصالات ثم عجز إدارة التليفزيون عن السداد .. هكذا كان - ولا يزال - الحدث .. إدارة التليفزيون عاجزة عن نفي المديونية، وكذلك عاجزة عن الاعتراف بسبب انقطاع البث.. وبدلاً عن الصمت الخجول، تمارس الإدارة نوعاً من التبرير والتضليل ببيان مفاده (نحن ترددنا 11678)..لم - ولن - نسألكم عن التردد، فليكن رقم التردد (11678) أو(تلاتة تسعات زي النجدة)، هذا ليس مهماً، أي (دي ما القضية)..فالقضية واضحة جداً، ولايجدي معها نهج اللف والدوران، و هي عجزكم عند سداد ديونكم بطرف شركة الاتصالات - 385 ألف جنيه - هو السبب الجوهري لتوقف البث الفضائي طوال ساعات ظهر ومساء الثلاثاء، (صاح ولا غلط ؟) ..لن ننتظر الإجابة، فالإدارة - كما الفضائية - ليست بالجرأة التي تنطق الحقائق (كما هي).. وعليه، فلنترقب محاولة تخدير لهذه القضية أيضاً، وهي المحاولة مسماة - مجازاً - ببلاغات الترهيب.. يلا، فلتتواصل بلاغات الإدارة - وبطانتها المطيعة - إلى أن يصل عددها (11678).. أوهكذا رقم التردد و (حجم التردي)..!! ?