هاهي شمس الربع الأول من عام 2013 للميلاد والذي ضُرب موعدا لانعقاد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديموقراطى المسجل تغرب فى عين من الطين الأسود ليمحو نهار غدها حديث أمسها المباح ولتسكت شهرزاد فى مقابلة ضراوة أقلام النشر وقسوة تيار منتسبي السلطة والتعاطي الجارف لأساليب الابتزاز والقوم الذين هناك سكوتاً فوق رقعة من الصبر والأمل فقراء الروح مهازيل الحراك جاحظي الأعين يحدقون بذي القرنين يبصرون أيعذب أم يتخذ فيهم حسنا وما أشبه القوم ببقايا حظائر الرق التى ألهب ظهورها سوط الجلاد يشدهم إلى عمود قائم فوق حاضر من الحسرة ينخر فى صميمه الجفاف لتنطوي ستة عشر عاما والاتحادي المسجل يتحنط قمة وقاعدة ليبلغ مابلغ السيل الذبى إثر الرحيل المرّ لسيدي الشريف زين العابدين الهندي رضوان الله عليه لنجد أنفسنا أمام عقبة الهيمنة الكؤود وفوق المنعطف الحرج المؤدي إلى الطمر فى غمار النسيان فى حين أننا الأقوياء بماضينا التليد ولكننا المستسلمون بحاضرنا وبين أيدينا سيف هو أعظم مخزون من الفكر والأدبيات بل أرقى التاريخ وأنظفه وأصدق الرؤى وأطهر العطاء ثم أصلح الأطباق طبقاً يقدم للأجيال ليقتاتوا منه جيلا من بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فلا يتغير لوناً ولا يفسد مذاقاً بل يصلح للزمان ما تحول وتجدد، والمكان ما ضاق وتمدد ولكن ما الذى دهانا؟ سؤال يطرح نفسه فتجيء الإجابة ستة عشر عاما عجافا تجرجر ذيلها فوق مجد تليد باتت سمات التعاطي فيها الحفاظ على المواقع وحماية المصالح وجلب (الهتيفة) عند الانعقاد يرددون هتافا كنقيق الضفادع يحتشد طلاسما ووهما كل قيمه خطب الود وتكفف الأدارن واستجداء سد الرمق بين متذلل اليوم لمتذلل الأمس وهكذا نسقط فى المهاوي بما اقتضت الغرائز لنرسف فى أغلال الشهوات ونضحي سخرية الساخرين وهزء الهازئين نعايش حسرة وانحسارا ينسف أحشاء حزبنا فلا نقطع أرضا ولا نبقي على ظهر ثم نوسد جبيننا ظاهر أكفنا على جدار الذكرى لنبكي حظ موتانا وقد ضاع منا المجد وعلا النواصي شيبا واعتلت الحلوق قصة لنذرف الدمع السخين على حزب كانت تديره تقاليد إنسانه بدوافع من وفائه وقد كان الواحد منهم أمة فى أهله ووطنه وعالمه حين كان الأزهري ينضح حكمة والحسين يتفجر نضالا وزين العابدين ختام مسك وسدرة منتهى عندها جنة مبادرة هي ذروة فكر وذرى وطنية سامية وجميعهم خيار من خيار ونماذج لجحفل رائع أصبح باطن الأرض من بعدهم خير من ظاهرها الكاذب بفشله الرائع ونزاعه المحتدم فى غير مرضاة الله ورسوله. فأنا لازلت عند ندائي لشبابنا الناهض ليفجروها صيفا قائظا وهجيرا حارقا يقتل جرثومة الأنا ويحرق داء (الكنكشة) وليموت الباعوض وتنقرض الديناصورات وكفانا تشظيا وتشطرا وعلى شبابنا اتخاذ المواقع والسواتر والقصف على هذا البناء الزائف المفرغ المتداعي الكابىء على لعبة الكراسي تعويقا للمضمون وتشويها للتاريخ ومحقا للذكريات وهذا واجب يحتمه عليهم احترام ذلك الماضي المقدس والوفاء له ولأولئك الآباء الأماجد الأفاضل الذين أهدونا هذا الحزب بكل قيمه ومقوماته وكما يقال: (الهدية لا تهدى ولا تباع) وإلا فإنه الاتحادي الديموقراطي خط هيثرو كسائر الصفات التى تضاف الى شظايا الأحزاب الاتحادية لتجعل منها معرفة من بعد نكرة. وختاما لهذا المقال وانطلاقا من الإعجاب بالمواقف المثيرة وذات المضامين الرائعة أشير إلى موقف رئيس حزب المؤتمر الوطني والذي سأفرد له مقالاً فى الدروس المستفادة والرسائل المرسلة من القوي الأمين وما حوت من مضامين رائعة وإضاءات أروع فوق طريق الزعامة والمواقف الخالدة.