أكاد أجزم أن حياتي الزوجية لم تتعرض لأي خطر إلا بعد دعوة البرلماني دفع الله حسب الرسول الزوجات بإعانة الأزواج على الزواج مثنًى و ثلاثاً و رباعاً، بحجة تقديم المدد البشري اللازم للقوات المسلحة، كي تدك حصون الأعداء، و كي تلجم أمريكا. الدعوة وجيهة جداً في بعديها الفنتازي و الدرامي، و أنا من أول المستجيبين لها، لأن زوجتي وطنية جداً، و أنا لا أقل عنها، و يمكنني إقناعها باختيار زوجة لي بنشيد الثنائي ميرغني المأمون و أحمد حسن جمعة (رجال الجيش يا سعاد نفخر بيهم). أنا واثق من أنها ستزغرد، و تكبر، و تجري دمعتها، و تختار لي زوجة أحيطها (بشرف الجندية)، كي أرزق منها (كتائباً) من جنود أشاوس، لكن المعضلة، هي كيف أجد الإلهاب الكافي، و السند العاطفي، و الوجد الذي يؤدي للإثارة ذات الرؤوس النووية الشهوانية، و تلك النار التي حين تشعلني أستطيع أن (أرمي قدام) على خلفية أن (ورا مأمن) ؟! كيف لميكانيكية حسب الرسول أن تنتج ناراً مشتهاة، و كيف يصير القدم جنيناً في الجمجمة؟! أنا من مناصري نظرية حسب الرسول الجنسية الدافع، الوطنية المحتوى، العسكرية المقصد. سوف أبلي البلاء المستحق مع الزوجة الثانية, و لن أفارقها برهة حتى أطمئن إلى دخولها الشهر التاسع، أتأمل تكور بطنها، و أكنيها ساعنئذٍ ب (أم كرشولا)، ثم أتزوج الثالثة، و أستقبلها بكل حفاوة الفحولة و الإفحال، حتى يبح صوت آخر خرز في ظهري، سيكون عنواني الدائم السرير, و صفتي (متفرغ زوجي لدعم القوات المسلحة)، و سأجد منظمة خيرية تدعمني، لأن مبارحتي السرير و قيامي بأي عمل آخر، هو خيانة للمهمة النبيلة؛ لأن طبيعة المهمة لا تقبل شريكاً غير الزوجة و الزوج و السرير و المرتبة و المخدة إذا لزم الإسناد. ماذا يا شيخ دفع الله، لو أنجبت زوجاتي بعد كل مجاهداتي بناتاً؟ هل خابت مدفعيتي؟! وأين ( سأقع بهن) و هن لسن ضمن المشروع العسكري؟ هل سأبقيهن مدنيات أم أزوجهن (لقوات صديقة)؟! لأني أقف بجانب هذه الدعوة سأكون متفائلاً بأن مجاهداتي ستطرح ذكوراً، ولن يكون باستطاعة هؤلاء الذكور الالتحاق بالجيش إلا بعد 18 عاماً، لأنهم إذا انضموا للجيش قبل هذه السن؛ فهذا يعني أن الجيش يجند الأطفال، و هذا ما يمنعه القانون الدولي، كيف سأغذي هؤلاء الجنود الذين يحتاجون (التعيينات) و ليس وجبات (حناكيش)، أطرح هذا السؤال و ليس في الدين حرج يا شيخ دفع الله، فأنا بحكم مهمة التفرغ المقدسة لن أبارح السرير و لن أسمح لأي من زوجتَي الأثنين (أم كرشولا) أو الأخرى مبارحة البيت، ستكون إحداهن في الملعب المعد بعناية لإنجاز المهمة الوطنية, و الأخرى تتلقى الدعم من المنظمات الخيرية، في شكل لبن و تمر و طحنية و فايتمينات، و أنا بين الاثنين إنا! إذا كان ما أوضحته حول سن التجنيد قد أقنع شيخ دفع الله؛ فسؤالي: هل يظل جيشنا الوطني الباسل ينتظر ل 18 عاماً مدداً يأتيه من هذه الدعوة المليودرامية ؟! لقد استعاد الجيش بقدراته الحالية منطقة من أوعر المناطق في شهر واحد، أليس في هذا ما يبعث الطمأنينة و يجنبنا يا شيخ دفع الله (خراب البيوت) باسم الدعوات الشهوانية المغطاة بالغلاف الوطني؟!