** ثلاث رسائل ومهاتفة، عتاب بعض أعزائي على حكاية الهمباتة التي ابتدرت بها زاوية الأمس.. وإن كان هؤلاء عاتبوا كتابة وشفاهة، فبالتأكيد هناك آخرون عاتبوا بأضعف الإيمان، وعليه أقر بخطأ سرد تلك الحكاية، ثم إني أعتذر (أنا آسف)، والحمد لله الذي أكرمنا بأكارم عقولهم ليست كما الآبار نرمي فيها ما نشاء، بل هي كما المرآة تعكس أخطائنا بغرض التصويب، فلهم الود والتقدير وبهم نفتخر..و.. وصلاً لقضية الساعة (سد الألفية)، واقع الحال يعكس بصدق أن مصر الشقيقة في أزمة.. وهي ليست أزمة سد الألفية، فالأزمة (أكبر من كدة)، وقد كشفتها قضية سد الألفية.. أزمة مصر الكبرى - والتي تفاجأ بها الشارع المصري يوم أمس - هي (أزمة نخب سياسية)..!! ** لقاء الرئيس مرسي بزعماء القوى السياسية المصرية، والذي ناقش قضية سد الألفية وآثارها وكيفية التعامل معها، كان اللقاء (سرياً جداَ) .. نعم كان اللقاء سرياً للغاية ولم ينجح في رصده ومتابعته غير سكان الأرض، بمن فيهم أهل السودان وإثيوبيا.. ظل اللقاء السري محجوباً بالكامل عن سكان الكواكب المجاورة لكوكب الأرض، فالبث الفضائي المباشر لا يصل تلك الكواكب..مؤسف للغاية أن يتفاجأ رئيس بلد ورؤساء أحزاب بلد بأن نقاشهم السري منقول على الهواء مباشرة، وهذا لا يحدث إلا في برامج (الكاميرا الخفية)، ويبدوا أن عقول الإخوان التي تدير الشؤون المصرية متأثرة ببرنامج (حيلهم بينهم)، وبهذا التأثير وضعت الرئيس ورؤساء الأحزاب في مواقف حرجة تستدعي الاعتذار لإثيوبيا والسودان.. هذا إن كانت لديهم (ثقافة الاعتذار) ..!! ** ونقلاً عن فضائياتهم، نعيد بعض أحاديث (أركان النقاش)، أي اللقاء السري.. مجدي حسين، رئيس حزب العمل: (يا جماعة نقسم على المصحف ألا نسرب كلمة من هذا اللقاء للإعلام)، فنبهوه بأن اللقاء منقول على الهواء، فكابر قائلاً: (نحن لا نتحدث عن خطط سرية، ومعركتنا يجب أن تكون مع إسرائيل وأمريكا)، ممتاز، إسرائيل تقع جغرافياً في زحل، وأمريكا في عطارد، وبالتأكيد لم - ولن - ترصدا خطة صلاح الدين الأيوبي الملقب بمجدي حسين.. ومجدي حسين ذاته يقترح، في اللقاء السري، إرسال عادل إمام وأبوتريكة للتأثير على إثيوبيا بحيث تصرف النظر عن سد الألفية، والمقترح رائع ولكن فات على مجدي حسين ضم حمادة هلال للوفد، فالشعب الإثيوبي يحب الطرب أيضاً، وعليه فليكن الدفاع عن مياه مصر بالتمثيل والكرة والطرب..!! ** وهذا أيمن نور رئيس حزب غد الثورة وصورة طبق الأصل من (غازي سليمان بتاعنا)، إذ يقترح في اللقاء السري بالنص: (ننشر شائعات بامتلاك مصر لطائرات متطورة لبث الرعب في نفوس الإثيوبيين)، مقترح أكثر من رائع، وخاصة أن إثيوبيا سوف تصدق شائعات نور وتلغي السد، لأنها لم تسمع هذا المقترح ولم تشاهد وجه نور، إذ إثيوبيا - كما تعلمون - تقع في كوكب الزهرة الذي لا يصله البث الفضائي.. أيمن نور لم يكتف بهذا المقترح، بل مال جنوباً ووصف موقف السودان من قضية سد الألفية بال (مقرف).. لن نغضب، فالمقام مقام عطف - وشفقة - ورثاء نخب تولت أمر مصر وشعبها، فليكن موقف بلادنا (مقرفاً)، فالمواقف والأشياء المقرفة يمكن تنظيفها وتحسينها - بمواقف مضادة أو بالمناديل- ثم تستخدامها، ولكن العقول التي تحمل طرائق تفكير أيمن نور - ومقترحاته تلك - مكانها الطبيعي مزبلة التاريخ وبراميل النفايات، وليس ميادين العمل العام.. ولك الله يا شعب مصر، إن كانت نخبكم السياسية بقامة (أيمن نور)..و.. آخرون أيضاً تحدثوا، وكل الحدث يعكس أن النخب السياسية هي الأزمة الجوهرية بمصر اليوم، وليس سد الألفية.. وشكراً لحلقة الكاميرا الخفية الرئاسية التي عكست (تلك الأزمة)..!!