إن كان هناك مثلاً يقول (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) فإن إدارتي الهلال والمريخ تثبتان أن المثل لا يمثل قاعدة ثابتة، وأن المؤمن يمكن أن يلدغ عشرات بل مئات المرات من جحر واحد، والدليل أنه في كل موسم للتسجيلات يتأكد لنا أن إدارتي الناديين لا تستفيدان من أخطائهما، فيتكرر السينارو، وهو دليل بلا شك على أنهما ما زالا بعيدين عن تعلم ثقافة الاحتراف في العمل الإداري وأن كل ما يقال هو شعار فقط تكشفه الحقائق التي أمامنا. تحدثت أمس في هذه المساحة بل كررناها في أكثر من موسم منتقدين الطريقة التي تبرم بها صفقات اللاعبين الأجانب الذين يتم تسجيلهم دون معرفة سابقة ومتابعة كما هو حال كل الأندية، ويقع النادي ضحية للسمسارة وينكشف حال اللاعب بعد دخوله الملعب، ولست في حاجة لأضرب المثل بالصفقات الخاسرة التي أنهكت خزينة الناديين مقابل الاستغناء عنهم، ولم يمر موسم واحد دون أن تحدث حالة، وبدلا عن الاسفادة من الأخطاء في اختيار اللاعبين وصل الحال إلى وقوع أخطاء في طريقة التعاقد . قبل موسمين أعلن المريخ عن إكمال اتفاقه مع نجم فريق مازمبي ممبيزا بعد أن أوحى اللاعب ووكيله أنه حر وأن مدة عقده مع ناديه انتهت وسيكون أول الموقعين في كشف المريخ وامتلأت الصحف بصور اللاعب وتصريحاته وعاشت جماهير المريخ على حلم أن فريقها كسب لاعباً متميزاً سيشكل إضافة حقيقية للفريق، ولكن كانت المفاجأة أن اللاعب ما زل مرتبطاً مع فريقه، وكان يمكن أن تشكل هذه الخطوة خطورة على المريخ وتضعه في مواجهة الاتحاد الدولي إذا أكمل الإجراءت . تكرر الموقف هذا الموسم مع الظهير الأيسر الغاني غاندي الذي أتى به المدرب الكوكي، والغريب عن طريق نفس الوكيل الذي أتى بممبينزا وأكمل المريخ كل إجراءت تسجيله باعتبار أنه لاعب حر فكانت المفاجأة أن اللاعب ما زال في قبضة ناديه فاضطرت إدارة المريخ للدخول في حوار مع النادي الغاني انتهى بدفع ثلاثين ألف دولار كما أعلن، وقد يكون المبلغ أكبر من هذا الرقم. ولم يكن حال الهلال أفضل من المريخ بل أسوأ كما كشفت إجراءت تسيجل صانع ألعاب فريق الملعب المالي سيدي بيه والذي أتى به الهلال في فترة التسجيلات الرئيسية وأيضا على أساس أنه مطلق السراح، ولكن حدث خطأ في إدخال البيانات في نظام التسجيلات الدولي وفشلت محاولات العلاج بسبب إغلاق الفترة المحددة، وتمسك الهلال باللاعب لتتم المعالجة في الفترة التكميلة، واصل سيدي بيه نشاطه مع الهلال خارج الإطار الرسمي وعومل معاملة اللاعب الأساسي في الحقوق . ستة أشهر كانت كافية لإدارة الهلال أن تتأكد مرة أخرى بأن اللاعب بالفعل حر في وجود سبل الاتصال المباشر التي لا تحتاج إلى جهد وعبر الإميل برسالة للاتحاد المالي، ولكن نام الجميع على العسل لتحدث المفاجأة غير السعيدة ويكتشف الهلال أن سيدي بيه ما زال لاعباً للملعب المالي كما أفادت رسالة اتحاد بلاده الذي أعلن أن هناك ملف من النادي بشكوى ضد اللاعب وهنا مربط الفرس. أمس قرأت تصريحاً للاعب في صحيفة قوون قال فيه إن إدارة ناديه قامت بتحرير عقد وسلمته للاتحاد دون علمه، وهذا أمر يجب الوقوف عنده فإن كان اللاعب يعلم ذلك لماذا لم يخطر إدارة الهلال؟؟ حتى تبدأ تحركات وتحسم الأمر مبكراً. الآن يجب على إدارة الهلال أن تواجه اللاعب ليقول الحقيقة، فإن لم يجدد عقده بالفعل مع ناديه فيمكن للاعب أن يلجأ للفيفا باعتبار أن ما حدث هو تزوير وإن اعترف فلا مجال إلا الدخول في مفاوضات مع ناديه والذي ربما يغالي مستغلا حاجة الهلال أو أن يتم صرف النظر عن اللاعب وتقديم شكوى للفيفا لاسترداد المال الذي تسلمه إن رفض إعادته . أمام الهلال عدة طرق أحلاه مر، والسبب كما قلت ضعف ثقافة الاحتراف في إدارة أنديتنا .