من حق السيد أحمد هارون والي ولاية جنوب كردفان وحكومته، أن نرفع لهم القبعة، وهم يكسبون رهان استضافة بطولة أندية شرق ووسط أفريقيا بحاضرة الولاية مدينة كادقلي، في أكبر تحدٍّ لأعداء الوطن، الذين ظلوا يؤرقون جفون مواطني الولاية دون ذنب جنوه، وهم ينفذون أجندة أعداء الوطن، فانتصر عليهم هارون في ميدان الحرب، ولقنهم أمس درساً من قلب أشرف الميادين، ملعب كرة القدم، ماسحاً الصورة التي رسمها إعلام الإفك والضلال عن أحوال المدينة، مقدماً رسالة لكل العالم، وعلى الهواء مباشرة، عبر كل فضائيات السودان وبعض دول شرق ووسط أفريقيا، التي تأكد لها أن كادقلي آمنة من دخلها آمن وسالم وغانم. وجاء حفل الافتتاح رائعاً بالرغم من تشويهات المخرج، والزي الذي ارتدته إحدى الفرق الشعبية، وهو يحمل شعار فريق ميلان الإيطالي، وكان يفترض أن ترتدي زياً يمثل المنطقة. أثبت السيد أحمد هارون أنه رجل يجيد لغة العمل، ويقبل التحدي، وليس في قاموسه كلمة استسلام، فلو كان هناك شخص في مكانه، لما تجرأ لاتخاذ مثل هذا القرار، وقد نجح بامتياز في أن يحول ولايته إلى قبلة للعالم، ويعدل الصورة المقلوبة، وأثبت أنه يملك عقلية كبيرة نفتقدها في أغلب قيادتنا السياسية. وهو يهتم بالرياضة إيماناً منه بأنها أنجح وسيلة لإيصال الرسالة والدور العظيم الذي تلعبه في حياة الشعب والوطن، فاهتم بالبنية التحتية، ففاجأنا أمس بإستاد بمواصفات دولية، أفضل من كل ملاعبنا بما فيها الرد كسل مقدماً درساً لكل ولاة السودان، وعلى رأسهم والي الخرطوم. واهتم بالفرق، فخلق من هلال كادقلي فريقاً هز الأرض تحت أقدام الهلال والمريخ، ونجده مع اللاعبين في الميدان والمعسكر وحتى في التمارين. وإن أشدنا بالسيد أحمد هارون، فمن حق قيادة اتحاد سيكافا أن نقدم لها الشكر، وعلى رأسها السكرتير موسيني، وهي توافق على إقامة البطولة، بالرغم من علمنا بالضغوط التي تعرضوا لها من قيادات الحركات المسلحة الموجودة في فنادق وفلل نيروبي، ومن جنوب السودان الذي سحب فريقه وأثبت أنه اتحاد يؤمن ويتمسك بأحقيته في القرار الفني، ولا يسمح بالتدخلات الحكومية، فلهم منا الشكر أجزله. صحيح أن خسارة فريق الهلال مُرة، ولكن يبقى العزاء في الانتصار الحقيقي المتمثل في نجاح البطولة، وكلنا أمل في أن يتواصل النجاح في بقية المباريات، وأن نشهد مجموعة في كادقلي في المرحلة الثانية. هارون سجل أروع هدف، بل سجل أهدافاً في مرمى (الخونة). مبادرة فاشر السلطان والفيفا واليوم تتجه الأنظار صوب فاشر السلطان التي تستضيف مباريات المجموعة الثانية بعد أن أكملت استعدادها رسمياً وشعبياً لإنجاح الحدث، وتأكيد أنها مدينة مؤهلة لاستقبال أعظم الأحداث الرياضية بدعم مواطنيها وحكومتها الرشيدة. فاشر السلطان أعلنت عن مبادرة غير مسبوقة في تاريخ الرياضة، وأتمنى من الاتحاد السوداني واتحاد سيكافا أن يرسلها للاتحاد الدولي، وستنال جائزة في اللعب النظيف. وتتمثل المبادرة في توزيع أحياء المدينة على الفرق المشاركة، وكل حي يتكفل باستضافة الفريق ويرتدي شعاره ويشجعه في الملعب، كدليل على عظمة الرياضة. وهي بلا شك، مبادرة لا تأتي إلا من شعب عظيم في وطن عظيم. حروف خاصة شكرا لمجلس المريخ الذي وجه حارسه عصام الحضري بإيقاف التصريحات على خلفية ما جاء على لسانه عبر موقعه الإلكتروني في حق سكرتير المريخ السابق عصام الحاج مع ضرورة محاسبته. القرار بداية لفرض انضباط حقيقي.