في حفظ الله ورعايته وفي صمت وبعيداً عن اهتمام الدولة والجمهور والإعلام غادرت فجر أمس بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في طريقها للعاصمة البورندية بجنبورا، لخوض مباراة الذهاب أمام منتخب بورندي المؤهلة إلى نهائيات بطولة الشان التي تستضيفها جنوب أفريقيا مطلع العام 2014م، والمحدد لها عصر غدٍ الأحد وهي مباراة لا تقبل أي تهاون، ولا بد من الخروج بنتيجة إيجابية تسهل المهمة في لقاء الإياب الذي يقام بإستاد المريخ بعد أسبوعين ليتأهل مباشرة في حالة التفوق، وهو ما نتمناه حتى نعوض خيبة الخروج من كأس العالم. قدر منتخبنا أنه يخوض المباراة دون أن يجري تجربة بعد أن ألغيت مباراة ليبيا بسبب النواحي الأمنية، وإن كان العزاء في فترة المعسكر التي قضاها في طرابلس، وتجربتي إثيوبيا وتنزانيا قبلها، واللتين أوضحتا الكثير من معالم التشكيلة بالنسبة للجهاز الفني، إضافة لعودة مهند الطاهر ورمضان عجب والتي تمثل دافعاً وإضافة فنية كبيرة للمنتخب. الكرة البورندية تسير بخطى حثيثة نحو التطور بفضل الاهتمام الذي تجده من الدولة ويكفي المستوى الذي ظهر به فريق فيتالو في بطولة سيكافا الأخيرة بالفاشر، وتوج بلقبها متفوقا على كل منافسيه وهو يضم عدداً من لاعبي المنتخب، وبالتالي لا بد من الحذر وحسنا فعل الجهاز الفني بقيادة مازدا بمتابعة ودارسة مباريات الفريق وحاضر عليها اللاعبين، وهي بلا شك مكسب من مكاسب سيكافا. أخاف حسب التجربة على المنتخب من المعاملة السيئة من البورنديين فقد عشت لحظات صعبة لم أشهدها طوال مرافقاتي للبعثات الرياضية في أفريقيا وكان ذلك مع المريخ في عام 1992م حيث سافر المريخ إلى بوجمبورا لأداء مباراة الإياب أمام فيتالو في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الكؤوس الأفريقية وبعد أن انتهى لقاء الذهاب بإستاد المريخ بهدف زيكو في مباراة أضاع فيها المريخ عشرات الفرص. وصلنا إلى مطار بجمبورا ببعثة ترأسها من المريخ السيد محمد إلياس محجوب نائب رئيس النادي بجانب السيد النور محمد عبد الله أمين المال، ومن جانب الاتحاد سعادة اللواء الطيب عبد الرحمن مختار والحكم فيصل سيحة حكما مرافقا حيث كانت البعثات تحرص على الاستعانة بحكم لأن القانون في ذلك الوقت ينص في حالة تخلف حكام المباراة على أن يديرها الحكم المرافق للفريق الضيف. بدأت المشاكل في المطار حيث افترشنا الأرض لأكثر من ثلاث ساعات ثم خرجنا وتوجهنا للفندق ووجدناه عبارة عن غرف على شكل فندق القرين فلدج ولكنه متسخ ومليء بالباعوض وتفوح منه روائح كريهة فأصدر اللواء الطيب أوامره برفض دخول الفندق وطلب من المدرب حسن المصري كسب الزمن ليبدأ الفريق تمريناً خفيفاً واتجه إلى مقر مراقب المباراة الراحل جروة الزمبابوي والذي حضر ووجه الاتحاد البورندي بتغيير الفندق أو إصدار قراره بتأهل المريخ فاستجابوا وحولوا البعثة لفندق المرديان. يوم المباراة بدأ السيناريو بمشاكل الدخول وقطع الإرسال من الأستاذ الراحل المقيم علي الحسن مالك الذي سدد أربعمائة دولار لكنه فوجئ بعدم تجهيز أي شيء ومن تسلم المبلغ (زاغ). مع بداية المباراة بدأ سيناريو الحكم حيث أحرز زيكو هدف التقدم فاحتسب الحكم ركلة جزاء من خياله ليعادل النتيجة ثم رد زيكو بهدف وكرر الحكم نفس السيناريو واحتسب ركلة جزاء ثم اعتدى أحد اللاعبين على الحارس حامد بريمة في كرة مشتركة ودخل في غيبوبة ونقل إلى المستشفى ودخل بديلا له لاميدو فأحرز فيتالو هدفين أحدهما بركلة وآخر بمسك لاميدو وبعد أن اتجه لاعبو المريخ دخلت الشرطة وبدأت تضرب اللاعبين والجهاز الفني فتعرض المدرب بشري وهبة لإصابات كبيرة وانتهت المباراة ولم يسلم أحد من الضرب وتعرض السيد النور محمد عبد الله للسرقة خمسة آلاف دولار. ورغم أن مراقب المباراة دوّن كل شيء في تقريره وأقر بظلم المريخ ولكن أخذ على المريخ أنه أكمل المباراة. عموما أتمنى أن لا يحدث للمنتخب ما حدث للمريخ ولكن لا بد من الحذر.