مثل حملات (الدفتردار) الانتقامية، عادت حملات المرور هذه الايام بقوة إلى معظم شوارع العاصمة بعد توقفها عقب الاحتجاجات على زيادة أسعار المحروقات والازمة التي حدثت في قطاع المواصلات. وكانت الجهات المسؤولة قد وجهت بإيقاف هذه الحملات التي تستهدف المركبات الخاصة والعامة بالرغم من أن التركيز كان اكثر على أصحاب المركبات الصغيرة (الهايس والقريس) التي تعمل في خطوط المواصلات فهذه المركبات لا تمنحها الادارة العامة للمرور ترخيصا للعمل لكنها تفرض عليها غرامات يومية وان شئت قلت (اتاوات) لمزاولة العمل . ترى هل انتفت مسببات توقف هذه (الحملات) لتعود من جديد فاصحاب المركبات العاملة في وسائل المواصلات يقول عنها اصحابها انهم (شغالين بالخسارة)؟ فأسعار البنزين والجازولين التي تضاعفت أثرت على القطاع بصورة كبيرة وبالرغم من زيادة تعرفة المواصلات الا انها كما قالوا لم تعد ذات جدوى نسبة لتكلفة التشغيل العالية، في الجانب الآخر فقد تضاعفت كذلك أسعار قطع الغيار فكيف يعمل اصحاب هذه المركبات في ظروف اقل ما توصف بأنها (طاردة) في حين لا تلوح في الافق حلول لمشكلة المواصلات من قبل الحكومة التي خرجت أغلب (بصاتها) من الخدمة والبعض الآخر ينتظر . كان من الاجدى بالدولة أن تسيطر على هذا القطاع الحيوي المهم ولا تتركه للقطاع الخاص غير المستقر والضحية من هذه (الاتكالية) المواطن المسكين الذى يضيع معظم جهده ووقته من اجل الحصول على مقعد داخل الحافلة او البص اما في اوقات الذروة التي اصبحت على مدار الساعة فاصبح الحصول على (شماعة) داخل الحافلة (حلم) المواطنين . قطعا مهما تحدثنا عن المعاناة التي يعانيها الناس في وسائل المواصلات لن يصدقها المسؤولون او اي شخص يقتني سيارة خاصة لذلك ادعو والي ولاية الخرطوم لان يتجرد ليوم واحد من منصبه وحرسه وسياراته ولا بأس أن يتبع وسيلة تنكرية لاخفاء شخصيته وراء (نظارة شمسية او شال) ليأخذ نفسه في جولة (ماكوكية) في ارجاء عاصمته عبر وسائل مواصلاتها المتاحة ليعرف حجم المعاناة التي يعانيها مواطنو ولايته عل الجولة تحقق مقولة (المعاناة تولد الابداع) ولعله يخرج علينا بفكرة تحل هذه القضية التي أرهقت المواطنين والولاية على حد سواء فقد اكتفينا تخديرا بقرب تشغل خطوط (القطارات) و(المترو) و(الترماي) ووو. لنعد إلى شرطة المرور (الكامنة) في شوراع الخرطوم هذه الايام نحن لا نعترض على عمل شرطة المرور لتنظيم سير المركبات لكن الطريقة التي تتم بها ايقاف المركبات في عرض الشارع هي طريقة غير حضارية، فما ذنب المواطنين اذا كان صاحب العربة لم يقطع (الايصال) او (الترخيص) ليتم تعطيل الراكب عن عمله او دراسته بهذه الشكل؟ الا توجد طريقة أخرى تجعل صاحبة المركبة يأتى طائعا مختارا إلى مكاتب (المرور) ليدفع (مخالفته) و(يرخص) سيارته؟ . سادتى ادارة المرور اذا لم يكن لديكم (حل) حضاري يحفظ للمواطن وقته وللشارع العام مظهره الذي تشوهه وجود هذه الحملات فلا بأس من نقل تجارب بعض الدول الشقيقة، ودونكم دول الخليج التي قامت نهضتها على أكتاف سودانيين، فلا ترى شرطي مرور واحدا على الشارع ولا دورية ولا عربة ولا غيرها بل تتولى اجهزة الرقابة الحديثة المهمة والقانون يضبط الجميع من غير توقيف لشخص في عرض الشارع لتحرير مخالفة له كما يحدث هنا أما إن قال قائل اننا لا مقدرة لنا على شراء مثل هذه المعدات فأقول له إن (الاموال) التي جنتها وما تزال تجنيها الادارة العامة للمرور كفيلة باستيراد اجهزة رقابة حديثة لا تملكها أمارة (دبي) نفسها .