استمرار معاناة المواطنين من ندرة الخبز بالخرطوم الخرطوم: سماح عثمان رصدت (السوداني) خلال جولتها الميدانية بالمخابز بالخرطوم أمس وجود حشد كبير من المواطنين يتهافتون ويصرخون بكمية العيش التي يريدونها بعد معاناة كبيرة يتكبدونها من اجل الوصول للبائع ومن ثم تحقيق الهدف المنشود والفوز بالجائزة الكبرى والتي هي عبارة عن كيس العيش وفي تلك الأثناء صاحت إحدى النساء قائلة: ووب علينا العيش ده خليناه، تاني كسرة وعصيدة بس"، وعندما اقتربت من المخبز قال لي أحدهم: "قررتي أن تخوضي المعركة الطاحنة"، وقال لي: لا تخاطري ونصحني بعدم الاقتراب وعندما التفت بيميني وجدت رجلا يجلس بالقرب من المخبز ويتحدث الى كل من يدخل يدعى محمد علي فهو كان واقفاً نصف ساعة بالداخل دون جدوى وينصح الجميع بمقاطعة الخبز فلا يوجد أي فائدة من الازدحام والعودة لطوابير العيش، هذا إن وجد من الأساس، أما إبراهيم عبد الفتاح فيقول إن الأفران بالكلاكلة القبة أصبحت خالية من الخبز، أما في حال توفره فيجب أن تقف في صف طويل لا يوجد له بداية من نهاية فحتى التحية الصباحية تغيرت بدلاً من صباح الخير الى اها لقيتو عيش ومن الملفت للانتباه سقوط العديد من النساء والرجال مغشياً عليهم بسبب الازدحام والوقوف لفترات طويلة في صفوف وطوابير تؤدي للهلع، أما الخالة عشة كان لها رأي مختلف حيث أبدت استياءها من تلك الصفوف متعجبة: يا بتي البيقدر على الوقفة والزحمة دي منو خلاص تعبنا وفترنا تاني نمسكا من قاصرا ونرجع للعصيدة والكسرة مالهم أحسن من العيشة المابتشبع ليها شافع"، أما بالنسبة لأصحاب الأفران فكان من المستحيل أن ترى وجوههم في تلك الحالة المزرية ناهيك عن التحدث اليهم حتى بعض المخابز تجدها تعمل في ساعات قليلة جداً ومغلقة باقي الأوقات وكانت العبارة الشائعة التي تكررت على سامعي من جميع من يخرجون من المخبز دون كيس عيش هي (بلا عيش بلا وجع قلب) حتى في المواصلات أصبح الحديث الدائر بين الناس هو موضوع انعدام الخبز والتنبوء بمجاعة في الأيام المقبلة وعدم اهتمام السلطات بمعاناة المواطن الذي يواجه العديد من الصفوف والطوابير من أجل قطعة خبز والعودة الى الطوابير من جديد طوابير لا ترحم كبيراً او صغيراً ولا تفرق بين رجل او امرأة فالجميع يخوضون نفس المعاناة مجهولة المصير.