الخرطوم: تفاؤل العامري في كل مواقف المواصلات، نجدهم كلٌّ يغني على ليلاه، ليس لهم همٌّ سوى إيصال كل منا إلى وجهته، دون كلل أو ملل. الكمسنجي شخصية شعبية بسيطة، استطاعت أن تجذب الناس بأدوارها المهمة، التي تلعبها في دراما (البحث عن المواصلات). يطلق الكمسنجية لحناجرهم العنان لتغرد بألحان مختلفة ومنظومة، حيث تقودنا صيحاتهم التي أصبحت مألوفة لآذاننا إلى وجهتنا، ويمارس الكمسنجي تلك المهنة في كل الظروف، من برد قارص إلى هجير لافح، يقف على رجل واحدة طوال اليوم، وكأن التعب لا يعرف طريقاً إليه. مع العميد (السوداني) تجولت في عدد من مواقف المواصلات، من الخرطوم إلى أم درمان؛ وفي كل موقف كنت أندهش من تلك النغمات الصادرة من حناجر لا تفتر ولا تظمأ.. قادتني قدماي إلى محطة الشقلة بأم درمان، وجلست في هدوء بجوار عم سليمان (رجل في العقد الخامس من العمر) رسم الزمن على ملامح وجهه خطوطاً واضحة، ألقيت عليه التحية مرة ومرتين، ثم رد ببرود حسبت أنه لا يرغب في الحديث معي، صمت قليلاً لأدرك حقيقة ما يدور، ولم يطل انتظاري، إذ لمحت صبياً يجري مهرولاً ناحية عم سليمان، مقدماً اعتذاره من بعد خطوات، ثم مد يده بلفافة لم يتوانَ الخمسيني في أن يفتحها أمامي لتعبث أنامله ب(كيس تبغ)، وبحركة بهلوانية استقرت (السفة) داخل فمه، ليعتدل بعدها ناحيتي، وكانت عيناه تسألني عن سبب جلوسي.. لم أدع له فرصة للسؤال، ورميت على طاولته كل ما يدور برأسي وكانت تلك بدايتنا: عمو سليمان على حد علمي أنك كمسنجي قديم، وتنقلت بعدد من المحطات. وقبل أن أكمل حديثي صرخ قائلاً: والله يا بتي كرهنا الشغلة دي، لأنها بقت لامة كل زول، وهي في الأصل بدوها للسواقين القدامى أو سواق حصل ليهو حادث، وأنا نظري بقى ما مساعدني، لكن كل ما أغير محطة ألقى الأولاد الصغار زاحمونا. لم أحاول مقاطعته وتركته يسترسل في الحديث فواصل: مهنة رغم شقاوتها عرفتنا بالآف البشر، غير كدا علمتنا الصبر وخلتنا نعامل كل زول حسب طبعو، أما بالنسبة للعائد المادي، فالحمد لله بنكسب منها الشي البستر حالنا. وقبل أن أسترسل معه في الحديث، هبّ منادياً: (عربي عربي سراج المهندسين حبيبي مفلس النفق)، وذهبت أنا إلى وجهتي، لكن صوته لم يفارقني. صراع أجيال..! بوسط موقف كركر، لفت انتباهي أن معظم العاملين صبية في العقد الثاني من العمر. وقفت أمام الشاب أباذر يحيى الذي كان يعمل بنشاط، وبعد أن فرغ من عمله تبادلت معه أطراف الحديث حول طبيعة عمله، ضحك طويلا ثم قال: (شوفي يا أخت والله أصعب حاجة إنك تشتغل طرّاح، لأنك بتتعامل مع آلاف البشر بطباع مختلفة؛ وأول حاجة أحب أقولا ليك أنا ما جاهل بس ظروف الحياة، أنا درست وأخدت الشهادة السودانية بنسبة كويسة بس ما قدرت أقرا الجامعة، لأن المصاريف كتيرة، بس إن شاء الله ح أواصل). ويضيف أباذر ويقول: "رغم إننا بنكسب كويس، بس في مضايقات من الناس الكبار أصحاب المهنة، وبعتبرونا دخلاء عليهم، عشان كدا بقينا نسرق الشارع ونشحن من برا الموقف". قاطعته قائلة: "سمعتك تنادي على الركاب بكلمات كأنك جلست ونظمتها، ثم باشرت عملك"، عاد للضحك مجدداً قائلاً: "والله يا أخت ما حصل رتبت كلامي، هو براهو بجي كدا، وفي تلك الأثناء جاءت حافلة هايس توجه نحوها أباذر منادياً: (يلا يا ماشين هنا السوق أم درمان السلاح الطبي شارع الموردة عوضية سمك)؛ هنا لملمت أطرافي لأغادر، لأنني تأكدت من أن أباذر لن يلتفت ناحيتي مرة أخرى، ففضلت أن أبحث عن راوية أخرى مع كمسنجي آخر. العائد المادي..!! غادرت إلى خارج الموقف، وتوقفت على مقربة من عثمان (شاب في العقد الثالث من عمره)، وهو ينادي على كل مركبة: (الشقلة ليبيا العاشرة و و و و) ويوجه المواطنين إلى وجهتهم، وحينما فرغ من عمله، ألقيت عليه التحية وبادلني بأفضل منها، من ثم بدأ بيننا حوار قصير أحسست من خلاله أن عثمان يتمتع بلغة عالية، إذ جاءت عباراته مرتبة، بدأ قائلاً: "عملت في هذه المهنة لظروف أسرية خارجة عن الإرادة، فأنا درست بكلية الإعلام وقطعت الدراسة في المستوى الثاني، نسبة لوفاة والدي"، وعن الدخل المادي قال: (أنا باخد من صاحب المركبة حق راكب، ودا حسب تعريفتها، يعني لو 2 جنيه بشيل 2 ولو 3 بشيل 3 وهكذا)، وختم حديثه بقوله: (بنركز على الشغل برا الموقف، لأنو جوه المحلية عندها ناسها، خلافا عن أعمامك الكبار أصحاب المهنة الحقيقيين). مادونا أعلى النجوم أجراً في 2013 وفقاً لمجلة "فوربس"، صُنفت النجمة مادونا على أنها أعلى النجوم أجراً خلال العام 2013، وذلك بعدما تصدرت قائمة "فوربس" لأكثر النجوم تحقيقاً للدخل والتي ضمت اسم 25 فناناً وفنانة. وحققت مادونا استناداً لإحصائيات "فوربس" مبلغ قدره 125 مليون دولار خلال الفترة ما بين يونيو 2012 ومايو 2013، مع العلم أن القائمين على مجلة "فوربس" قد أرجعوا تحقيق مادونا لهذا القدر الكبير من المال إلى مبيعات تذاكر حفلاتها، والمال الذي تحصل عليه من نشر أعمالها الموسيقية، فضلاً عن المال الذي توفره لها مشاريعها التجارية، والمنتجات التي تحمل اسمها. يذكر أن قائمة تضم أكثر 25 فناناً تحقيقاً للمال خلال العام 2013، تضم كلاًّ من ليدي غاغا التي جاءت في المركز الثاني بتحقيقها 80 مليون دولار على مدار العام، وبون جوفي في المركز الثالث بحصيلة أموال وصلت إلى 79 مليون دولار، فضلاً عن توبي كيث الذي جاء في المرتبة الرابعة بمجموع عائدات 65 مليون دولار، وفريق "كولد بلاي" الذي جاء في المرتبة الخامسة وحقق على مدار العام مبلغ 64 مليون دولار.