بعد أن عيّن محافظاً لبنك السودان عبد الرحمن حسن.. هل سينجح في ترويض الدولار؟! تقرير: هالة حمزة تواصل تسونامي التغيير في ضرب مؤسسات جديدة، ليصل هذه المرة لبنك السودان، فأصدر رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير أمس، قراراً جمهورياً قضى بتعيين عبد الرحمن حسن عبد الرحمن هاشم، محافظاً جديداً لبنك السودان المركزي . خلفاً لد. محمد خير الزبير. بعد أن طالت رياح التغيير القصر الجمهوري ومجلس الوزراء، بات من العبث البحث عن دوافع تغيير محافظ بنك السودان، فقد بات التغيير سنة مؤكدة لا تُبقي ولا تذر، وتتنزل تدريجياً حتى تصل لأدنى المستويات بالهيئات والمؤسسات الحكومية. وكان المحافظ الجديد يشغل مديراً عاماً لبنك أمدرمان الوطني، منذ العام 2006 وحتى تاريخ تعيينه محافظاً لبنك السودان. وبالنظر للسيرة هاشم القادم نجد أنه من مواليد بربر في الأول من أغسطس 1957، نال بكلاريوس الاقتصاد والدراسات الاجتماعية- جامعة من الخرطوم 1980. وعمل في بنك فيصل الإسلامي من 1980 إلى 1995، وبنك أمدرمان الوطني من 1995 إلى 2003 (مدير الفرع الرئيسي – مدير إدارة الاستثمار – مدير إدارة العلاقات الخارجية والنقد الأجنبي)، ومصرف الادخار والتنمية الاجتماعية من 2003 إلى 2006، وعمل مديراً عاماً لبنك أمدرمان الوطني من أكتوبر 2006 وحتى صدور قرار تعيينه محافظاً للبنك المركزي. وأكدت متابعات (السوداني) أن المحافظ الجديد عقد اجتماعاً بالبنك المركزي أمس، وآخر ببنك أم درمان الوطني، وقال لهم فيه إن رئيس الجمهورية وجهه بقيادة البنك المركزي، وأن يتسلم مهامه مباشرة اعتباراً من اليوم الاثنين. رئيس اتحاد المصارف السوداني، المدير العام لمصرف التنمية الصناعية، مساعد محمد أحمد، قال ل(السوداني) عن الرجل، إنه مصرفي متمكن، وإن اتحاد المصارف سيكون خير عون له في العمل المصرفي، مشيراً إلى التحديات الاقتصادية التي تجابهه فيما يلي تحقيق الاستقرار الاقتصادي. وقال الأمين العام لاتحاد المصارف د.مجذوب جلي ل(السوداني): "إن قرار تعيين المحافظ الجديد يتسق مع اتجاه الحكومة لتولي الشباب لقيادة المرحلة المقبلة بكفاءة عالية، وقدرات وخبرات تعينهم في أداء مهامهم الصعبة"، وقال: "إن عبد الرحمن محمد حسن رجل كفؤ في العمل المصرفي، وهو خريج جامعة الخرطوم بامتياز، وعمل ببنك فيصل، كما عمل مديراً عاماً لبنك الادخار وبنك أم درمان الوطني، وهو خبير في النقد الأجنبي، مما يؤهله لقيادة البنك المركزي في المرحلة القادمة، خاصة أن النقد الأجنبي هو أس المشكلة الراهنة". وأشار د. جلي إلى أن أهم التحديات التي تجابهه تكمن في التحكم في سعر الصرف، والذي يمثل أكبر التحديات الاقتصادية، خاصة في ظل تعدد أسعاره وتسبب المشكلة في خروج الاستثمارات الأجنبية من البلاد، متوقعاً أن يكون تعيينه فاتحة خير ومرحلة جديدة تتطلب اتخاذ قرارات قوية وحاسمة للكثير من الإشكالات. مسؤوليات ومهام ووفقاً لقانون بنك السودان المركزي (تعديل) لسنة 2012، فإن رئيس الجمهورية يعين المحافظ ويشترط فيه أن يكون من ذوي المؤهلات والكفاءة والخبرة، ووفقاً لذات القانون فإن مدة المحافظ خمس سنوات، كما تكون مدة أيٍّ من نائبيه ثلاث سنوات، ويجوز إعادة تعيينهم. ويترأس المحافظ مجلس إدارة بنك السودان، ليقوم بتنظيم سياسة البنك بما يحقق أغراضه، وإدارة شؤونه العامة وأعماله على أسس سليمة، بجانب إقرار السياسات النقدية وتحديد سياسات سعر الصرف للعملة الوطنية بتوصية من المحافظ، وتحديد الاحتياطي الذي يحتفظ به البنك. يواجه المحافظ الجديد لبنك السودان تحديات كبيرة، أبرزها تحقيق الاستقرار الاقتصادي واستقرار سعر صرف الجنيه السوداني، في ظل اقتصاد متعثر، ليبقى السؤال: هل سينجح المحافظ الجديد في ترويض الدولار وبقية العملات الصعبة لصالح الجنيه السوداني؟ وحدها الأيام ستمضي وتجيب على هذا السؤال.