عد أن كان النجم الأول لليلة رأس السنة رحيل محمود عبد العزيز.. لا زال الحزن مستمرا كتبت: محاسن أحمد عبدالله بدأ العد التنازلي للاحتفال بليلة رأس السنة والفنانون في حالة بروفات دائمة ومكثفة لتقديم الجديد والمميز الذي يليق بالمناسبة بعد أن ابرم متعهدو الحفلات عقوداتهم مع الفنانين الذين سيقومون بإحياء الليلة ، في الوقت الذي ينتظر فيه الجمهور نجومهم بفارغ الصبر ومعرفة قيمة التذكرة التي قد تكون مشكلة للكثيرين اذا كانت اعلى قيمة نسبة للظروف المالية والغلاء المعيشي الذي تعيشه البلاد حاليا. ود الأمين في القمة تصدرت بوسترات الفنان محمد الامين شوارع العاصمة الخرطوم وكذلك الفنان الهادي الجبل ومجموعة عقد الجلاد ومحمد النصري في الوقت الذي يحيي فيه عدد آخر من الفنانين حفلات في صالات مغلقة وآخرون اثروا الغناء خارج ارض الوطن للجاليات السودانية فيما لم تتضح معالم الرؤية بعد للكثير من الفنانين. الحوت الغائب الحاضر غابت عن المشهد بوسترات الفنان الراحل محمود عبد العزيز التي كانت تزين شوارع العاصمة وتزرع الفرحة في قلوب معجبيه الذين يتابرون للاتقاء به مباشرة بأمر الرحيل المر الذي غيبه وفي ذات التوقيت من العام الذي نحن على مشارفه الآن, كانت بوستراته منتشرة كالعادة في كافة بقاع السودان لشعبيته وجماهيريته الطاغية التي تسيدت المشهد الفني لسنوات طويلة حتي باغته المرض فأصبح طريح الفراش الابيض بمستشفي رويال كير العالمية فترة طويلة ورغما عن ذلك كان متفائلا بأن ما يعانيه من مرض شدة وستزول ليمتع ويدهش جمهوره الذي كان يتأهب لملاقاته بمسرح نادي الضباط بالخرطوم ومعرض الخرطوم الدولي للعام 2013م,الا أن مشيئة الله سبحانه وتعالى كانت فوق كل شيء بعد أن تملكه المرض ولم يستطع ملاقاة جمهوره لانه كان وقتها ممدا على سرير المرض في وضع صحي حرج بالمستشفي التي لم يفارقها احبابه واصدقاؤه ومعجبوه واهله للاطمئنان عليه . ظل (الحواتة) اوفياء وتحديدا في ليلة رأس السنة والجميع يحتفلون حسب رغبتهم في الاستماع لفنانينهم , قاطع جمهور الفنان محمود عبد العزيز كل الاحتفالات وآثروا البقاء جوار حبيبهم ومعشوقهم (الحوت) وهم ممددون على بلاط المستشفى يلتحفون الارض مرارة وقلوبهم منفطرة للالم الذي اعترى جسد الاسطورة فأصبح لا حول له ولا قوة تحت رحمة المرض . مواصلة المشوار خاصمت الفرحة وجوه (الحواتة) العام الماضي وها هو العام الجديد سيطل علينا بعد ايام قلائل وهم` يفتقدون نجمهم في الليلة الظلماء, فهو كان نجم الشباك الاول بلا منازع استطاع أن يتغول في قلوب الجميع دون تكلف او صنعة ولا زال جمهوره حافظا للجميل وهم مواصلون المشروعات الانسانية التي بدأها الراحل من زيارة لدار العجرة والمسنين والاطفال مجهولي الابوين وحملات التبرع بالدم واهداء المصاحف للمساجد والخلاوي واشياء انسانية اخرى لا حصر لها. *لمسة وفاء وعرفان.. اكد عدد كبير من (الحواتة) مقاطعتهم لكل الحفلات في ليلة رأس السنة حزنا على رحيل الفنان محمود عبدالعزيز, وانهم سينخرطون بكل جدية وعزيمة متضامنين لاقامة حفل تأبين ضخم يليق بمكانة الراحل متعاهدين على مواصلة المسيرة والمشوار الانساني الذي كان يضعه الراحل نصب اعينه مهما كانت الظروف والتحديات والعراقيل التي يضعها البعض في طريقهم متعمدا لإعاقتهم من تقديم ولو جزء قليل من الجميل الذي اغدق به اهل الفن عبارة عن (لمسة وفاء) للراحل الذي ظل يحتفي بالمبدعين الاحياء منهم والاموات في امسيات شهدتها مسارح واندية العاصمة المختلفة بحضور مكثف لكل وسائل الاعلام التي وثقت للحدث وقتها وما زال بريقها باقيا لما قدمه من وفاء لعمالقة اسهموا في تاريخ الاغنية السودانية. بالرغم من احتفاء البعض بالعام الجديد يظل الحزن مسيطرا على (الحواتة) في كل انحاء السودان المختلفة , يأتي العام موشحا بالحزن والاسى ولا يبقى غير الدعاء للراحل بالرحمة والمغفرة بقدر ما قدم من عطاء فني وانساني.