توقف نفط الوحدة وأعالي النيل مهدد الجيش الشعبي يدخل بور... وقوات مشار تفتح جبهات جديدة تقرير: خالد أحمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته الأجراس التي تدق في كنائس جوبا احتفالاً بأعياد الكريسماس، إلا انه في بور وجونقلي وأخيراً ملكال تدق أصوات المدافع والرصاص، التي منعت اهل الجنوب من الاحتفال هذا العام وسط اشتداد المعارك بقوة ودخول ولاية اعالي النيل في دائرة الصراع بعد خروج العاصمة ملكال من سلطة جوبا وسلفاكير ميارديت. حلت الكارثة... توقف نفط ولاية الوحدة بالكامل والقلق الكبير الذي كان يتقافز في عقل حكومة الخرطوموجوبا في ذات الوقت أن يتوقف النفط من التدفق فتختنق العاصمتان وتنهار الميزانيات التي بنيت على عائدات النفط وبعد جدل وارسال تطمينات بأن البترول لن يتوقف أعلن وزير النفط بدولة الجنوب ستيفن داو توقف إنتاج النفط في ولاية الوحدة وهو حقل ينتج 45 ألف برميل يومياً بعد إجلاء شركات النفط لعمالها بالحقل وأصبح المتبقي 200 ألف برميل تنتج في مناطق أعالي النيل وهي مهددة أيضاً بالتوقف بعد امتداد الصرع إليها. ونتيجة لهذا الأمر ارتفعت أسعار النفط عالمياً حيث ارتفع الخام صوب 112 دولاراً بفعل الصراع في جنوب السودان والذي يهدد إمدادات النفط في وقت تعاني فيه السوق بالفعل من جراء تعطيلات الإنتاج الليبي وقال تقرير اقتصادي "إنه مع اقتراب العام من نهايته يتنامى خطر اندلاع حرب أهلية شاملة مما يهدد إنتاج البلاد البالغ نحو 250 ألف برميل يومياً". وإذا اشتد الصراع الجنوبي أكثر ليس على الخرطوم خيار سوى أن تتحضر لتوقف عائدات نفط الجنوب عليها وهذا قد يمثل تحدياً كبيراً للبلدين. قوات سلفا تدخل بور... ومشار ينقل المعركة لولاية أعالي النيل معارك كر وفر تدور على عدة ولايات جنوب السودان حيث تتقدم قوات الجيش الشعبي القادمة من جوبا في بعض المناطق ولكنها في المقابل تخسر مناطق في بعض الولايات. في وقت أعلن فيه سلفا كير ميارديت أمس أن قواته استعادت السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي من المتمردين وهي مدينة رئيسية كان المتمردون التابعون لريك مشار النائب السابق للرئيس قد استولوا عليها الأسبوع الماضي وقال كير للصحفيين بحسب رويترز بمكتبه في جوبا "استردت القوات الموالية للحكومة بور وتعكف الآن على تطهيرها من أي قوات باقية هناك. الكل يعرف أن معركة بور هي المعركة الأسهل في الحرب التي تدور الآن ولكن الأصعب يأتي في ولاية الوحدة التي يصعب أن تجتاحها قوات الجيش الشعبي لقوة تحصين المدينة وسيطرة الفرقة الرابعة عليها وهي مزودة بأسلحة متطورة ونوعية بجانب التخوف من التخريب الذي قد ينشأ في المنشآت النفطية ولذلك يتوقع أن يستمر ضغط جوبا من أجل فتح حوار سياسي بدل الدخول إلى المدينة عسكرياً. وفي تطور لافت على المستوى العسكري أيضاً استطاعت القوات التابعة لرياك مشار أن تفتح جبهة قتالية جديدة في ولاية أعالي النيل حيث خرجت الأخبار أمس أن اشتباكات وقعت في ولاية أعالي النيل استطاعت القوات التابعة لرياك مشار السيطرة على أربع مقاطعات من أصل 11 مقاطعة وأنها تتقدم في محاور مختلف وقال شهود عيان إن اشتباكات وقعت صباح أمس في قيادة الجيش الشعبي بمدينة ملكال عاصمة الولاية وسط أنباء عن فرار حاكم أعالي النيل، سايمون كون فوغ، إلى مقر بعثة الأممالمتحدة بمدينة ملكال عاصمة الولاية. خطوة ولاية أعالي النيل تنتج من أنها أكبر ولاية في الجنوب تنتج النفط حيث يقدر إنتاجها ب200 ألف برميل يومياً وأن أي استهداف لتلك المناطق سيجبر شركات النفط على التوقف عن العمل وهذا يمكن أن يشل حكومة جوبا ويجبرها على التفاوض السريع خاصة وأن المجتمع الدولي أصبح صبره ينفذ لما يحدث على مستوى دولة الجنوب. المجازر مستمرة... والعثور على مقبرة جماعية بولاية الوحدة وفي تطور على مستوى الشأن الإنساني قالت بعثة الأممالمتحدة بدولة الجنوب إنها عثرت أمس على مقبرتين جماعيتين تضم قرابة 75 جثة بولاية الوحدة ومقبرتين جماعيتين أخريين في جوبا. وطالبت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الجانبين بحماية المدنيين وحذرت من أن القادة العسكريين والزعماء السياسيين قد يمثلون للمحاكمة لارتكاب جرائم. وقالت بيلاي في بيان "حالات القتل الجماعية التي تتم خارج نطاق القضاء والتي تستهدف أشخاصاً على الأساس العرقي والاعتقالات الاستبدادية تم توثيقها في الأيام الأخيرة... اكتشفنا مقبرة جماعية في بنتيو بولاية الوحدة وهناك تقارير بوجود مقبرتين جماعيتين في جوبا". وقالت المتحدثة رافينا شامداساني إن جثث الأشخاص البالغ عددهم 75 جثة والتي عثر عليها في مقبرة جماعية في بانتيو التي زارها موظفو حقوق الإنسان بالأممالمتحدة يعتقد أنهم تابعون للجيش الشعبي لتحرير السودان. البشير... ملتزمون باتفاق التعاون مع جوبا وفي الخرطوم مستويات القلق تبلغ المدى تخوفاً من الإشكالات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي سيفرزها الصراع في استمراره في وقت إعلن الرئيس المشير عمر البشير أن الخرطوم مستعدة للقيام بأي دور إيجابي يسهم في إرساء السلام في جنوب السودان مع الجهود الدولية والإقليمية، مؤكداً استمرار الاتصالات مع قيادة دولة الجنوب حتى تنتهي الحرب ويعم السلام. ودعا البشير في حفل تخريج للدارسين في دورة القيادة والأركان المشتركة، أمس، الفرقاء في دولة جنوب السودان، إلى نبذ العنف وضرورة تحكيم صوت العقل. وقال إن اتصالات المسؤولين في السودان بنظرائهم في الجنوب ستستمر حتى يعم السلام والاستقرار كل أنحاء دولة الجنوب. كما جدَّد التزام السودان بتنفيذ كل ما ورد في اتفاقيات التعاون الموقعة مع دولة الجنوب، مؤكداً حرص السودان على تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان. وقال إن المستقبل سيشهد تطوراً في علاقات البلدين في كل المجالات. مشار يشكل وفداً للتفاوض... والبداية ما تزال بعيدة فيما تنهال الضغوط الدولية على سلفاكير ومشار للدخول في عملية تفاوضية تنهي عملية الاقتتال بدا مشار أكثر تسرعاً في العملية التفاوضية حيث أعلن عن تشكيل وفده التفاوضي مع جوبا وقال لإذاعة فرنسا الدولية "نحن مستعدون لإجراء محادثات. لقد شكلت وفداً. تشاورت هذا الصباح مع وزير الخارجية (الأمريكي) جون كيري ووزير خارجية إثيوبيا وأبلغتهما إنني مستعد للمحادثات"، وأضاف "آمل في أن تجرى المحادثات في الخارج في مكان حيادي، والأمثل هو أن تتم في أثيوبيا" موضحاً أنه لن يكون جزءًا من هذا الوفد وأضاف "لقد شكلت وفداً رفيع المستوى وفوضته صلاحياتي للتوصل إلى اتفاق". فيما يتوقع أن يحصل المبعوث الأمريكي لجنوب السودان دونالد بوث على موافقة على لقاء القيادات السياسية المعتقلة في جوبا وأبرزهم باقان أموم وأنه حصل على هذه الموافقة بعد اجتماعه مع سلفاكير. وقال دونالد بوث بعد اجتماع مع سلفاكير إن الاجتماع محاولة لاستكشاف السبل التي تسلكها الولاياتالمتحدة وآخرون في المجتمع الدولي يمكن أن تعمل مع جميع الأطراف في جنوب السودان في محاولة لإعادة البلاد من هاوية النزاع الذي وقعت فيه خلال الأسبوع الماضي، وأضاف "إن الرئيس قد منح لي الفرصة للذهاب والالتقاء بهم لأنني أريد أن نستكشف معهم أفكارهم أيضا لكيفية الحصول على الحوار السياسي السلمي الجارية في جنوب السودان".