وقعت معارك عنيفة بمقاطعة ملكال مساء أمس الأول بحسب تأكيدات قوات مشار أمس التي تكون بذلك قد سيطرت على ثلاث ولايات، وواصلت قوات مشار زحفها نحو أكوكا باتجاه فلج واقتربت من حقول النفط هناك، بينما هرب حاكم أعالي النيل وتوقفت في ذات الأثناء شبكات الاتصالات عن العمل في معظم ساعات النهار بالولاية، وشهدت مناطق عديدة اشتباكات عنيفة بين الجيش الشعبي وقوات مشار باتجاه السوباط في المقابل بإعلان جوبا على لسان وزير الإعلام مكوي أمس رفضها الحوار مع مشار بات التنبؤ بمصير دولة جنوب السودان صعبًا للغاية في ظل متغيرات عاصفة واشتداد للاشتباكات وتوسع نطاقها إلى ما يشبه عملية فرض حزام عسكري حول الرئيس سلفا كير شمال البلاد، من جانبها أعلنت القيادات العامة لقوات الانقلابيين عن إغلاق آبار النفط تمامًا بولاية الوحدة، وسلمت خطابات إلى كل الشركات العاملة في الإنتاج بالولاية توجههم بالمغادرة وإجلاء موظفيها في غضون «48» ساعة، وهناك في ولاية أعالي وعقب معارك وسقوط ملكال والناصر وفق ما ذكرته قوات مشار أمس ربما تتجه القوة المناوئة لسلفا كير في اتخاذ ذات الخطوة بإغلاق آبار النفط التي تمثل النسبة الأكبر من الإنتاج كوسيلة ضغط على النظام في جوبا وتأكيد سيطرة الانقلابيين على مقاليد سياسية وعسكرية واقتصادية بالدولة. رفض الحوار أعلنت دولة جنوب السودان رفضها الحوار مع نائب رئيس دولة الجنوب السابق د. رياك مشار وفق ما طرحه من شروط بإطلاق سراح المعتقلين ووصفت في الأثناء المعتقلين بالمجرمين وتمسكت بتقديمهم لمحاكمات بينما قال د. رياك إنه يطالب بإطلاق سراح المعتقلين ونقلهم إلى أديس أبابا وأضاف: «هم من سيقومون بإدارة الحوار مع سلفا كير» بينما علمت «الإنتباهة» أن مكان وجود مشار هو ولاية الوحدة وأنه لم يغادرها منذ «4» أيام. وقال شهود عيان للصحيفة إن مشار شوهد عشرات المرات يتجول في الولاية التي يسيطر عليها اللواء قوردن كونج شول أهم حلفائه. وكشف مشار لرويترز «من الأدغال» إنه أجرى محادثات أيضًا مع مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس ومع مبعوثة الأممالمتحدة هيلدا جونسون بشأن جهود إنهاء الصراع الذي تسبب أيضًا في تشريد الآلاف. وقال «رسالتي هي فليفرج سلفا كير عن زملائي المعتقلين وليتم إجلاؤهم إلى أديس أبابا ويمكننا عندئذ أن نبدأ الحوار مباشرة لأن هؤلاء الناس هم من سيجرون الحوار». إغلاق النفط أعلن وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو توقف ضخ النفط من ولاية الوحدة التي سيطر عليها المتمردون الذين يقودهم نائب الرئيس السابق د. ريك مشار. وقال وزير النفط بجنوب السودان إن إنتاج بلاده من النفط تراجع من «250» ألف برميل يوميًا إلى «200» ألف عقب إغلاق حقول النفط في ولاية الوحدة. جوبا: المعتقلون مجرمون من جانبه سارع وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي إلى رفض مطالب مشار. وقال مكوي لرويترز «لن نفرج بأي حال عن أي شخص متهم بالضلوع في انقلاب عسكري. وأضاف: «إنهم مجرمون يجب أن يقدموا للعدالة ومن ثم لا يمكن بأي حال أن نتفاوض مع مشار. نحن موافقون فقط على التفاوض معه دون شروط.» ورفض اقتراح مشار إجراء المحادثات في أديس أبابا وأصر على أنها ينبغي أن تُعقد في جوبا. سلفا كير يقترح «علمًا» جديدًا واعلن الرئيس سلفا كير استعادة الجيش الشعبي لمدينة بور امس واقترح علمًا جديدًا لبلاده إبان حديثه في برلمان جوبا أمس، وشبه مراقبون العلم الجديد بالشعار الذي اتخذه دوون لادو رئيس ما يعرف بالجبهة الديمقراطية عنوانًا سابقًا للجبهة، وأكد سلفا كير رفضه استمرار الحرب في بلاده، مشددًا على استعداده للحوار مع نائبه السابق رياك مشار. وجزم في في كلمة له أمام البرلمان، الذي انعقد لأول مرة منذ اندلاع الأزمة أمس، عن استعداده للحوار مع نائبه مشار ومجموعته دون شروط مسبقة، مشيرًا إلى قبوله بالوساطة التي تقدم بها وزراء خارجية دول «الإيقاد» الأسبوع الماضي. وقال كير: «أظن أننا يمكن أن نحل هذه المشكلات عن طريق الحوار، كما يمكننا إيقاف دماء شعبنا. إذا وافق الدكتور رياك مشار على التفاوض لكن دون شروط مسبقة»، وأدان بشدة الانتهاكات التي ارتكبت ضد المدنيين في مدينتي بور وأكوبو في جونقلي، وأضاف «أرجو من الدكتور مشار إدانة الانتهاكات التي تجري ضد مواطنينا وقوات حفظ السلام». واشنطن توقف الهجوم وشدد سلفا كير بحسب «الشرق الأوسط» على أن قوات الحكومة جاهزة لاجتياح بور، لكنه أوضح أنه أمر بوقف الهجوم على المدينة عقب طلب من السلطات الأميركية إرجاء الهجوم لحين إجلاء رعاياها منها، مشيرًا إلا أن الطلب حدث الأحد الماضي، وأن القوات الحكومية الموجودة بولاية الوحدة ستهاجم بانتيو قريبًا. وقال كير إنه «تلقى اتصالات من دول كثيرة منها كينيا وأوغندا في إطار جهود الوساطة»، وأضاف: «أخبرت رؤساء هذه الدول أن يجروا التشاور مع دول الإيقاد التي جاءني وزراء خارجيتها بمبادرة مماثلة حتى تتوحد المنابر»، مجددًا التزامه بالسلام بقوله: «لن أعود بدولة جنوب السودان إلى الحرب مرة أخرى». المعتقلون بخير قال المبعوث الأميركي الخاص السفير دونالد بوث انه التقى الموقوفين على ذمة المحاولة الانقلابية في جوبا أمس، وأوضح في تصريحات صحفية أنه التقى سلفا كير وتباحث معه حول الأوضاع الراهنة وإعادة الأوضاع لطبيعتها، وأضاف «بحثنا كذلك الدور الأمريكي في حل الصراع»، ولفت إلى أنه التقى بجميع المعتقلين ال«11» وقال: «قابلت المعتقلين وتتم معاملتهم بطريقة جيدة وهم بخير» «بينما علمت الصحيفة أن المبعوث التقى المعتقلين بمقر إقامة المفتش العام للشرطة بجوبا في حي العمارات. وذكر أن المعتقلين نقلوا له رغبتهم في قيادات مبادرات لحل الأزمة الناشبة والوفاق الوطني. هجوم «جم جم» قالت قوات قديت إنها صدت هجومًا أمس على منطقة «جم جم» التي تقع على بعد عشرات الكيلو مترات من بور، وكشفت عن بسط سيطرتها على المنطقة، وأكدت أن قواتها منتشرة حول محيط مدينة بور فيما ذكر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر خلال زيارة لبور في الآونة الأخيرة أن كثيرًا من المجمعات الإنسانية هناك تعرضت للنهب. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» «كان هناك كثير من أعمال النهب وإطلاق النار وكثير من القتلى.» وقال كونتريراس إن الوضع في جوبا ما زال متوترًا لكن الهدوء يسود المدينة غير أن هناك تقارير تشير إلى وقوع اشتباكات بين فصيلين من الجيش الشعبي لتحرير السودان على بعد نحو «25» كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة. نشر مارينز وصلت من جيبوتي إلى دولة جنوب السودان حوالى 150 عنصرًا من قوات المارينز الأمريكية وبدأت في الانتشار بمدينة جوبا أمس. فيما ازادات نسبة المواطنين اللاجئين بمقر اليونميس في جوبا، ووصل العدد الكلي إلى «41» ألف مواطن. وقال مواطنون من داخل المقر إن عدد المواطنين بدأ في الازدياد منذ أمس عقب أنباء عن استعداد قوات قديت لهجوم على جوبا. سقوط الناصر أحكمت قوات تابعة لمشار سيطرتها على مدينة الناصر وعدد من المدن بولاية أعالي أمس وأمس الأول. فيما دفع ما يُعرف بالجيش الأبيض بالآلاف من المقاتلين إلى مدينة بور لدعم قوات قديت هناك. وقال شهود عيان للصحيفة من داخل ولاية جونقلي إن الأمور تسير بصفة عادية وإن المواطنين يتحركون بطريقة عادية لافتين إلى وقوع أحداث نهب كثيرة. مقابر جماعية قالت الأممالمتحدة إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم قرابة «75» جثة في ولاية الوحدة بجنوب السودان ومقبرتين جماعيتين أخريين في جوبا بعد أعمال عنف عرقية. وطالبت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الجانبين بحماية المدنيين وحذرت من أن القادة العسكريين والزعماء السياسيين قد يمثلون للمحاكمة لارتكاب جرائم. وقالت بيلاي في بيان: «حالات القتل الجماعية التي تتم خارج نطاق القضاء والتي تستهدف أشخاصًا على أساس العرقية والاعتقالات الاستبدادية تم توثيقها في الأيام الأخيرة. اكتشفنا مقبرة جماعية في بانتيو بولاية الوحدة وهناك تقارير بوجود مقبرتين جماعيتين في جوبا»، وذكرت المتحدثة رافينا شامداساني أن جثث الأشخاص البالغ عددها «75» جثة والتي عثر عليها في مقبرة جماعية في بانتيو التي زارها موظفو حقوق الإنسان بالأممالمتحدة يُعتقد أنهم تابعون للجيش الشعبي. إجلاء منتويل إلى جوبا وصل حاكم الوحدة جوزيف منتويل إلى العاصمة جوبا أمس عبر مروحية عقب إجلاء قبل أيام من الولاية إلى منطقة خارجها على الحدود مع ولاية البحيرات، وكشف الحاكم عن خروجه بمرافقة أربعة من حراسه من الولاية عقب اجتياحها من قبل قوات اللواء قوردن. وفي أطراف رومبيك وقعت اشتباكات بين الجيش الشعبي وقوات مناوئة للنظام. وسط حالة عن الذعر بين المواطنين، وأعلنت السلطات حالة الاستنفار والتعبئة. نقلا عن صحيفة الانتباهة 25/12/2013م
