على مدى يومين اكتب في مقال واحد، قرابة الساعات العشرين أبدل بين الفقرات والجمل بدوافع التبسيط ودقة "التنشين" صوب "واجب الوقت" في المشكلة الاقتصادية السودانية... الواجب الذي يزاحم كل الواجبات والذي لو لم نقم به لما استطعنا تطبيق أي خطة من هذه الخطط الممتازة المتوفرة في ملفات البلاستيكية المغلفة والمتجمدة في أرفف المكاتب المهمة في الدولة ...! أنا أدرك أن في الدولة عقولا ممتازة وعزيمة قوية لتنفيذ بعض القرارات ولكن هنالك حالة من الشتات بين عدد من المشكلات والمفاضلة بين الحلول وفي تقديري أن كثيرا مما يحدث من "تهديف" قوي ولكنه غير مصوب للمرمى الصحيح أو جاء بعد صافرة النهاية ..! بعد هذا البحث المضني وأثناء القراءة والإطلاع وقفت على هذه الفقرة التي قررت بعدها ألا أكتب وألا أبحث حتى أتأكد أن جهدي سيكون له قيمة وأثر: (آلان جرينسبان ولد في 6 مارس 1926 في نيويورك. رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي السابق. وعد جرينسبان بحكم منصبه أهم شخصية مالية في العالم. ويرى البعض أن أهميته تفوق أهمية رئيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أيضا حيث يتولى إدارة السياسة النقدية للدولة التي تمتلك أكبر اقتصاد في العالم، ولد في مدينة نيويورك ودرس الاقتصاد في جامعتها وحصل على ماجستير ودكتوراه في الاقتصاد، تولى منصب رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي في الحادي عشر من أغسطس عام 1987 - 31 يناير 2006) رئيس البنك المركزي في أمريكا "ست الديموقراطية" بقى في منصبه قرابة العشرين سنة ... وترجل عن موقعه في الثمانين من عمره ضاربا بالمعاش الإختياري والإجباري عرض الحائط ... هل يا ترى بقي في المنصب بالمشاهرة أم بالتعاقد أم ب "التمكين"؟ هل يا ترى نفعه "الفقرا" الذين يجلس لهم الكبار في السودان ليبقوا في كرسي الوزارة "راجعوا إفادات الشيخ كمال رزق"! سبب مصادفتي لهذه المعلومة بحث في مشكلات الإقتصاد الرأسمالي والحلول وأشهر الأزمات وما قاله آلان جرينسبان في الأزمة المالية الأمريكية أنه لأول مرة في حياته يرى شرخا في عقيدته المالية ... وجاء هذا في سياق إستلاف الرأسمالية بعض الحلول من أنظمة إقتصادية أخرى..! وقبله كنت في بحث "غميس" للغاية عن الفرق بين اقتصاد السوق والاقتصاد الرأسمالي ..! المهم أن جرينسبان بقى في موقع لأن بلاده تبحث عن إستقرار السياسات ومن أجل ذلك احتفظت به حتى سن الخرف ومر على السيد جرينسبان الرؤساء دونلاد ريجان (دورتين) وجورج بوش الأب والابن (دورتين) وكلينتون (دورتين) ... وشهد إنهيار الإتحاد السوفيتي وأحداث سبمتبر والحرب على الإرهاب وحروب الخليج و... في هذه الفترة في السودان كم وزيرا للمالية وكم محافظا للبنك المركزي مر علينا؟ بل الأحرى كم عملة تداولناها ... جنيه قديم ودينار وجنيه جديد ... وكم مرة عّومنا سعر الصرف وكم مرة ثبتناه وكم مرة دعمنا السلع وكم مرة رفعنا الدعم ...! لو جاء آدم سميث وكارل ماركس وجون كينز ولو جاء جرينسبان ذاته ومعه "نسيم نيكولا" الذي تنبأ بالأزمة المالية العالمية في كتابه (البجعة السوداء) ... وهو لبناني يقيم في نيويورك ... لو جاء كل هؤلاء واتفقوا على نظرية مخصصة للسودان ومفصلة على مقاساته لن نستفيد منها ... لأننا قوم نعشق التجريب ولا نثبت على حال ... وبمقدور موظف محلية تحطيم قرارات مجلس الوزراء ..! ما فيش فايدة ... فلنكتب عن معارك الصحفيين والغيرة بين "النجوم" و "النجمات" وبلاغ حيدر خير الله في مواجهة فاطمة الصادق ... ربما نتواصل مع قرائنا أكثر ونزيد أرقام التوزيع ..!