طالعت في صحافة الأمس خبر الدعوة لوقفة احتجاجية صباح اليوم ثم الدعوة لاضراب مفتوح يعم كل مستشفيات السودان، جاء ذلك على ذمة الهيئة النقابية للعاملين بالحقل الصحي. جلست يوم أمس لمسؤول ولائي كبير لاستقصاء واستبيان ما يدور وصولا لأس الخلاف الداعي للاحتجاج ثم الاضراب، أفادني المسؤول الكبير بأن الولاية لم تسع في ضم المستشفيات لها فقد تم هذا الأمر بقرار رئاسي بضم مستشفيات أمدرمان- بحري- الخرطوم للولاية بالتزام اتحادي يمتد لخمس سنوات كفترة انتقالية يساهم فيها المركز في خطة دعم تصور الولاية لتحديث تلك المستشفيات، وأضاف لي أن مرتكز الولاية الراسخ هو نقل الخدمات الصحية للمدن الطرفية والابقاء على المستشفيات التعليمية في الخرطوموأم درمان وبحري كمستشفيات مرجعية تجرى فيه العمليات الدقيقة. واستطرد أن الولاية انشأت وحدة لجراحة المخ والاعصاب بمستشفى إبراهيم مالك وقسما للنساء والولادة بمستشفى خالد أبوالعلا بامتداد الدرجة الثالثة ومستشفى للولادة والأطفال بالكلاكلة (المستشفى التركي) ومركزا لغسيل الكلى بجبل أولياء فضلا عن انشاء اكثر من 150 مركزا صحيا للخدمات الأولية بأجهزة تشخيصية عالية الكفاء. وزادني أن كل هذا الجهد يرمي الى بعث الأحياء وانعاشها بما يتسق مع فلسفة الولاية الكلية بجعل وسط الخرطوم خاليا من الزحام وزاهيا تمهيدا لصورته الجديدة مع إضفاء الحيوية الكاملة للأحياء الطرفية. بدا لي أن الرجل يحدثني بثقة مسنودة برؤية ذات روابط عديدة تتداخل فيها المواصلات والخدمات الصحية والمظهر الحضاري وبعث الأحياء الصغيرة لكني سألته عن ماذا قدمت الولاية للمستشفيات التعليمية التي آلت لطاعتها بقرر رئاسي على حسب ما أفادني في صدر هذا العمود؟ أوضح لي المسؤول أن الولاية اكملت المجمع الجراحي بمستشفى أم درمان كأكبر مجمع للعمليات الجراحية في السودان وقامت بحل مشكلة الصرف الصحي بالمستشفى حلا جذريا كما قامت بتوسيع مستشفى الحوادث لاستيعاب الحالات الطارئة ودفعت كل متأخرات العاملين بالمستشفيات الثلاثة وكان ذلك محل إشادة النقابة. وزادني أن الاسبوع القادم سيشهد افتتاح أول مجمع للطوارئ للقلب والصدر بمستشفى الخرطوم. سألته إذاً ما العلة؟ وما هي دواعي الوقفة الاحتجاجية التي ستتطور لاضراب مفتوح؟. إجابني بأن المسألة كلها لا تتعدى قرار نقل الاختصاصيين للمستشفيات الطرفية بما يتيح التشكك بأن الاختصاصيين لا يريدون مغادرة وسط المدينة علما بأن القرار يشير إلى أن النقل لا ينقص من المخصصات التي يتمتع بها الاختصاصي في المستشفى التعليمي، إضافة الى أن تكدسا واضحا بات يطبع تلك المستشفيات في أعداد العاملين والإداريين وشركات النظافة وفواتير الوجبات ومجندي الخدمة الوطنية والحوافز الشهرية. كان ذلك ما دار بيني وبين المسؤول وانا احرص على كتابته (بضبانته) تعميما للفائدة وانتجاعا لحوار أخوي بكبرياء الحلم الخلاق.