علي صالح طمبل الخطأ الذي يقع فيه كثير من الشباب الذين التزموا بالدين في رأيي هو تنكرهم لمواهبهم وإبداعاتهم التي وهبهم الله عزّ وجل إياها، سواء في مجال الأدب أو الإنشاد أو الإلقاء، أو غيرها من المواهب التي لا تتعارض مع الشرع. ربما ظن بعض هؤلاء الشباب أن لا مكان للموهبة في الدين، وصوَّر لهم الذين استغلوا هذه المواهب استغلالاً سيئاً أن الموهبة والإبداع يتصادمان مع الشرع! إن التخلي عن الموهبة بعد الالتزام يحرم المسلمين سلاحا فعالاً كان يمكن استخدامه في الدعوة والتأثير على المدعوّين، ويقطع الطريق على الجهود التي بُذلت وينبغي أن تبذل في سبيل توظيف المواهب لخدمة الدين؛ وذلك بأسلمتها وربطها بالضوابط الشرعية التي يجب أن تشمل كل مناحي حياة المسلم المستسلم لله عزّ وجلّ باتباع أوامره واجتناب نواهيه. إن أهمية الضوابط الشرعية تكمن في تحديد الخط الفاصل بين (الإبداع) و(السفه)، وبين (الفن) و(الابتذال)؛ فالسفه والابتذال لم يكونا في يوم من الأيام إبداعاً ولا فناً، لا في شريعة الدين، ولا في عرف الناس. وبهذا المفهوم يجب أن ننظر باعتبارنا مسلمين إلى الإنتاج البشري، فلا نلتفت كثيراً إلى صيحات الإعجاب الرنانة وكلمات الإطراء الخادعة التي سيقت لإعلاء شأن كثير من الأعمال البشرية التي روَّج لها الساقطون وأشباه المبدعين؛ ليقلبوا الموازين، فيجعلوا التفاهة فناً رفيعاً والبذاءة أدباً راقياً؛ فيختلط الأمر على الناس ويزول الفارق الواضح بين المبدعين الحقيقيين وأدعياء الموهبة والمتسلقين! فكم من رواية ساقطة جعلها أدعياء النقد من (روائع الأدب العالمي)، بل وذهب بهم الأمر إلى أن يرشحوها لتنال أرفع الجوائز الأدبية، وكم من قصيدة خالية من روح الأدب وصدق العاطفة جعلها المتملقون أدباً رفيعاً وفناً لا يُجارى! ولكنّ كل ذي فطرة سليمة وذائقة رفيعة يستطيع أن يفرِّق بين الغثِّ والسمين، وبين النافع والزبد، دون أن يلقي بالاً للتهريج والصخب اللذين يطلقهما أدعياء النقد والذوق حول الأعمال الساقطة فنياً وأخلاقياً؛ ليمرروا أجندتهم الخبيثة وخططهم الماكرة. إننا بلا شك في أمس الحاجة إلى كل موهبة، وكل إبداع متميز؛ لبناء المجتمع المسلم ونشر الفضيلة والقيم الأصيلة التي حث عليها ديننا الحنيف، وجاء رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ليتمم مكارمها؛ لكن يجب علينا أن نتوسل في الوقت نفسه بالمعايير الفنية والأساليب الإبداعية التي لا تتلافى مع الضوابط الشرعية، ولا تصطدم بالأعراف الاجتماعية؛ في سبيل صقل الموهبة وتوظيفها التوظيف الصحيح. أخي الموهوب: من الخطأ أن تحرم الآخرين من إبداعاتك وفنك؛ فالجميع بحاجة إلى لمساتك الرقيقة، وبصماتك الندية؛ لتعيد تعريف الإبداع والفن اللذين لحقهما من التزييف والافتراء الشيء الكثير. رابط الموضوع على شبكة المشكاة الإسلامية http://www.meshkat.net/node/12928 -- علي صالح طمبل مدير العلاقات العامة والإعلام بصندوق إعانة المرضى سابقاً مدير تحرير مجلة صحتك معد برنامج (بصراحة يا شباب) بقناة طيبة الفضائية المشرف العام على الموقع الإلكتروني لمنظمة سبيل الرشاد الخيرية العالمية هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته 00249118441153