*نكرر ونعيد ونزيد أن موضوع بث الممتاز حيّر العدو والصديق في مشهد يتكرر كل عام. التلفزيون لا يدفع وعندما يصرح بذلك يرتد الشيك والاتحاد لا يلتزم، وأندية تتخندق وراء مطالبها باستلام أموال البث والرعاية ومن حقها. من جانبه يتمسك جمهور الرياضة بالبلاد بقشة التلفزة ويترقب كل يوم أن يسلم التلفزيون مال البث إلى الاتحاد كاش، بعد أن ارتد الشيك، حتى يفي الاتحاد بالتزاماته للأندية لتسمح هي بدورها لكاميرات التلفزيون بدخول الاستادات ونقل المباريات. *في الأسبوع الأول تم بث جزئي للمباريات حتى طنت الجماهير أن الأزمة حلت، ليتفاجأ الجمهور مجدداً بأن أزمة البث لم تراوح مكانها وأن الجمهور ينتظر أن يعاود البث سريانه في الأسبوع الثاني، أي بعد أن يقوم الاتحاد بتسليم الأندية باقي مستحقات 2013 وحقوق البث كاملة لعام 2014، وظل الجمهور في حالة متابعة مستمرة منذ أن طالعت أعينه جزءاً من مباريات الأسبوع الأول. *تقاصر حلم الجماهير وتقزمت مطالبه الرامية لاستديو تحليلي متطور ومنح المباريات وكرة القدم والمناشط والرياضة عموماً مساحات أكبر في قنواتنا، كما تنازلت طواعية عن أنها تحلم بعدد من الكاميرات لنقل المباراة كما الدوريات الرصيفة، وتنازلت حتى من وجود كادر بشري مؤهل يلاحق ويتابع الأخبار الرياضية ويكسر لها هذه الرتابة القاتلة من حيث المتابعة والتحليل والغوص في الكواليس. *اقتنعت الجماهير بترك كل هذا الذي أصبح من سابع المستحيلات، وتريد الجماهير فقط نقل مباريات الدوري في الشاشة، حتى ولو كانت غشاشة أو الصورة بعيدة ما مهم، أو الإضاءة ضعيفة برضو ما مهم، وحتى لوكانت الصورة يصعب رؤيتها ما مهم، بس المهم أن تكون هنالك صورة حتى لو أدت رداءتها لاجتهاد المتابع لتحديد صاحبها على الأقل سيكون هناك واقع يكسر الرتابة والشحتفة ويعطينا مساحات للغلاط عن هوية اللاعب الذي راوغ أو مرر أو عكس أو أدى شبال. * أي في السابق كتبنا -عندما كان حلم جماهيرنا أكبر وكانت القناة الناقلة متوفرة- أننا لا نلتمس العذر للقائمين على أمر البرامج الرياضية من أجل تسليط الضوء على أخبار كرة القدم ومنحها المساحات الأكبر، والاستعانة بالكادر المؤهل وطالبنا بأن على القناة السعي إلى تغطيتها بشكل متميز وبعدد وافر من الكاميرات تحسيناً للصورة إرضاءً للمشاهدين والجماهير، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في البلاد والآن الجماهير لا دايرة ليها صورة جيدة أو استديو تحليلي متميز، ولا كمان دايرة محلل أو ناقد أو مدرب وكمان قصة كوادر مؤهلة تتابع وتلاحق وتغطي وتجعلنا معايشين للحدث قنعنا من خير فيها، بس صورة أي صورة. وهو شوق متجدد للأسف كل عام أو هكذا كتب على جماهير الرياضة بالبلاد. *اتحاد كرة القدم وكتلة أندية الدرجة الممتازة يتبادلان دور القط والفأر في اللعبة الشهيرة التي يعرفها الجميع عبر أفلام الكرتون. *لكن أيّاً منهما الاتحاد أو الأندية؛ لم يتقن أداء اللعبة مطلقاً، رغم تكراره لعبها مراراً، وتقمص أدوار شخوصها في أكثر من مناسبة، والنتيجة أن الجميع فاشل في اللعب على وتر المسؤولية. واضح أن جماهيرنا تركز على الممتاز لأنه أضمن من ارتفاع أحلامها بتحقيق أنديتنا لبطولة إفريقية والحال من بعضه.