*في مشهد يتكرر كل عام، التلفزيون لا يدفع والاتحاد لا يلتزم، وأندية تتخندق في مطالبها بالدفع قبل البث، فيما يتمسك جمهور الرياضة بالبلاد بقشة التلفزة ويترقب أن يقوم التلفزيون بتسليم الاتحاد حقوق البث، حتى يفي بالتزاماته للأندية لتسمح هي بدورها لكاميرات التلفزيون بدخول الاستادات ونقل المباريات لإنقاذ الجمهور من هذا الظلام الدامس. *قبل أيام تلقف المتابعون تصريحات مدير التلفزيون محمد حاتم سليمان، وهو يؤكد أن اتحاد الكرة سيتسلم باقي مستحقات 2013 يوم السبت الماضي وحقوق البث كاملة لعام 2014 يوم الاثنين الماضي، وظل الجمهور في حالة متابعة مستمره منذ أن طالعت أعينه هذا التصريح متوهطاً على صفحات الصحف ولكن للأسف لا شيء من ذلك تم. *حتى هذا الجمهور تعب من ملاحقة أخبار محمد حاتم سليمان إن دفع أو لا، وعليهم (مصاقرة) المذياع وفي شوق شديد وحراق روح لرؤية اللاعبين يركلون الكرة لأن هذا الجمهور لم ولن يتخيل أن يتكرر ما يشكوه من غياب التلفزة، وكمان المرة دي جابت ليها التحول لقمر آخر، هو عرب سات، ودا بيحتاج لطبق آخر وأموال أخرى، والله يكون في عون الجماهير المغلوبة على أمرها. *تقاصر حلم الجماهير وتقزمت مطالبه الرامية لاستديو تحليلي متطور ومنح المباريات وكرة القدم والمناشط والرياضة عموماً مساحات أكبر في قنواتنا، كما تنازلت طواعية عن أنها تحلم بعدد من الكاميرات لنقل المباراة كما الدوريات الرصيفة، وتنازلت حتى من وجود كادر بشري مؤهل يلاحق ويتابع الأخبار الرياضية ويكسر لها هذه الرتابة القاتلة من حيث المتابعة والتحليل والغوص في الكواليس. *اقتنعت الجماهير بترك كل هذا الذي أصبح من سابع المستحيلات، وتريد الجماهير فقط نقل مباريات الدوري في الشاشة، حتى ولو كانت غشاشة أو الصورة بعيدة ما مهم، أو الإضاءة ضعيفة برضو ما مهم، وحتى لوكانت الصورة يصعب رؤيتها ما مهم، بس المهم أن تكون هنالك صورة حتى لو أدت رداءتها لاجتهاد المتابع لتحديد صاحبها على الأقل سيكون هناك واقع يكسر الرتابة والشحتفة ويعطينا مساحات للغلاط عن هوية اللاعب الذي راوغ أو مرر أو عكس أو أدى شبال. * أي في السابق كتبنا -عندما كان حلم جماهيرنا أكبر وكانت القناة الناقلة متوفرة- أننا لا نلتمس العذر للقائمين على أمر البرامج الرياضية من أجل تسليط الضوء على أخبار كرة القدم ومنحها المساحات الأكبر، والاستعانة بالكادر المؤهل وطالبنا بأن على القناة السعي إلى تغطيتها بشكل متميز وبعدد وافر من الكاميرات تحسيناً للصورة إرضاءً للمشاهدين والجماهير، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في البلاد والآن الجماهير لا دايرة ليها صورة جيدة أو استديو تحليلي متميز، ولا كمان دايرة محلل أو ناقد أو مدرب وكمان قصة كوادر مؤهلة تتابع وتلاحق وتغطي وتجعلنا معايشين للحدث قنعنا من خيراً فيها، بس صورة أي صورة. وهو شوق متجدد للأسف كل عام أو هكذا كتب على جماهير الرياضة بالبلاد. *هَرِمَ جمهورنا من ترقب الصحف والنشرات في انتظار خبير يؤكد دفع التلفزيون للمتأخرات وحقوق بث العام الجاري حتى يتمكن الاتحاد بدفع اموال الاندية وإلا فإن الأندية محقة في خطوتها بمنع التلفزة. وضح من خلال مباراة المريخ والإكسبريس أن الدوري في طريقه للبث، ويقال إن الاتحاد استلم أموال البث من التلفزيون. نتمنى أن يكون هذا قد حدث فعلاً ليودع الجمهور غياب البث قريباً.