:: قبل أسبوع، ملأ الدكتور عصام الصديق، عبقري البكور ومهندس تقديم الساعة، ملأ بعض الصحف (تعقيباً وصخباً)..وكل ذلك لأن الصحف وندوة حماية المستهلك ناشدت السلطات بإعادة النظر في تجربة (البكور وجر الساعة)، وخاصة بعد كثرة شكاوى التلاميذ وأسرهم، وكذلك بعد حزم الآراء التربوية والتعليمية التي طرحها خبراء وعلماء التربية والتعليم في (أكثر من ندوة)..وبما أن عصام الصديق لا يعترف بالخطأ، وقد لا يعترف بآراء هؤلاء العلماء والخبراء، فليس هناك ما يمنع بأن نعرض له دراسة أعدتها ولخصتها (لجنة حكومية)، بأمر مجلس وزراء حكومة السودان، وهي (الدراسة الوحيدة) التي تقيًم تجربة (البكور وجر الساعة).. وللأسف، لسبب أو لآخر، لم يتم عرض نتائج هذه الدراسة للرأي العام، وربما لم تُرفع للسلطات العليا.. الله أعلم، فلمؤسسات الدولة قدرة فائقة على (إخفاء الحقائق)..!! :: المهم، بتاريخ أول أغسطس للعام 2000، أعد فريق برئاسة عمر محمد صالح وعضوية بدرية سليمان وآخرين، عددهم (8 أعضاء)، أعدوا دراسة حول تجربة البكور وتقديم الساعة، وذلك بتوزيع (850 استمارة)، استهدفوا بها عينات عشوائية منها (طلاب، موظفين، عمال، رجال أعمال، مدراء بنوك، تجار، ربات منازل)، وكانت النتائج ما يلي نصاً.. انخفضت نسبة المؤدين لصلاة الفجر بالمساجد بنسبة (33.5%)، بعد تطبيق تجربة البكور، فالسواد الأعظم صار يصلي بمواقع عملهم نسبة لضيق الوقت المتاح ما بين الصلاة والعمل.. وكذلك انخفضت النسبة العامة المؤدية لأذكار ما بعد الفجر بالمساجد بنسبة (24%)، إذ يصلي أحدهم ويسلم ثم يهرول إلى (المحطة)، تحت جنح الدُجى.! :: أما في زيادة الدخل والإنتاج، فالأرقام معيبة للغاية، إذ نسبة العاملين الذين تأثروا سلباً بالبكور (35%)، و (19%) منهم تحسنت أوضاعهم، ونسبة الذين لم يتأثروا (لا سلباً ولا إيجاباً) بلغت (46%)، وهذا يعني أن حديث عصام بأن البكور زادت مستوى الدخل ( كلام ساكت).. ونسبة مقدرة ب (32%) من رجال الأعمال تأثرت أعمالهم سلباً بعد تجربة البكور، مقابل (17%) تأثروا إيجاباً، و(47%) لم يتأثر لاسلباً ولا إيجاباً، وهذا ينفي حديث عصام بأن تجربة البكور زادت نسبة الإنتاج .. و(37%) من التلاميذ الذين شملتهم الدراسة أكدوا الآثار السالبة لتجربة البكور ومنها أنهم لا يشاركون في (الحصة الأولى)، إذ بعضهم يكون (غائباً) والبعض الآخر (نياماً)..وهكذا حال المعلمين أيضاً، إذ نسبة مقدارها (38%) ترى أن البكور من التجارب السالبة عليهم وعلى تلاميذهم، وكذلك نسبة قدرها (50%) من العاملات تأثرن سلباً بتجربة البكور.. و (37%) من التلاميذ تحدثوا عن الظلام والخوف، ولهذا ترافقهم الأمهات أو الآباء إلى (باب المدرسة)! :: والدراسة ضخمة، وكذلك أرقامها ونسبها كثيرة، وسوف تنشر بوثائقها وما فيها من توقيعات بإذن الله في (صفحة كاملة).. ملخصها يؤكد (فشل تجربة البكور) و ( خطأ تقديم الساعة)، وتوصي بالآتي نصاً .. أولاً، العودة إلى استخدام التوقيت الدولي، أي إعادة الساعة المجرورة إلى مكانها..ثانياً، الإبقاء على تقديم وقت العمل ساعة صيفاً (أبريل - سبتمبر)، بحيث يبدأ العمل الساعة (6:30 صباحا)، بالتوقيت الدولي، أي دون الحاجة إلى (جر الساعة)، وكذلك يبدأ العمل في الشتاء الساعة (7:30 صباحاً).. ثالثا، وهذا مهم جداً، ضرورة مراجعة التجربة وتقويمها باعتبار أن المسمى بالبكور وحده ليس عاملاً حاسماً في دفع الأداء وزيادة الإنتاج، أو كما قال عصام الصديق.. هكذا قالت (دراسة اللجنة الحكومية)، فلماذا لا يعترف عصام بخطأ تجربته؟، ولماذا تم إخفاء هذه الدراسة.؟