من مواطني الدرجة الأولى والثانية بالأزهري شاهدت عملاً ضخماً يجرى بلا صخب ولاضوضاء بجنوب الخرطوم، قلابات تنقل الخرسانات من وقت السحر حتى الغلس كراكات تسوي الأرض وتفرشها بترب بلون الذهب. وقفت ومعي جاري الإداري المخضرم عثمان ابنعوف نستطلع الأمر فقابلنا في الموقع رجل من النوع الذي يسعد بالعمل العام وكأنه ملكة الخاص- فقد كان يخمِّر الخرسانة. عرفنا الرجل بنفسه- عبد المحسن خليفة- أحد العاملين بشركة الخرطوم للطرق والجسور- صاحبة المقاولة، ثم أعطانا نبذة عن المشروع بأنه جزء من الطريق الدائري للعاصمة الخرطوم الذي يربط غرب النيل الأبيض بشرق النيل الأزرق بكبري الدباسين وسوبا. وكان اليوم- السبت- موعدًا لتفقد السيد وزير الطرق والجسور لسير العمل. ومن يرى عظمة ذلك المشروع لايسمع هرج أهل الفتنة بخارج الزفة، ومرج العطالى على الأرصفة. ذهبنا للموقع لعرض حال مواطني الدرجة الأولى والثانية بحي الأزهري للسيد الوزير ميدانيا بعد أن نهنئه بهذا المشروع الاستراتيجي الذي قارب نهضة العاصمة الحديثة الخرطوم بالعاصمة الغابرة سوبا التي خلدها التاريخ بخرابها. وما بين التعمير والتخريب فرق نوع وها قد أتى الوزير (الإنقاذي) اليوم للبناء والعمار بجهد جبار. ومعلوم أن الطرق هي البنى التحتية الاولى في الأهمية في مصفوفة نهضة البلاد وتحديثها. وتأسيساً على ذلك فإن قضية سكان الدرجة الأولى والثانية بالأزهري تتمثل في معاناتهم في التنقل بعدم شوارع الزلط الداخلية وبالتالي المواصلات العامة. وأبناؤهم العاملون والطلاب يخرجون من بيوتهم عند الفجر ويقطعون مسافة ثلاثة كيلو مترات بالركشات للوصول لمواقف المواصلات بشارع السلمة البقالة. وعلى ذلك نحن نرجو من السيد الوزير التكرم ب(التعجيل) برصف الشارع الفرعي المهم بين الدرجة الأولى والثانية الممتد من لفة كنقور جنوباً بطول لا يزيد عن اثنين كيلو متر. وبذلك يكون السيد الوزير قد قدم أفضل خدمة لسكان هذه المنطقة الواعدة، ودفع دفعاً قوياً لحركة العمران والإسكان التي تأخرت هنا كثيراً منذ الثمانينات. وفي فضيلة العجلة في الأمر وليس (المهلة) قال أصدق القائلين في سورة المؤمنون (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) في وصف المؤمنين المخلصين، ويقول الشاعر الصاغ محمود أبوبكر: وإذا ادخرت إلى الصباح بسألة* فاعلم بأن اليوم أفضل من غد. وبارك الله في جهد وزيرنا الهمام وشكر سعيه ونصره نصراً عزيزاً