يحررون روشتات باللغة الصينية... الأطباء الصينيون.. مزيفون بالأوراق! تقرير: رحاب فضل السيد في الوقت الذي تحدثت فيه وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن ضبط (40) طبيبا مزيفا يعملون بالمستشفيات الخاصة معظمهم صينيون لم تشر الوزارة الى مصير هؤلاء الأطباء هل يرحلون الى بلدانهم أم تتم التسوية ويواصلون عملهم في تحرير الروشتات وحمل المشرط والتوجه به الى غرف العمليات، ففي الفترة الفائتة شهدت إغلاق العديد من المستشفيات الأجنبية وتم القبض على الأطباء العاملين بها وكان على رأسها مستشفى تونقرين الصيني بالرياض على خلفية إجراء عملية لمريضة وبعد العملية حدثت لها مضاعفات مما تسبب في احتجاج ذوي المريضة حتى تدخلت وزارة الصحة التي أغلقت المستشفى في الحال وألقت القبض على الأطباء العاملين بالمستشفى البالغ عددهم (8) أطباء وبدورها أحالت شرطة نيابة حماية المستهلك ملف بلاغ الثمانية أطباء الصينيين الذين يعملون بمستشفى دون ترخيص يخول لهم مزاولة مهنة الطب بالمستشفى بضاحية الرياضبالخرطوم بعد اكتمال التحريات والتحقيق فيه الى منضدة القاضي المنذر محمد عثمان بمحكمة جنايات الخرطوم شمال للفصل فيه، وبحسب التحريات فإن شرطة نيابة حماية المستهلك والأجهزة الأمنية وإدارة المؤسسات العلاجية الخاصة بوزارة الصحة وأثناء قيامهم بحملة تفتيشية واسعة النطاق للمستشفيات الصينية المتخصصة في الخرطوم اكتشفت وجود مستشفى صيني بالخرطوم يزاول مهنة الطب دون ترخيص يخول لهم ذلك، ليتم القبض على جميع الأطباء الأجانب بالمستشفى واقتيادهم للقسم بغرض التحري معهم وإصدار أمر بإغلاق المستشفى فورا، وأحالت معروضات البلاغ الطبية الى معامل الفحص الجنائي لمعرفة نتائجها. صيني معرَّب وإن كان هذا حال الأطباء الصينيين في القطاع الخاص لكن بالمقابل توجد بعثة طبية صينية يتم التعامل معها عبر بروتكول حكومي موقع عليه بين حكومتي السودان والصين مدة صلاحية البعثة عامان قابلة للتجديد وتحتوي البعثة على (40) فردا منهم سبعة أطباء في المستشفى الصيني بالدمازين بولاية النيل الأزرق وتسعة أطباء بمستشفى ابو عشر الصيني بولاية الجزيرة وما تبقى من البعثة متواجد بمستشفى الصداقة الصيني بأم درمان وتشتمل البعثة على مترجميْن وثلاثة طباخين وسستريْن واربعة مخدرين وثلاثة اختصاصيي أسنان وثلاثة اختصاصيي عيون بجانب تخصصات في مجال العلاج الطبيعي والوخز بالإبر، وأشار مصدر تابع للبعثة الصينية بالسودان فضل عدم ذكر اسمه ل(السوداني) الى وجود أطباء صينيين يكتبون الروشتات باللغة الصينية الأمر الذي يجعل قراءة الروشتة بالنسبة للصيدلي أمرا مستحيلا وقال إنه من الضرورة تواجد مترجم بالبعثة خاصة وأن بعض المرضى لا يستطيعون إيصال شكاويهم حتى بالعربي وقال إن الأطباء الصينيين الذين يبعثون للعمل بمستشفى أبو عشر بولاية الجزيرة يتعلمون التحدث باللغة العربية خلال شهرين، ولم يستبعد المصدر الذي استفسرته (السوداني) عن الإجراءات المتبعة لعمل الأطباء الصينيين بالقطاع الخاص بالبلاد، أن تمر إجراءات عمل الأطباء الصينيين بوزارة الاستثمار باعتباره استثمارا ومن ثم وزارة الاستثمار تحول الإجراءات الى وزارة الصحة الاتحادية، لافتا الى أن الأطباء الصينيين الذين ضبطوا في مستشفيات غير مرخصة لا يتبعون للبعثة. عمل إجرامي ولمعرفة الإجراءات المتبعة لعمل الأطباء الصينيين بالمؤسسات العلاجية الخاصة استفسرت (السوداني) وزارة الصحة ولاية الخرطوم عبر ناطقها الرسمي د. معز حسن بخيت عن تراخيص عيادات الأطباء الصينيين الذي بدوره أحال الملف لمدير المؤسسات العلاجية الخاصة بالوزارة إلا أن هاتفه ظل مغلقا الى حين كتابة التقرير، لكن مصادر طبية أشارت ل(السوداني) الى أن بعض الصينيين بل الأجانب عامة يأتون الى البلاد للعمل في مهن أخرى ثم يستغلون جهل المواطن وعدم متابعة السلطات الصحية بالبلاد لعيادات الأجانب التي غالبا ما تنشأ في مناطق طرفية بعيدة عن أعين تلك السلطات ولا يكترثون للحصول على تصديق وما يصاحب ذلك من عدم انضباط للعملية الطبية بتلك المؤسسات خاصة فيما يتعلق بتشخيص المرض وكتابة الروشتات، مشيرا الى وجود أطباء أجانب مؤهلين يعملون في مستشفيات مرخصة من قبل وزارة الصحة. ويرى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د. محمود ابو قناية أن محاربة الغش في المجال الطبي يجب أن تكون ببسط الخدمات الطبية وتوفير العلاج المجاني بجانب توفير الكوادر الطبية المؤهلة، وحذر ابو قناية في حديثه ل(السوداني) من خطورة تفشي ظاهرة انتحال شخصية الطبيب واعتبرها عملا إجراميا لارتباطها بأرواح الناس خاصة وأن الخطورة تصل مرحلة الموت. ربما الصدفة هي التي قادت الى اكتشاف أطباء لا علاقة لهم بالطب يستخدمون أدوية منتهية الصلاحية ويجرون عملياتهم دون مراعاة لأدنى مقومات الجودة وهذا ما يتطلب من وزارة الصحة وكل الجهات ذات الصلة بالشأن الصحي أن تظل على يقظة وتراقب عمل مؤسساتها لا سيما الأجنبية منها وان تكثف من حملاتها الرقابية ولا تنتظر الكشف عن مثل هذه الجرائم عن طريق الصدفة.