أحد رجالات السودان الذين تركوا بصماتهم الواضحة في الحقل الطبي والصحي وقد قدر له أن يقدم الكثير في مجال صحة الطفل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. والفقيد صاحب سيرة عطرة ومسيرة حافلة بجلائل الأعمال وعظيم المواقف، احتل الكثير من المواقع في ميادين التعليم والصحة والعمل العام والطوعي. وطوال حياة الفقيد وفي كل المواقع التي عمل بها تميز بالتجرد والنزاه والأمانة والصدق والتواضع، وكان دائماً الطبيب الرحيم والأستاذ الذي يعطي بحيث لم يبقِ شيئاً. الرجل بأعماله وقامته ومواقفه التي امتدت ربع قرن من الزمان عطاءً بلاحدود، يستحق أن نسجل مآثره ونوثق لأعماله، فقد كان فقيدنا صاحب حضور دائم في كل الأعمال التي أوكلت إليه وامتاز بأدائه وعطائه المتميز وكان مفعماً بعظيم الصفات التي تدل على سعة الصدر والصبر وحسن الإدارة، فقد كان الفقيد طبيباً من الطراز الأول، وإداريا وتربوياً لايشق له غبار، وباحثاً متفرداً في طب الأطفال، فبحوثه تقف شاهدة عليه، فهو عراب طب صحة الطفل ليس على مستوى السودان فهو مستشار لمنظمة الصحة العالمية لشؤون صحة الطفل، وهو رئيس اتحاد أطباء الأطفال العرب في دورة سابقة. للذين لايعرفونه.. فهو بروفيسور مبيوع مصطفى عبد الوهاب استشاري صحة الطفل الذي تخطفته يد المنون في ليلة الجمعة الموافق 16/1/2014م وبذلك انطوت صفحة من العطاء، فلذا فليبكي أطفال السودان وأطفال إفريقيا واليبكيك طلابك الأطباء الذين تخرجوا على يدك وأنت عميد لكلية الطب جامعة إفريقيا.. فهم كثر منتشرون في كل أعماق إفريقيا دعاة وأطباء واليبكيك شعب جنوب السودان فأنت الطبيب السوداني الوحيد الذي عملت اثنتي عشرة سنة في الجنوب طبيباً وأستاذًا وعميداً ومديرًا لجامعة بحر الغزال وجوبا، أنت الذي سماك الجنوبيون مبيوع دي مابيور على زعيمهم جون قرن دي مابيور.. أنت كنت الرفيق لشهيدين: مبارك قسم الله وأبوقصيصة.. وكلكم دعاة إلى الله عزاءنا الوحيد أن خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي انزل عليه (انك ميت وإنهم ميتون) (وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد). فسنة الله في خلقه الانتقال من دار إلى دار ولكن تظل فينا حياً بأعمالك الخالدة. إننا نجتمع في هذا المساء تخليداً وتأبيناً لك.. وهاهم زملاؤك وأصدقاؤك وتلاميذك وأسرتك وعشيرتك يلتقون هذا المساء تحتضنهم قاعة إفريقيا الدولية بالجامعة. قدومكم لحضور التأبين فيه لمسته وفاء.. ومشاركة بالدعاء ورداً للجميل، قدومكم يعنى تخفيف الآلام والأحزان، قدومكم يجعله حياً بيننا ولكم منا السلام. لجنة التأبين ع/ د. محمد الزين محمد الحامدي