تمر الأيام والبلاد تحتفل بعيد الاستقلال المجيد أعاده الله علينا والبلاد آمنة مطمئنة وأكثر وحدة في أمن وسلام مامعنى أن تمر ذكرى الاستقلال ونحن نعيش تجربة الحزبية الضيقة بعض مضي أكثر من ربع قرن من الزمان وها هي ترمي بظلالها من جديد بعد أن أعياه السهاد وأرهقه التعب حاول كل واحد منهم أن يلعب بطريقته الخاصة ولم يفلحوا بذلك جميعا. اقترحوا أن تتوحد الكلمة والقوة معا لإسقاط النظام ناسين ومتناسين أن الخاسر الأول والأخير هو الشعب السوداني وليس الحكومة ولجأوا إلى مايسمونه التجمع الوطني. قبل الانفصال مرت الأيام والسنين ولم يحدث أي تقدم ملحوظ سوى الدمار والخراب وشهداؤنا الأبرار في شتى ربوع الوطن العزيز وأخيرا لجأوا للحوار والجلوس في طاولة المفاوضات وبعد كر وفر وسجال وجدال تمخضوا باتفاق ميشاكس وخرجت الحركة الشعبية زي الشعره من العجين تاركة بقية الأحزاب بدون فول ناهيك عن حمص تجري وتلهث تفرقت الى جماعات وحركات حتى منسوبي الحركة الشعبية قطاع الشمال غير مرغوب فيهم البتة بحجة أن عليهم أن يناضلوا مثل مافعلت هي الأخرى والحكومة لم تقفل باب الحوار والنداءات المتكررة للعودة الى أحضان الوطن الجريح الذي لم تندمل جراحاته بعد وأصبحوا يأتون فرادا وجماعات وتنهال عليهم العروض للاختيار دون استفتاء من الشعب السوداني أو حتى الرجوع الى أسر الشهداء لكي يعفوا ويصفحوا لمن قتل أباه أو أخاه له أو أرملة توفي عنها زوجها وتركها تعاني الأمرين تربية الأبناء ولوعة الفراق. كل هذا وجاء تشكيل الحكومة عريضة من72 وزيرا وبإشراك14 حزبا سياسيا، ماذا يجني الشعب من كل هذا الترهل والكم الهائل من وزرائنا الأجلاء ونحن نعاني عجزا في الميزانية التى تمت؟ وسؤال مهم ألم يكن هنالك من هو أولى بتلك المناصب من أبناء السادة وبلادنا زاخرة بالخيرات والقدرات؟ ألم يحن الوقت لتدارك ما بقي من تراب الوطن؟ ألم يحن الوقت لتتشابك كل الأيادي البيضاء لبناء هذا الوطن الشامخ بشموخ أهله الكرام؟. الهادي أحمد محمد دار الوثائق القومية