ماسحو الورنيش: (ايلا) وقف حالنا..!!! بورتسودان: أحمد دندش نظر إلى قدميّ نظرة اعرفها جيداً، وهي تلك النظرة (الاستفزازية) التى يمنحها لك كل ماسحي الأحذية المتجولين، والتى يودون من خلالها إيصال رسالة واضحة المعالم لك بأن حذاءك (متسخ)..ولو كان يلمع آنذاك.. اثار ضجة عالية بجانبي بتلك الآلة التنبيهية التى يستخدمها كل اهل (الكار)، قبل أن يهمس لي بهدوء: (ورنش يا...)...فكرت للحظات قبل أن احسم امري وأمد اليه بحذائي النظيف اصلاً، فأخذه وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة، اسمه (محمود) هكذا عرف نفسه في سياق الونسة التي جمعتني به، والتي اضاف اليها انه وبقية اهل المهنة هناك ببورتسودان يعانون جداً في سبيل الحصول على لقمة العيش، وعندما سألته لماذا؟؟ رد علي بسرعة: (يا خي البلد دي كلها نضيفة والزلط دا وقف حالنا).. ولعل اشارة الفتى لنظافة المدينة عادية جداً، في ظل ما تشاهده من شوارع خاصمها (التراب) وقطع كل صلاته بها، قلت له هل الاسعار موحدة ما بينكم وولاية الخرطوم، فرد بسرعة: (اي والله..اتخيل..)...انتهى من ورنشة الحذاء بسرعة، ربما للحاق بوفد هبط للتو من ذلك البص السياحي قبالة الكورنيش، في بحث مضن عن حذاء (متسخ)..كان هو غايته التي يسعى اليها منذ الصباح.