ashraf hassan Ajabaldour [[email protected]] توضيح: ..( لم أشأ أن أطلق قلمي لمديح أحد أو الثناء عليه لغرض إنما فقط أكتب بناءاً على ما لمسته وعلى آراء كل الذين التقيتهم وعرفوه من سكان الدمازين الفقيرة). تعرفت إليه منذ نحو ثلاث أو أربع سنوات خلت في مدينة الدمازين ، ثم شاءت الأقدار أن ألتقي به في منزله بحي أركويتبالخرطوم ، رجل بسيط سوداني الملامح بكل ما للعبارة من تفسير ! لم تشوه ممارسة السياسة وجهه فلا تبصر في عينيه خبثا أو مكرا أو نفاقا وقتما تراه ، حينما ولجت بيته هنالك اعتقدت في بادئ الأمر أنني إزاء أحد النُزل الشعبية أو اللكوندات من كثرة ما فيه من الزوار وربما المقيمين! الحوش الوسيع الذي عرفه السودانيون في زمان خلا وأصبح من الحكاوي، هنا في بيته واقعا مشاهدا ، بسطاء لهم حوائج أو أصحاب أغراض ومصالح ربما! لكن الناس في اختلاف وباختلافهم فإن من يحبونه يحببه الله ومن يبغضونه بغضه الله تعالى.. بعد أن انتهت زيارتي له التي كانت بهدف جمع تبرع لرحلة علمية ، أوصلني راجلا حتى محطة الحافلات وهو عضو البرلمان! وأنا الذي في سن أبنائه! ربما لا ألتقي معه في خطه السياسي فاختلافي وخطه عميق عميق، لكن من الخطأ الجسيم أن يكون تقييم الناس انطلاقا من أحزابهم أو ألوانهم، إنها نظرية الصالح والطالح حتى داخل الأسرة الواحدة، من خلال التعدد يمكنك أن ترى أخيارا وأشرارا في كل فئة وواجب الواعين الذين مازالوا يحتفظون بعقولهم مناصرة الأخيار حيثما كانوا ما دامت الفرصة سانحة في انتخابات طال أمد انتظارها ويقول القائلون بأنها ستكون نزيهة . حينما أعود للحديث عن مرشحنا الذي آتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين والغارمين والمعسرين بشهادة هؤلاء، فإن ثمة من عارضني في جدال فلسفي أن الرجل ليست له مؤهلات علمية كمنافسيه ، وقال آخر أنه ليس سياسي ماهر يستطيع السباحة في الأوساط الآسنة ، هذا من وجهة نظر بعض المثقفين أو قل (المثقفاتيه). وردا سأحكي قصة سمعتها في الخرطوم أبطالها أحد السابلة وماسح أحذية تحت هجير الشمس، وكانت القصة إبان تحويل الموقف من وسط الخرطوم إلى موقعه الجديد وقد عانى المواطنون كثيرا في بداية الأمر جراء التحويل ... قال المواطن لماسح الأحذية : (الناس ديل ما كان يجهزوا الموقف وبعد داك يرحلوا الناس عشان الواحد يلقى ليهو محل ياكل فيهو أو يورنش فيهو بدل العذاب دا !) فرد ماسح الأحذية : الناس ديل كان للعلم كلهم دكاترة ، وعارفين الدين أكتر مننا كلنا ، لكن للأسف قلوبهم ذي الورنيش بتاعي دا!!).. فقراء بلادي يحتاجون إلى ممثلين سياسيين و ولاة قلوبهم ليست كورنيش ماسح الأحذية ذاك ، سياسيون يحبون الناس ويحبون الخير لهم يشاركونهم أفراحهم ويواسونهم في أتراحهم يمسحون دموع اليتامى وينحازون للضعفاء، فليست كل المواقع بحاجة إلى سياسيين فصحاء طويلي الألسنة خصوصا من تلك النوعية من المستعلين الذين لا يرون إلا أرنبات أنوفهم يبنون لهم أبراجا عاجية بالمناصب فلا تبصرهم في شارع عام وإن كانوا فيه كانوا في سياراتهم الفارهة المظللة مدارة التكييف لا تكاد تراهم! النوعية الرديئة من السياسيين أس بلاء الوطن! البسطاء يحتاجون لمن يعرف أحوالهم ويتفقدهم كمثل الذي أكتب عنه ، هم في أمسّ الحاجة إلى ممثلين إنسانيين لهم قلوب ومشاعر ، وليسوا في حاجة إلى أصحاب القلوب السوداء (كالورنيش) وإن حملوا شهادات الدنيا بأجمعها! (شهادة ثانوية تكفي وزيادة) ولا تخدعنكم مجددا ألقاب علمية أو ثورية ! لا تسمن أو تغني من جوع، ألقاب بلا أخلاق والعلم بلا أخلاق كالشجرة بلا أوراق كما علمونا في سنة أولى ابتدائي. ثمة همس يدور بأن الأكياس المالية (الكاش) جاهزة هنا وهناك لشراء الأصوات والذمم في التباري القادم ، لكن لا أظن أن الناس مازالوا غافلين أو مغفلين مادام ماسح الأحذية يعرف عن سواد القلوب ذاك الذي يتجلى في إهمال شأن الرعية وعبادة الذوات وتكديس الأموال الخاصة ! فمن سيكسب الرهان يا ترى ؟ إجابة السؤال تحملها الأيام القليلة القادمة.