بعضهن يصمِّمن حسابات إسفيرية (مزورة) للإيقاع بالزوج.. مكاتب (تجسس) داخل المنازل بأمر (الزوجات)!! فلاشات: إيمان كمال الدين أطرقت برأسها إلى الأرض.. أطالت الصمت.. وما إن همت بالحديث حتى خرج صوتها وبه عبرة، وانهالت دموعها بغزارة وهي تحكي عن قصة حب ومشروع حياة لم يكتمل.. نهاية وصفتها بالمأساوية كادت أن تفقدها حياتها.. عامان هما عمر قصة ارتباطها وحبها الذي لم يتوج بدخولها القفص الذهبي وانتهى بخيبة أمل، وتشرد على رصيف الحياة.. خيانة ألقت بظلالها على مسار حياتها.. وتقول: (نعم...تركني وذهب...اختار الخيانة مع أن كل طرق الحب والصدق كانت مشروعة أمامه).. وتصمت مرة أخرى قبل أن تضيف: (باختصار.. لقد أحال حياتي لجحيم مستعر)..! روشتة ملغومة: ومن وحي الإفادة (الساخنة) السابقة.. تطل الكثير من مآسي الخيانة الزوجية التي تقود لمفترق طرق مؤكد بين الزوجين.. وتطل أيضاً العديد من المشاهد المصاحبة لذلك العرض.. كما تحفل القضية بكمية هائلة من (الروشتات) المقاومة لفايروس تلك (الخيانة).. ومن تلك (الروشتات) نصيحة أهدتها خمسينية إلى رفيقتها قائلة: (نقبي خلف زوجك... ابحثي بين طيات ملابسه.. راقبي مكالماته.. لا تتركيه ينعم بالهدوء ولا تعطيه من الثقة ما يشجعه على الخيانة)!.. وعلى الرغم من أن هذه النصيحة ربما تعتبر (ملغومة) في أحايين كثيرة، إلا أنها باتت واقعاً معاشاً لدى بعض الزوجات اللاتي يراقبن أزواجهن بطرق مختلفة خوفاً من خيانتهم لهن.. ومن تلك الطرق يأتي (التجسس) في المرتبة الأولى..! احترافية تجسس: بالمقابل نجد أن تجسس الزوجات على أزواجهن تطور كثيراً مع تطور العصر وأدواته، وبات يحمل صفة (الاحترافية) في أحايين كثيرة، فتلك تنقب في الهاتف الجوال، وأخرى تقوم بإنشاء حساب إسفيري مزور ل(جس نبض زوجها) وأخرى تختار (تغيير الصوت) والاتصال من رقم مجهول، لمعرفة إن كان زوجها من أصحاب (الأوزان العاطفية الخفيفة) أو (الثقيلة)، وعن هذا تقول لنا معلمة بمرحلة الأساس اختارت أن نرمز لها بالحرف (س): (نعم تجسستُ على زوجي من قبل.. بحثتُ في هاتفه ووجدت أسماء نساء وواجهته فأخبرني أنهن قريباته وتأكدت من ذلك وعن ردة فعله إزاء ما فعلت قالت إنه لم يغضب ولعلهُ تفهم غيرتها)، وتواصل: (إذا اكتشفت ذات يوم أنه يخونني فسيكون رد فعلي عنيفاً)!! طرق أخرى: وفي ذات السياق تواصل ربة المنزل (إيمان أحمد) وتقول ل(فلاشات) بشيء من الهدوء: (نعم قمت بالتجسس على جوال زوجي.. ووجدت مجموعة من الرسائل الغريبة من نساء وفتيات وسألته عنها فأخبرني بأنها (أمور عمل).. وتضيف: (صدقته.. لأنني أعرف أنه يحمل الكثير من الطيبة في دواخله ويحترم الأنثى لدرجة كبيرة)، سألناها: هل يمكن أن تلجأ لتصميم موقع إسفيري خاص لمراقبة زوجك أو خداعه، فردت بسرعة: (لن أفعل.. ولكن لدي طرق أخرى أستطيع من خلالها اكتشاف تلك الخيانة).! كلهن يتجسسن: الطالبة بكلية التقانة اعتدال محمد ابتدرت حديثها معي قائلة: (لا ترهقوا أنفسكم في البحث.. كل النساء يتجسسن على أزواجهن... ولا توجد امرأة لا تتجسس على زوجها)، وعن ارتباطها وعلاقتها بشريك حياتها تقول: (الثقة موجودة بيننا وأعرف الباسويرد الخاص بحسابه وهو كذلك).. قاطعتها قائلة: ربما لديه حساب مزيف آخر، فهزت رأسها وقالت بثقة: (ما عندو حساب تاني)..!! رحلة خداع: فتاة في الخامسة والعشرين من العمر كانت لها قصة أخرى، تقول خلالها: (دام ارتباطنا عامين تخللت تلك الفترة الكثير من الثقة والحب أعطيته الباسويرد الخاص بحسابي في كل المواقع الإلكترونية وعلى الرغم من أنه لم يفعل ذات الشيء لم أكترث فثقتي به كانت عمياء.. وكان بالنسبة لي الهواء الذي أستنشقه.. ولكن بمرور الوقت شعرتُ بتغيره.. عباراته.. بل حتى رسائله التي يكتبها.. وقد كنتُ أحفظ أدق، أدق تفاصيل طريقته.. هل تصدقونني؟)، وتواصل: (لاحظتُ تغيره بعد أن بدأ يضيف بعض علامات الترقيم في الكتابة.. نقطتان.. الفاصلة.. التعجب.. وهو لم يكن يفعل ذلك من قبل).. وتصمت قليلاً قبل أن تواصل: (ذات يوم نادني باسم امرأةٍ أخرى)، وتضيف: (بدأتُ رحلة البحث والتنقيب خلفه.. حاولت اختراق حسابه أكثر من مرة واستطعت ذات يوم المرور إلى حسابه.. شعرتُ وقتها بالخوف.. وكنت خائفة أكثر من صواب حقيقة شعوري تجاه من وثقت به.. لم أكن راضية عما فعلت.. ولكني اليوم أشعر بالرضا فلولا اطلاعي على الرسائل الخاصة تلك لعشت مخدوعة طوال حياتي)..! رأي الدين: أما عن رأي الدين في تجسس المرأة على زوجها فيقول عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، والمدير العام لمنظمة مبرة الوالدين الخيرية د. عارف عوض الركابي ل(فلاشات): (الحكم الشرعي في تجسس الزوجة على الزوج وتفتيشها هاتفه وبريده الإلكتروني دون علمه للتأكد من أنه لا يخونها لا يجوز شرعاً وهو من المحرمات في شريعة الله تعالى، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا..) وثبت في صحيحي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا..».. وهذا نهي عام يفيد تحريم التجسس ويبقى الحكم عاماً وليس عقد الزوجية بين الزوجين يبيح للزوجة أن تسلك هذا المسلك، ولا الغيرة والحرص على الزوج من الأسباب التي تبيح هذا الفعل المحرّم، فليس للمرأة إلا ما ظهر من زوجها، وإن وجدت ريبة أو شكت في بعض تصرفاته فإنه يجب عليها أن لا تجزم وتضع الوساوس يقيناً وفي الحديث السابق قول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (فإن الظن أكذب الحديث).. وعليها أن تكون حكيمة فتتعامل مع زوجها بحكمة ولها أن تذكره بالله وبعقابه والخوف منه بالعموم دون أن تشعره بشكها ووساوسها، وتجتهد في معالجة ما قد يظهر عليه من ضعف في إيمانه، أو ضعف رغبة فيها أو تغير تجاهها بالطرق الشرعية والمعاملة الحسنة والاجتهاد في ذلك، وأما أن تلجأ للتفتيش فهذا مما تهدم به البيوت ويثير الوساوس والشكوك ويضعف الثقة بينهما)، ويضيف الركابي: (قد يكون في التغافل أحياناً العلاج الأفضل والأمثل وقد تكون الصراحة هي الأنسب لحال بعض الأزواج، فعلى الزوجة أن تجتهد في بذل الأسباب الصحيحة لئلا يقع الزوج في صلات محرمة حرصاً وشفقة عليه في دينه ودنياه وهذا من الحقوق الزوجية المشتركة بين الزوجين، أما تتبع العورات والزلات فليس هو السبيل للعلاج أو التقويم أو التنبيه والتذكير في هذا المقام، فكل ابن آدم يخطئ ولا يجوز للزوجة حتى مع وقوع الخطأ أن تلجأ إلى هذه الأساليب المحرمة بالكتاب والسنة والله أعلم)..!